قصر نوفل طرابلس في ستينيات القرن الماضي
النشرة الدولية –
(مركز النهوض) –
أواخر القرن التاسع عشر شهدت ساحة التل أو تل الرمل خارج المدينة القديمة المملوكية بداية التماذج العمراني بين الحضارتين العثمانية والأوروبية، وتجلّى ذلك في سلسلة من المباني السكنية والمنشآت ذات الطابع «السلطوي» كسرايا طرابلس والساعة التي تتوسط الساحة و»الكراكون» الذي تحول إلى مخفر للدرك مع بداية الانتداب الفرنسي.
ومن المباني التي لا تزال قائمة ومشرفة على ساحة التل ذلك «القصر» القابع بجلال ووقار عند الجهة الجنوبية الغربية كالحارس وحامل مفاتيح التل وساحته.
المعلَم أطلّ على المدينة مطلع القرن العشرين بعدما أنجزه مالكه قيصر نوفل الذي لم يُعرف الكثير من تفاصيل حياته الدقيقة، ولكن بالعودة إلى «سالنامه ولايت بيروت» بين العامين 1893 و1908 يتبيَّن أنَّ قيصر نوفل كان من أبرز رجالات طرابلس فقد شغل مناصب عدة دفعةً واحدة في النظام العثماني.
جمالية القصر لا تقتصر على قرميده، بل تنسحب على مجمل تفاصيله، وهي تكمن من الخارج في تلك الزخارف والنقوش على الجدران والتي تزيّن الشرفات. واستقدم نوفل مهندسين إيطاليين للإشراف على التنفيذ وعلى هذه النقوش والزخارف، التي توزعت في كل مكان على الأعمدة والمداخل والشبابيك، وحمل هؤلاء المهندسون والعمال الإيطاليون معهم مواد البناء والرخام من إيطاليا، وقد وضع نوفل عند مدخل قصره لوحة رخامية تحمل الحرفين الأولين من اسمه باللغة اللاتينية وتاريخ البناء (CN 1898) إضافة إلى رمز نباتي.
وقد تم بنائه حوالي اواخر القرن التاسع عشر. وهب ال نوفل قصرهم والحديقة إلى بلدية طرابلس، وتحوّل القصر مركزاً بلدياً ثم سمي مركز رشيد كرامي الثقافي….
هو يُعتبر من مباني طرابلس التراثية والجميلة، وهو مخصص لبلدية طرابلس بالكامل، تقام به سنوياً العديد من الأنشطة الثقافية المتنوعة.