هل يَحل «المُؤتمر الدولي» أزمات لبنان.. و«صيغته القديمة» المُنهارَة؟* محمد خروب

النشرة الدولية –

فرضَ أعداء الحرية ورهط المُعتاشين على الدم وفريق المُستثمرين فيه من مُتعدّدي الجنسية والأهداف, فرضوا على لبنان عدم مُغادرة مربع الوظيفة التي اختاروه لها, بأن يكون بالون اختبار لكل مرحلة جديدة تعبرها المنطقة أو تخّتل فيها موازين القوى, خاصة إذا ما وعندما يدفع المُتضررون اكلافا باهظاً جراء هزيمة مشروعهم السياسي, ومخططهم القديم دائم التجدّد لإخضاع المنطقة… دولها والشعوب, لهيمنتهم وخدمة لمشاريعهم واستراتيجياتهم الإستعمارية, التي لا تكتفي بنهب ثروات المنطقة بل أيضاً ودائماً في دعم انظمة الإستبداد والفساد فيها, على نحو كانت منطقتنا ولمّا تزل ساحات حروب لا تنتهي, ومعارك ما ان ينجلي غبارها عن ساحة حتى تشتعل ساحة أخرى, تكون أكثر بشاعة ودموية من سابقاتها.

ما علينا..

لم تمض ستة شهور على جريمة انفجار/تفجير مرفأ بيروت 4آب الماضي, وفيما تتواصل الأزمة السياسية المُتأتية عن تلكّؤ رئيس الوزراء المكلف/سعد الحريري ومحاولاته المستمرة لفرض رأيه ومقاربته, المدعومة خارجياً على رئيس الجمهورية, مُصِرّاً (الحريري) على تسمية وزراء حكومته التي تتمثّل فيها غالبية حزبية مُتنوعة الطوائف والمرجعيات, ثم اغتيال الناشط السياسي لقمان سليم لتمنح فرصة أخرى مُتجدّدة لخصوم حزب الله لإستعادة خطاب التحريض الفتنوي وإعادة إنتاج ما فشلوا تحقيقه في مناسبات أخرى, خاصة اغتيال رفيق الحريري قبل 16 عاماً, عبر اتهام الحزب والتصويب عليه. وجاء الحكم النهائي للمحكمة الخاصة بلبنان ليطوي بازار الإتهامات الإستنسابية المُتناسِلة.

الى ان خرجَ الكاردينال الماروني بشارة الراعي مُقترِحاً «حياد لبنان». وإذ لم يجدْ تجاوباً من أطراف وازنة سياسياً وطائفياً, عاد مُقترِحا وفي شكل بدا تصعيدياً ومستفزاً لمَن رفضوا مُقترَح «الحياد”, داعياً عقد «مؤتمر دولي» لـ”حلّ» مشكلات لبنان وأزماته, في ظل إفلاس طبقته السياسية وفسادها وعجزها عن إستيلاد أي حلول أومقاربات, تضع حدا للإنهيارات المتواصلة في بلد الارز المنكوب.. معيشياً واجتماعياً واقتصادياً وخدماتياً ومالياً, حيث قارب سعر صرف الدولار عشرة آلاف ليرة, فيما يتناقص الإحتياطي من العملات الأجنبية على نحو كارثي.

والحال تتعدّد أزمات لبنان وتتعمّق, فيما طبقته السياسية, ماضية في حماية مصالحها الأنانية/الطائفية/ المذهبية, والإنخراط في خدمة مشروعات دولية/ إقليمية مشبوهة, مُتخلّين عن ما يتوجّب عليهم فِعله, للحؤول دون تقسيم لبنان أو اختفائه عن الخريطة السياسية.

وإذ غدا المشهد اللبناني مفتوحا على كل الإحتمالات, بعد تصاعد الجدل والسجالات حول الفشل/ العجز في تشكيل حكومة جديدة, فإن التراشق الإعلامي الناري بين «بكِركي» (مقر البطريركية المارونية) ومَن يدعم اقتراح «تدويل» أزمات لبنان وخاصة جعجع وقرنة شهوان ولقاء «سيدة الجبل» وتلك المُعادية لحزب الله ورئيس الجمهورية الجنرال عون وحزبه (الوطني الحُرّ).. يُنذر بمخاطِر جمّة, خاصة ان الذين يَرون في «التدويل» خلاص للبنان, يراها الآخرون «مشروع حرب».

ثمَّة مَن يلحظ «غراماً» لافتاً لدى أطراف لبنانية مُشكِّكة بهوية لبنان «العربية», بطلب «تدويل» أي أزمة في لبنان حتى لو كان حادث إغتيال شخص أو نفجير مرفأ أو تشكيل حكومة.. ما يُثير الشكوك حول أهداف «التدويل» وما يروم أصحابه تحقيقه من……«أهداف».

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى