الاتحاد الآسيوي..* أمجد المجالي
إنشاء ملعب لكرة القدم في قرية يجسد بوضوح الحرص الأكيد على نشر اللعبة ومنح الشباب في المناطق البعيدة والنائية حق التعبير عن قدراتهم وطاقاتهم
النشرة الدولية –
كنت أتمنى على اتحاد كرة القدم أن لا يرد، ولا بأي شكل من الأشكال، على الصورة التي نشرتها الصفحة الرسمية للاتحاد الآسيوي للعبة والتي حملت مضامين «السخرية» من ملعب قرية الحميمة الذي داهمته الرمال نتيجة للظروف الجوية التي أثرت على المملكة مؤخراً، واستناداً الى مقولة: قلة الرد رد.
لا ينتظر من الاتحاد الآسيوي أي تبرير، لأن من ينزلق إلى ذلك المستوى من التعبير لن يجدي معه أسلوب الرد أو العتاب، لكن من يقوم بإنشاء ملعب لكرة القدم في قرية يجسد بوضوح الحرص الأكيد على نشر اللعبة ومنح الشباب في المناطق البعيدة والنائية حق التعبير عن قدراتهم وطاقاتهم، وتلك دون أدنى شك من المهام الأصلية التي يفترض للاتحاد القاري العناية بها ووضعها على سلم أولوياته، إن كان يهمه فعلاً نشر اللعبة وحقوق شباب وشابات القارة!.
تفخر الأردن بخبراتها في المجالات كافة، وهي محط تقدير بفضل بصماتها المتميزة في كافة أنحاء العالم، كما الإرادة والتصميم والعزيمة صفات ساهمت بتحويل التحديات إلى فرص، وقلة الإمكانات إلى نجاحات كبيرة بتجاوز كل الظروف الصعبة، ولسنا بصدد استعراض مسيرة التحدي والإصرار لوطن يفخر بطاقات وخبرات مواطنيه، لكننا نريد أن نعرض على الاتحاد الآسيوي بعض النقاط التي تحدد قصوره في أداء واجباته، واستناداً إلى مقولة: من كان بيته من زجاج لا يرمي الناس بالحجارة.
هل يشعر القائمون في الاتحاد الآسيوي بالخجل وهم يشاهدون اتحادات أهلية، ومن ضمنها الاتحاد الأردني، نجحت بتجاوز ظروف جائحة كورونا وواصلت الموسم الكروي بكل تحدٍ وإصرار، في حين عجز «الآسيوي» عن تنفيذ روزنامته بإلغاء عديد البطولات وتأجيل المتبقى منها؟!.
هل يشعر القائمون في الاتحاد الآسيوي بالخجل وهم يشاهدون الاتحاد الأوروبي يمضي بكل بطولاته وبرامجه رغم أن الجائحة تعصف بالدول الأوروبية، وبما ينسحب أيضاً على كافة الاتحادات القارية، في حين لا يجد «الآسيوي» سوى «شماعة» التأجيل للتصفيات المشتركة، بما يعكس عجزه الواضح رغم توفر كل الأدوات والإمكانات؟!.
هل لا يزال رئيس الاتحاد الآسيوي يتذكر جيداً مضامين برنامجه الانتخابي بعنوان: آسيا موحدة، وهو ما يتناقض تماماً مع «حادثة» نشر صورة «السخرية» لملعب شيد في قرية من أجل خدمة شبابها ومنحهم فرصة التعبير عن طاقاتهم ومواهبهم؟!.
نؤمن دوماً أن الرياضة تشكل رسالة حب ونقاء وتحفيز للشباب والشابات، وأن الرياضة بفكرها وبرامجها ليست «سواليف حصيدة».