عابرٌ يحيّي عابر
بقلم: ريتا شهوان
النشرة الدولية –
عابرٌ يحيّي عابر. سلام للخلف. واكمل طريقك. الخفّة لم تعد سمة من سمات الوعي. إعرف ذلك. المغفرة تعادل التضحية: ضحْ على ما ضحيت؟ لا تغفر . المرء ما ولد ذبيحة على مذبحة يوسف الذي اختبر الله إيمانه. المرء ولد ليكون خديعة الموت.
متْ أنت. وعندما تعشق. أشْهر ذلك وعشْ. كانك ما حييت أبداً. لا تقل اعيش ما تبق من ايام حرقها من اراد لك ان تدفن حيّاً. بل اجعل ذا الوله يهتز عمراً من اعمار الأمل.
لا احد يسرق منك المستقبل. يميتك. قد يميت اطفالك يوماً. ومع ذلك تدرك انت ان أي خيار تتخذه محسوب على آلة الخبرة. قال احدهم ما تنجبه عصيّ على الموت. وما تفعله باب مفتوح لاولادك. اما انا فاقول لئن اتخذت من الانجاب خياراً مضافا الى كل ما شكلته من وعي. اعرف ان ما انجبته ليس الا ارادة ان تصنع مستقبلاً افضل مما انت فيه اليوم!=
عين التضحية ظلم. نظرية الضحية لا تبني مستقبلاً. تضحية من ضحية قال القاموس لا انا. انا لم أقل شيّا بعد. فزاوية العالم ضيقة. اضيق من فسحة امل يضيقها من اراد لك ان تعتقد ان الحياة لا تولّد حياة. وان الكون خارجه موت. لعله يفكر قليلاً بانه هو من يرتعش موتاً بعيداً عنك ولعله يتساءل أكنت ميتاً ام حياً؟ لعلك ميت كما حالي يقول. لعلها مثلي. لست مثلك. لا افكر بك عندما يضيق الكون. لا أأسف على اولاد ما انجبتهم. وولدتهم منك أخريات. عناء الامومة ليس عمل. الامومة فعل حب لللطفل الاكبر الذي كان سيكون انت …. اما انت … فاخترت تلك الصورة التي تشبه صورة انطبعت عن الاخت. والام . وام الام…. اما انا فصورة الامومة عندي ان ابلغ من العشق الوله ان اصنع تحفة اصغر لمخلوق افضل منك ومني.
لا أتكل على امهات العائلة. فصورتي انا وانا وحدي في اطفالي. عينهم عيني حتى يكتمل الوعي ويهرولون نحو الافق. يدك يدهم تشدها على قدر ما تقسو الحياة على عيوني…. هكذا انا … ألقن دروساً في امومة لم ادرسها في اي معهد ولا اي بيت. تعملتها من الحب. اتعرف ما الحب؟ ان تقسو على نفسك . حتى لا يقسو الحبيب على نفسه. هذه هي المدرسة الفعلية للامومة. لا اي ام من “فرديات” العائلة مهما بلغت مرتبتهم العلمية فهن، هن … يبحثن عن عروس “ترعش” المطبخ دون العقل وتترك لك حرية “الفانتازم” على غيرها ولغيرها ولها تفعل .
وبعد…. ساقسو على قدر ما كان وعيك غبياً ملماً باخطاءك!
هل صفعت مرة باب المنزل وقلت للوالد : اليوم ، اختبر بنفسي ولنفسي. للوالدة: دعمتني او لم تفعل. هي اخترتها!
لا تجرؤ. تضع صورة والدتك التي لم تخدشها بوعيك فكيف لا وعيك. ولا تجرؤ حتى على ازاحة ستار مما تستر عليه المجتمع. اما انا… فحبي ثوري … ان تخلع باب. ان تصنع حزبا. ان تثور على كل شي . على أي شي. وتبني وطنا يشبه نفسك. هكذا انا وانت. رجاءاً….. اختر لنفسك زاوية تركن فيها فوق قبر من دموع تدفن فيها صورتي في روحك دون ان تتدفنني انتقاما ……………… لجبنك
ماما، تلك عملت في النفايات. قد تقول الام. يصحح لها: ماما هي خبيرة في شؤون النفايات ليست نفاية للتدوير. ماما لم تقتنع اما هو، لم يعبئ بـ ما يناسب الام.