الكاتبة العراقية فوز حمزة: عادة ما يغريني الصباح في الكتابة… ربما الشمس هي التي تمدني بالطاقة
النشرة الدولية – حوار طلال السُكرّ –
الكاتبة العراقية فوز حمزة، تعتقد أنه ليس من السهل عليها الكتابة بغير اللغة العربية، تقول، أنه ليس بالأمر السهل أن تكتب بلغة أخرى وخاصة أن اللغة الأدبية لها شروط ومتطلبات مختلفة عن الكتابة العادية.
ساهمت سنوات نشئتها الأولى من خلال القراءة المستمرة لقصص الأطفال ومجلاتهم ومن ثم للروايات والمسرحيات العالمية والعربية والتي كانت تعتبر من روائع الأدب العالمي كالأدب الروسي والفرنسي والأنجليزي والعربي.
هنا نص الحوار مع فوز حمزة
- من هي الكاتبة فوز حمزة؟
فوز حمزة .. من بغداد .. أقيم منذ سنوات مع عائلتي في صوفيا عاصمة بلغاريا .. بكالوريوس إخراج مسرحي ..
متى بدأت فوز حمزة؟
بداياتي كانت في العام 2015 عبر موقع التواصل الأجتماعي الفيسبوك حيث بدأت بنشر الومضات ثم القصص القصيرة والقصائد ..
- كيف ساهمت سنوات النشأة الأولى في تشكيل وعيك الثقافي وذائقتك الإبداعية؟
من خلال القراءة المستمرة لقصص الأطفال ومجلاتهم ومن ثم للروايات والمسرحيات العالمية والعربية والتي كانت تعتبر من روائع الأدب العالمي كالأدب الروسي والفرنسي والأنجليزي والعربي وأيضاً لكتب الشعر العربي والتأريخ وكتب الفلسفة .. كل ذلك كان له كبير الأثر عليّ وعلى تهذيب ذائقتي الأدبية ..
- هل لكِ طقوس معينة عندما تكتبين؟
نعم .. عادة ما يغريني الصباح في الكتابة .. ربما الشمس هي التي تمدني بالطاقة والحافز بعدها الهدوء والوحدة هما عاملان مهمان لي لأستطيع التركيز والسيطرة على ما أكتب ..
ربما الوضع الذي أعيشه في هذه البلاد هو من فرض عليّ هذه الطقوس .. لا أدري !!
- هل فكرت يوماً الكتابة بغير العربية؟
لا .. ليس بالأمر السهل أن تكتب بلغة أخرى وخاصة أن اللغة الأدبية لها شروط ومتطلبات مختلفة عن الكتابة العادية بالأضافة إلى أنني أفضل التركيز على شيء واحد لأحقق المهارة والتميز فيه ..
- من كان يدعم فوز حمزة حتى ما وصلت إليه؟
حبي للكتابة وشغفي بالأدب ومن ثم إصراري وطموحي هما من أمداني بالصبر والمواضبة ومحاولة تطوير نفسي من خلال الأطلاع على الكتب التي تتحدث عن عالم القصة القصيرة ومحاولة الأستفادة منها .. أما عن الأشخاص اللذين ساندوني في بداياتي فاللدكتور طارق فتحي رحمه الله والذي كان يدير نادي القصة القصيرة الفضل الأول في دعمي وتشجيعي من خلال نشره لنصوصي في النادي بعد أن جعلني واحدة من اعضاءه .. وقد وثقت ذلك من خلال كتابة إهداء له في مجموعتي الأولى الوشاح الأحمر ..
- هل من مكان لوطنك في ما تكتبي؟
بل لوطني كل ما أكتب .. وستلاحظ ذلك حين تقرأ نصوصي .. فالذكريات التي تشكلت وأنا في الوطن لها الحصة الأكبر لما أكتب أما الباقي فهو مواكبة الأحداث التي يمر بها الوطن من خلال تداعيات هذه الأحداث وأفرازاتها .. الكتابة بشكل عام كالأرض قد ترتوي من كل غيمة .. فاالحياة ولادة للقصص والروايات ..
- كيف تصف لنا الكاتبة فوز حمزة المبدعين والأدباء في العراق ومستوى النشاطات الثقافية مقارنة بالدول العربية الأخرى؟
لن أبالغ أذا قلت أن نشاط الأديب العراقي في أوجه أذا ما قارنا ذلك بالأوضاع التي مر بها العراق .. فالمهرجانات مستمرة ومعارض الكتب لم تنقطع إلا لفترة وجيزة .. لكن كل شيء عاد كالسابق وربما أفضل .. ورأيي أن الأحداث التي مر بها العراق كانت مادة دسمة للأدباء المبدعين في خلق حياة جديدة من خلال نصوص تعبر عن واقع مغاير تماماً عما كان في السابق .. الكاتب هو وجه الوطن الباقي بعد غياب عناصر الحياة عنه..
- هل لك من وصف لبعض المتسلقين على الأدب؟
هؤلاء زمنهم قصير لأن خزينهم فارغ .. البقاء دائماً للأصلح ..
- كيف ترى فوز حمزة علاقة هذا الجيل بالثقافة والأدب، وما دورك في تعزيز هذا الموضوع؟
الحالة العامة هي أبتعاد هذا الجيل عن الكتاب والسبب هو إنتشار وسائل أخرى أستطاعت فرض نفسها وآلياتها على هذا الجيل مثل الهواتف النقالة وما تحتويه هذه الهواتف لمواقع التواصل الأجتماعي وشبكات النت وما توفره .. لكن من الأمانة أن نذكر إن لهذه الوسائط مميزات أخرى كبيرة إذ جعلت المعلومة متاحة والحصول عليها لا يتطلب جهداً كبيراً .. لكن يبقى الكتاب هو الأكثر قرباً والأشد تأثيراً على نفس القارىء.
- هل أنت مع أن الكاتب أو الشاعر مُكرم خارج بلده أكثر من بلده نفسها؟
لا أعتقد .. فالتكريم مرتبط بأبداع الكاتب وأنجازاته وليس بدرجة قربه أو أبتعاده عن بلده .. وبالنسبة لي التكريمات التي حصلت عليها داخل البلد أكثر من الخارج ..
- ما هي الرواية القريبة على قلب فوز حمزة؟
عزازيل للكاتب الرائع يوسف زيدان ..
- هل ترين أن بعض النقاد يجاملون ما تكتب المرأة… فقط لأنها امرأة بدون تقييم لمنجزها الأدبي؟
في الحياة تجد كل شيء .. والخروقات موجودة حتى في الساحة الأدبية لكن كما قلت لك هؤلاء أعمارهم قصيرة ..
- ماذا قدم لكِ الإعلام ككاتبة؟ وهل كان حافزاً لكِ؟
دعم الأعلام لي كان كبيراً جداً وفعالاً.. فمن خلال تسليط الضوء على إنجازاتي أستطعت الوصول للقارىء ومن ثم تقييم هذا القارىء هو من منحني الحافز للتقدم والمحافظة على ما وصلت إليه .. فالنجاح في النهاية مسؤولية كبيرة عليّ التحلي بالصبر والمواضبة والأجتهاد لأحافظ عليه ..
- هل للمرأة نصيب مما تكتب الأديبة فوز حمزة؟
لها النصيب الأكبر من كتاباتي ليس تحيزا فقط بل لإنها وجه الحياة الأول والتي من خلالها تستمر الحياة وكذلك تركيزي على قضية المرأة جاء من خلال المعاناة التي تعرضت لها المرأة ولا زالت تتعرض لها خاصة في الشرق نتيجة التضليل والجهل بدورها العظيم في جعل الحياة مكاناً رائعاً وأكثر أمنا وراحة للعيش إن نحن منحناها الحق والسبل لتحقيق ذلك ..
- ماذا يعني الرجل للأديبة فوز حمزة؟
ملهمي للكتابة .. بدونه تسير الحياة على عكاز فلا تبدو الحياة على طبيعتها .. فالمرأة والرجل كالعملة التي تحمل وجهين .. كل منهما يحمل جانباً لا يستطيع الآخر الأستغناء عنه .. وايضاً هو غريمي الذي أستمد من أختلافه معي وخلافه مادتي القصصية ..
- هل أنت مع حرية التعبير في الإعلام؟
بل أنا مع الحرية في كل شيء خاصة في الكتابة .. الحواجز تعرقل عملية الأبداع وتمنعها من أداء دورها الصحيح .. فالكاتب كالطائر المحلق والحرية هما جناحاه .. ولك التخيل كيف لطائر الطيران دون أجنحة ..
- إذا كنتِ مع حرية الإعلام، كيف تؤثر هذه الحرية على الأدب والثقافة في العراق والوطن العربي؟
الحرية في الأعلام والأدب تجعل من العالم مكاناً شفافاً لا مجال للكذب فيه والمراوغة .. لكن الوصول لهذه المرحلة يتطلب وعياً كبيراً ومتجرداً من المصالح .. لا أعتقد أن أعلامنا العربي وصل لهذه المرحلة في الوقت الراهن لأرتباط الأعلام بمؤسسات ليس من مصلحتها أن يكون الأعلام حراً ..
- كم حصدت من الجوائز؟
نلت الجائزة الأولى في مجال القصة القصيرة في مهرجان همسة الدولي الذي يقام سنوياً في القاهرة عن قصة الدخول في الشرنقة وجائزة أخرى من مجلة الفنون والآداب الورقية العراقية عن قصة سيدة الشمس وأيضاً نلت فيها الجائزة الأولى ..
حصلت على عدد كبير من التكريمات من داخل البلد وخارجه ..
- كلمة أخيرة لقراء النشرة الدولية
أوجه شكري أولاً لهيئة تحرير النشرة الدولية لأهتمامهم بالأدب والأدباء وبمنجزاتهم ومحاولة تعريف القارىء العربي بهم من خلال تسليط الضوء عليهم متمنية لهم التوفيق والأزدهار.