أنس سروار أول مسلم يتولى زعامة حزب سياسي كبير في بريطانيا

النشرة الدولية –

بي بي سي –

انتخب أنس سروار زعيماً جديداً لحزب العمال الاسكتلندي، ليحل محل ريتشارد ليونارد الذي قاد الحزب لمدة ثلاث سنوات.

ويأتي تولي عضو البرلمان الاسكتلندي عن مدينة غلاسكو قبل أقل من ثلاثة أشهر على موعد إجراء الانتخابات البرلمانية المقبلة.

وكان أنس سروار قد أصبح عضواً في حزب العمال الاسكتلندي وهو في سن 16 عاماً.

كما أن والده محمد سروار، كان أول نائب مسلم في تاريخ المملكة المتحدة على الإطلاق واحتفظ بالمقعد المخصص لوسط غلاسكو عن حزب العمال في الفترة ما بين 1997 و 2010- إلى أن خلفه ابنه أنس.

وعمل أنس سروار، الذي تخرج من جامعة غلاسكو، طبيب أسنان في منطقة بيزلي لمدة خمس سنوات قبل أن يصبح عضواً في البرلمان.

وكان الرجل البالغ من العمر 37 عاماً عضواً في البرلمان عن منطقة وسط غلاسكو في الفترة من 2010 إلى 2015 وكان ضمن معسكر غوردون براون الخاص بحزب العمال الجديد.

وقد لعب سروار دوراً فاعلاً في الحملة المؤيدة لبقاء اسكتلندا في المملكة المتحدة خلال الفترة التي سبقت إجراء الاستفتاء على الاستقلال في 2014، حيث كان يجوب اسكتلندا في حافلة مع نشطاء معارضين للاستقلال.

وبعد أن فازت أليسون ثوليس من الحزب القومي الاسكتلندي بالمقعد المخصص لوسط غلاسكو في الانتخابات العامة في 2015، حوّل سروار انتباهه للبرلمان وانتخب كعضو في البرلمان في قائمة الحزب عن مدينة غلاسكو في 2016.

 

وكما كان الحال غالباً بالنسبة لحزب العمال الاسكتلندي خلال العقد الأخير، فقد واجه الحزب انتخابات لاختيار قيادة للحزب في 2017 بعد أن استقالت كيزيا دوجديل ودخل سروار المنافسة ضد ريتشارد ليونارد.

كانت حملة انتخابية ضارية واجه فيها سروار الانتقاد بسبب ذهاب أطفاله إلى مدرسة خاصة في غلاسكو، مع إثارة أسئلة أيضاً حول قيام الشركة التابعة لأسرته بالإعلان عن وظائف لا تدفع الحد الأدنى للأجور والبالغ 8.45 جنيه إسترليني في الساعة.

وفاز ليونارد في السباق، ليصبح أول زعيم لحزب العمال الاسكتلندي يأتي من الجناح اليساري للحزب.

وعكس الفوز بشكل واضح تركيبة عضوية الحزب في حينه، حيث كان ليونارد مؤيداً قوياً لزعيم حزب العمال البريطاني جيريمي كوربن بينما وقع سروار على رسالة تعارض مسعى كوربن لإعادة انتخابه.

وكان أبرز منصب تقلده سروار كعضو في البرلمان هو المتحدث باسم حزب العمال الاسكتلندي حول قضايا الصحة ولعب دوراً رئيسياً في القلق بشأن قضايا السلامة في مستشفى جامعة الملكة إليزابيث في غلاسكو والذي قاد إلى إجراء تحقيق عام في المسألة.

وسيكون سروار أول زعيم غير أبيض لحزب سياسي كبير في المملكة المتحدة وكان قد تحدث في السابق عن العنصرية التي واجهها كرجل سياسي.

وتضمن هذا تهديدات بالقتل وجهت لعائلته.

وفي أعقاب مسعاه غير الناجح في انتخابات قيادة الحزب في 2017، زعم سروار أن أحد المستشارين أخبره أن اسكتلندا لن تصوت له بسبب ديانته ولون بشرته.

وتوصل تحقيق أجراه الحزب في نهاية المطاف إلى أنه لا توجد أدلة كافية للإدانة، لكن سروار كان من المنتقدين لنظام الشكاوى داخل الحزب الذي لم يسمح له بالإدلاء بشهادته في القضية.

أسس سروار في العام 2018 مجموعة من أعضاء البرلمان الاسكتلندي من الأحزاب المختلفة لمعالجة قضية الإسلاموفوبيا (رهاب الإسلام).

وفي خطته التي قدمها لأعضاء الحزب، قال سروار إنه يريد “إعادة بناء حزب العمال الاسكتلندي، ومن ثم إعادة بناء اسكتلندا”.

واتخذ عضو البرلمان عن غلاسكو موقفاً صارماً ضد احتمال إجراء استفتاء آخر على الاستقلال الذي يقول إنه لا يتمتع بالمصداقية حيث ستنشغل البلاد بإعادة البناء بعد وباء كورونا.

ويتمثل القلق المباشر لسروار في الانتخابات البرلمانية المقبلة التي ستجرى في مايو/ أيار حيث يأمل واضعو استراتيجيات الحزب بأن يتمكن الزعيم الجديد من رفع الحزب من المركز الثالث إلى المركز الثاني في المشهد السياسي الاسكتلندي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى