مدرب بناء أجسام أردني يُجسّد موقفاً بطولياً.. ساهم بإنقاذ مواطن سقط من مرتفع
النشرة الدولية –
جسّد مدرب بناء الأجسام عبدالرحمن القطاونة الليلة قبل الماضية موقفاً بطولياً بعد أن ساهم في إنقاذ مواطن سقط من مقطع صخري بارتفاع يزيد على 150م جنوب محافظة الكرك.
وشارك القطاونة فرق الإنقاذ المتخصصة وفريق البحث والإنقاذ الدولي التابع لمديرية دفاع مدني الطريق الصحراوي وشرطة محافظة الكرك وفرق بحث وإنقاذ العمليات الخاصة للقوات المسلحة في التعامل مع هذه الحادثة حين كان أول الواصلين إلى المصاب بعد محاولات استغرقت حوالي 5 ساعات نظراً لوعورة المنطقة وصعوبة تضاريسها وصعوبة الحركة والوصول اليها، بحسب ما نشرته يومية “الرأي” الأردنية.
القطاونة الذي كان اقتحم أجواء رياضة بناء الأجسام بخوض منافساتها منذ سنوات قبل انتقاله إلى مجال التدريب، ويهوى ممارسة التسلق والانزالات الجبلية، ساعدته خبرته هذه في إنجاز مهمته بكل كفاءة واقتدار، متجاوزاً كافة المخاطر المحتملة في سبيل تحقيق هدف انساني نبيل.
والى جانب النخوة والشهامة والفزعة والتي يتميز بها أبناء الشعب الاردني الطيب، برزت هنا أهمية القدرات والامكانات الرياضية وتوظيفها للتعامل مع مثل هذه الحالات الطارئة والتي تستدعي التدخل السريع والعاجل للتعامل مع المواقف الشبيهة وإنقاذ الأشخاص ممن يتعرضون لمثل تلك الحوادث والمحافظة على حياتهم.
جسدت هذه الحادثة أعلى درجات الانتماء والحس المسؤول وأروع مواقف الشجاعة والتضحية والرجولة والقيم النبيلة والأصيلة والمواطنة البناءه والفاعلة والمسؤولية المجتمعية والأخلاقية للرياضي تجاه المجتمع المحلي، وبما يعزز من مكانة الرياضيين وأهمية دورهم المحوري في شتى مناحي الحياة، وتسجيل مواقف لافتة وبطابع انساني على الصعيد الاجتماعي، تضاف إلى انجازات ومكتسبات ممارسة الرياضة على صعيد تحقيق الإنجازات المحلية والخارجية للوطن والتمثيل المشرف له، ناهيك عن الفوائد والإيجابيات العديدة لممارستها وأبعادها الصحية والاقتصادية.
كما أن التطوع الذاتي لأصحاب الخبرة والاختصاص ومشاركة الجهات المعنية بتسهيل مهامها في مثل هذه الحالات، يعكس أبهى صور التلاحم المجتمعي والتشارك بالمسؤولية وتقديم العون والمساعدة لمن يحتاجها والحرص على المصلحة العامة.
عديدة هي الحالات والحوادث والتي تقع ضمن ظروف وأجواء صعبة تفرضها طبيعة التضاريس، وهنا تبرز القدرات والإمكانات الجسمانية واللياقة البدنية العالية في تسهيل مهام الانقاذ والتعامل باقتدار مع المواقف الصعبة، الامر الذي يدفع الى ضرورة المزيد من التمكين والتميز في المجال الرياضي ومواصلة تعزيزه وتطويره للمعنيين والتعامل بمهنية واحترافية مع مثل هذه المواقف، لما لذلك من أهمية بالغة في تحقيق العديد من الأهداف المشتركة وتوفير الأمن والحماية وتسريع عمليات الانقاذ والمعالجة.
يقول القطاونة وهو بطل مملكة سابق برياضة بناء الأجسام حول هذه الحادثة: ما أن تنامى الى مسامعنا تعرّض أحد المواطنين للوقوع من مقطع صخري، هممت بالتوجه إلى المنطقة المعنية بمرافقة عدد من الأشخاص والنزول الى الموقع بواسطة إنزال جبلي.. المنطقة مغلقة وتضاريسها صعبة، استغرقت عملية الانقاذ حوالي 5 ساعات بعد أن بقي المصاب لوحدة في واد سحيق لمدة 7 ساعات، وبحمد الله تم إنقاذه وهو بحالة جيدة ولا يعاني سوى من التواء بالكاحل بعد لطف الله به، وتم اسعافه إلى المستشفى بواسطة طائرة القوات المسلحة.
وأضاف خلال رده على استسفارات: لم تكن هذه الحادثة هي الأولى، بل تكررت سابقاً مرات عديدة، ولذلك أنصح جميع ممارسي رياضة المغامرات وخاصة التسلق والانزال الجبلي بأخذ الحيطة والحذر والتمكن من ممارستها والمعرفة المسبقة بطبيعة المنطقة وتوفر المعدات اللازمة، فهي من الرياضات الصعبة والتي تحتاج إلى القوة والرشاقة والمرونة.
وختم القطاونة الذي يحمل درجتي البكالوريوس والماجستير ولا يزال من المتعطلين عن العمل: نحمد الله بأن وفقنا بعملية الإنقاذ، ولا أخفي سعادتي بتقديم المساعدة وتسخير إمكاناتي وخبرتي في إنقاذ مواطن تعرض لموقف طارىء هدد حياته لخطر جسيم.