د. غانم النجار: جامعة الكويت يمكن أن تكون أفضل من هذه الحالة، لديها جميع المقومات لكي تنهض من جديد
النشرة الدولية –
في لقاء أجراه د. غانم النجار مع متدربي برنامج الجوهر، شمل الحديث عن جوانب كثيرة، تحت إشراف الإعلامية رانيا برغوت، بحضور رئيسة مجلس إدارة لوياك فارعة السقاف، وعميد المعهد العالي للفنون الموسيقية د. رشيد البغيلي، ورئيس قسم الإعلام في جامعة الكويت أ. د مناور الراجحي، ومدير إدارة العلاقات العامة في جمعية الإعلاميين الكويتية جراح القزاع.
استكملت أكاديمية “لابا”، التابعة لمؤسسة لوياك، برنامجها الخاص بإعداد إعلاميين من الكويت ودول عربية أخرى، واستغرق البرنامج خمسة أيام، تم خلالها تعليم المتدربين أساسيات العمل الإعلامي من جهة إعداد المحاور والأسئلة ومهنية العمل الإعلامي مع المدربة الإعلامية رانيا برغوت، وكانت شخصية الجوهر المحاضر في جامعة الكويت قسم العلوم السياسية البروفيسور غانم النجار، الثلاثاء الماضي، في الخامسة مساء، في فندق فور بوينتس الشيراتون.
إعلاميون متميزون
ويعمل برنامج الجوهر على إعداد إعلاميين متميزين، من خلال ورش تدريب يتم فيها التدرب على يد إعلاميين بارزين من الوطن العربي، وتجرى بعد ذلك مقابلات مع شخصيات ريادية في شتى المجالات.
بدأ اللقاء بتقديم وترحيب الإعلامية رانيا برغوت، التي قدمت المتدربين لضيف برنامج الجوهر، وطلبت إجراء تقييم يكون من قبل المدربة والضيف للطلبة المتدربين، وتطرقت جنان نبعه، من خلال المحور الشخصي، إلى تفاصيل طفولته والجانب الأسري الخاص بالضيف، وسألته عن الموقف الذي جعله يعيد التفكير في مواقفه؟ وقد كان الغزو العراقي الغاشم -على الرغم من توقعه- هو ذلك الموقف الذي لم ينسه، وجعلنا نتعامل معه بصدور عارية وبلا حماية.
- ما الحدث الذي لو لم يكن موجودا لتغير مسار حياتك؟
– الفقد بالنسبة لي أكثر شيء مؤثر، فلقد توفيت والدتي الأسبوع الماضي، وجود الوالدين بالنسبة لي أهم مسار، فكان والدي رجلا بسيطا يلح علينا أن نتعلم دائما.
- كيف أثرت الحرب على شخصيتك؟
– أثرت بشكل كبير جدا، الحرب أسوأ اختراع اخترعه البشر، وتنتج عنه مآس للأبرياء، ويتم تمجيد أصحاب الشأن الذين يدخلون في الحروب وهم الوحيدون المستفيدون.
المحور الحقوقي والإنساني
- وفي المحور الحقوقي والإنساني، قامت المتدربة فاطمة السبع بتوجيه الأسئلة، وقالت: كيف غيرت تجربتك في العمل الانساني نظرتك للبشر؟
– أصبح لدي ميل إلى أن البشر يميلون الى القسوة أكثر من الرحمة، وما شاهدته أن القسوة جزء أساسي من الإنسان، لاسيما عندما نلاحظ جرائم الاغتصاب التي تتعرض لها المرأة في الحروب، حيث اخترعت اليابان ما يسمى بنساء الراحة الخاصة بالجنود اليابانيين أثناء الحرب اليابانية – الكورية، ولولا أن القسوة متجذرة في الإنسان لما رأينا شيئا كغوانتانامو، فغوانتانامو ليس مكانا فحسب بل فكرة موجودة بداخل الإنسان. إبداعات الإنسان في الانتهاكات لا تنتهي، اللقاح لم يصل للبلاد الفقيرة وهذا يكشف أمورا كثيرة.
- هل تعتقد أن السلطة الدينية هي سبب الفجوة بين الرجل والمرأة؟
– الدين متنوع وفي كل الأديان يوجد المتطرف والمعتدل، ولكن سنجد المعتدل عادة ما ينضوي تحت السلطة ومن هنا نشأ الإسلام السياسي.
- كيف يؤثر الخوف على حياتنا؟
– الخوف مشروع داخلي يجعلنا أكثر توازنا، لكن أحيانا يكون على شكل فوبيا، ولكن إذا أصبح الخوف جماعيا فسيكون أخطر، حيث يكون معبأ بأحداث تاريخية وأوهام.
وفي المحور ذاته، سألت ماغي حمزة: كيف أثر عدم تأييدك للنظام على الموقف لاسيما البدون؟
– جعلني منسجما مع نفسي وأكثر توازنا، ولا أحتاج إلى أن أبرر هذا الموقف إلا لمن يرى أن هذا الموضوع لا يحل بطريقة لا إنسانية.
- هل تعرضت للهجوم في هذا الموضوع؟
– كثيرا، وهو جزء من التكلفة ولكن لا يعنيني.
- لماذا اتجهت الى الدفاع عن حقوق الإنسان؟
– الأمور تبدأ بقضية هل تقبل بالظلم أم لا تقبل؟ والمنظمات الحقوقية هي أدوات، فحقوق الإنسان في الكويت متذبذبة بين تحسن وتراجع، ولكن قابلة للانكسار، ولدينا 8 قوانين تقيد الحريات لم تكن موجودة حتى في زمن الحروب.
- الهجوم على الوافدين، ما رأيك فيه؟
– المشكلة مرتبطة بمجموعة من دول الخليج وليس فقط بالكويت، نحن لدينا 30 في المئة مواطنون و70 في المئة وافدون، لذلك من الضروري التنظيم، ويجب أن يتم الإبعاد الاداري تحت إشراف القضاء.
قضية البدون
- وفيما يتعلق بمحور قضية البدون، سأل أحمد الشمري: كيف تكونت قضية البدون؟
– لا يوجد شيء اسمه مقيم بصورة غير قانونية، فهذه تسمية خاطئة لهم، لأن هذا يعني أنهم مخالفون للقانون وحالهم حال أي جنسية مخالفة.
- هناك من يقول إن البدون ليسوا من نسيجنا الاجتماعي؟
– من يقول هذا الكلام يمثل نفسه، وهذا لا يمثل الواقع، فنحن عبارة عن عدة لهجات وثقافات.
- هل هناك جدية من الحكومة والمجلس لحل قضية البدون؟
– لا يوجد، وبالنسبة لمجلس الأمة هناك أطراف جادة وأخرى ليست كذلك. الحكومة تراهن على الزمن والمجتمع انشق.
المحور السياسي
- وعن المحور السياسي، سأل د. خليفة الهاجري وعبدالوهاب الخاطر: ما رأيك في الجلسة الافتتاحية؟
– دعنا من الجانب السياسي، الحضور كان في ظل الاشتراطات الصحية ولم يلتزموا بها، وأنا لا أتحدث عن التجاوزات والردحة التي حدثت في تلك الجلسة، بل عن حالة صحية حدثت في مجلس الأمة وشوهدت في التلفزيون وعلى رؤوس الأشهاد، وكأنهم يقولون: طقوا راسكم بالطوفة.
- هل السلطة سلبت إرادة الأمة؟
– نعم، من زمان، وذلك عندما حلت مجلسي أمة 76 و86، وتحاول تنقيح الدستور، وتغيير الدوائر الانتخابية، لكن علينا أن نضع الحلول، ويجب ألا تكون الانتخابات بإدارة وزارة الداخلية بغض النظر عن الإدارة الجيدة.
- هل تراجع دور الدواوين؟
– نعم وفي الفترة الحالية أكثر، فاليوم المؤتمرات هي السائدة في موضوع الندوات.
- هل تعتقد أن هناك نضجا سياسيا لدى المواطن؟
– صعب أن نحكم لأن هذا يحتاج إلى قياس، اما بالزيادة أو النقصان، حيث أصبح الناس اليوم ملولين ولا يقبلون بالشيء المطول.
- ما مستقبل المهجرين بسبب قضايا الرأي؟
– يجب أن يرجعوا بغض النظر عن التفاصيل، سواء كان عفوا شاملا أو خاصا، وهذا المشهد لا يليق بالكويت، ويجب ألا نضع العصا في الدولاب، النواب منقسمون، وهناك معارك سياسية ليست فقط بين المتصارعين بل توجد فرق تعمل على مرحلة الحكم القادمة.
- كيف تنظر إلى المؤسسة التشريعية بعد 10 سنوات؟
– إذا لم نجد مخرجا لتكرار الأساليب المستخدمة من الحكومة ومن بعض النواب فإن النتيجة واضحة بوقوع حالة انسداد سياسي، ومن نتائجها صدور قوانين غير منطقية ومخالفة للدستور، ومن ثم التراجع عنها بعد ذلك.
- الديمقراطية جعلت من دونالد ترامب رئيسا، هل ما زلت تؤمن بها؟
– الديمقراطية هي أقصى ما وصل له الإنسان في نظام الحكم، ولكن هذا لا يعني أنه الأفضل على الإطلاق.
المحور الأكاديمي
- وبشأن المحور الأكاديمي، سألت ألطاف: هناك فجوة بين الأكاديمي والجمهور العام، ما السبب؟ وكيف استطعت تخطيها؟
– لم أشعر بأنني أكاديمي في تعاملي مع الناس، ولا أحب الجمود الأكاديمي، ولكني عادة أتعامل مع الكثيرين بانفتاح أكثر.
- أيهما أسرع في التغيير المجتمع الأكاديمي أم الجمهور العام؟
– الجمهور العام أسرع إذا اقتنع، ولأن الجمهور الأكاديمي ينطلق من قواعد حاكمة، وأحيانا نجد العديد منهم منغلقين على أنفسهم.
- خضت تجربة التدريس في جامعة هارفارد كأستاذ زائر، فماذا وجدت جامعة الكويت عندما إلى عدت البلاد؟
– جامعة الكويت يمكن أن تكون أفضل من هذه الحالة، لأن لديها جميع المقومات لكي تنهض من جديد، ويجب أن تعمل على الارتقاء من ناحية الجانبين الأكاديمي والإداري.
- وسأل أحمد فرحان الخالدي: كنت في ديوانية قبل الغزو بأسبوعين، وذكرت أننا بين فك ثلاثة أسود، وسيتم احتلال الكويت قريبا خلال 4 سنوات.
– كانت لدي معلومات من مصادر أميركية، وكنت أظن أن الموضوع بأيد أمينة، ولكن اتضح أننا بأيدي سبيكة!
- هل تواصلت مع الحكومة في تلك الفترة؟
– لا، الحكومة كانت زعلانة علينا في تلك الفترة، لأننا كنا من دواوين الاثنين، وكنت أخرج من المنزل أجد رجال أمن الدولة يراقبوني، والصحافة كانت مراقبة!
- كنت من المقربين لفيصل الصانع، كيف تلقيت خبر تكليفه بتشكيل حكومة؟
– اتصل علي أبوزياد واجتمعنا عدة مرات، وكتبت بيانا مع فيصل الصانع وعبدالله النيباري لكن تم أسر فيصل الصانع قبل نشره، وإذا كان هناك شخص يستحق التكريم فهو فيصل الصانع لأنه أكثر شخص تعرض للامتحان من قبل السلطات العراقية، ولا معنى لتكريم شخص دافع عن وطنه، فمن يدافع عن وطنه فهو يدافع عن نفسه، لكن فيصل أوقف المخطط العراقي ولم يأخذ حقه في الذكر.
- كيف تم أسرك؟
– تم أسري مع سعود العنزي عندما كنا متجهين بالدراجة إلى الشاعر السوداني علي عبدالقيوم، وكان يقيم في منطقة الرقعي، وأثناء دخولنا هذه المنطقة تم الأسر.
- كيف تم الإفراج عنك؟
– بعد خيمة صفوان كانت هناك مطالبات بالإفراج عن الكويتيين وغير الكويتيين، وبعد فترة أفرجوا عنا، وذوبنا على الحدود.
- كان لك لقاء مع محمد علي كلاي كيف تم ذلك؟ ولماذا قابلته بخصوص الأسرى؟
– كانت المقابلة لأنه يملك علاقات مع الجانب العراقي، وحاولنا الاستفادة منه في موضوع الأسرى، ولكن لم نصل إلى نتيجة.
لا يليق بالكويت أن يكون لديها مهجرون بسبب قضايا الرأي
المعركة السياسية لا تعبر عن المتصارعين بل توجد فرق عمل لديها معركة على المرحلة المقبلة من الحكم.