لقاح أردني.. ولمَ لا؟* رجا طلب

النشرة الدولية –

سارع أحد الوزراء السابقين إلى وصف الجهود الرامية لإنتاج لقاح بعقول وسواعد أردنية بأنه وهم وحذر من بيعه للناس دون التعرف لا من قريب أو بعيد على جهود القائمين عليه ومدى جدارتهم العلمية أو طبيعة التقنية التي جرى اعتمادها في هذا المشروع الذي مازال في طور المرحلة الأولى من العمل والجهد، وكان من المفترض على هذه الشخصية ان تسأل الجهة التي أعلنت عن جهدها هذا الأسئلة العلمية المشروعة للتحقق من جدية المشروع من عدمه، أما أن يرد على جهود مجموعة علمية شبابية واعدة ومتميزة بقوله لا تبيعوا الناس الوهم فهو بذلك يبيع الناس اليأس وبكل أسف ويعتقل الأمل ويحارب الإبداع.

 

هل الوصول إلى لقاح من إنتاج أردني هو وهم أم طموح؟ بتقديري أنه طموح مشروع ولا يجب أن نضع العصي في الدواليب، استمعت شخصياً للقاعدة العلمية التي سيتم على أساسها إنتاج هذا اللقاح وتقنيته فوجدت فيما شُرح لي منطقاً وعلماً إلى حد كبير وذلك بحدود معرفتي العلمية، وفي كل الأحوال لماذا نحبط جهود شباب طموحين لديهم كامل الثقة في أمكاناتهم وأنفسهم يحاولون المساهمة ومن تلقاء أنفسهم وبدون أن يكونوا عبئاً على أحد المساهمة في مواجهة هذا الوباء؟

 

والغريب أنه وبدلاً من أن نقول لهم شكراً لشرف المحاولة، شكراً لأنكم شعرتم بواجبكم الوطني والإنساني في محاولة مجابهة هذا الوباء ووضعتم نصب أعينكم إنتاج جهد أردني إلى جانب جهود العالم في مكافحته نسارع لاتهامهم وبدون حتى معرفة ما يقومون به باتهامات قاسية وصعبة؟

 

المشكلة أن الشخصية التي سارعت لوصف الجهود المبذولة في الوصول إلى لقاح أردني بأنه مجرد وهم، تدرك حق الإدراك والمعرفة أن في الأردن لا مجال لبيع الوهم حيث توجد مؤسسات علمية وقانونية وإدارية راسخة ليس من السهل واليسير إطلاقاً أن تمرر الوهم أو تساهم في ترويجه، فهؤلاء الشباب مضطرون في حال انهاء جهودهم العلمية بمراحلها المعروفة أن يتقدموا إلى المؤسسة العامة للغذاء والدواء من أجل ترخيص هذا اللقاح وبالتالي إدخاله السوق تماما كما جرى ويجري مع أي لقاح تم اعتماده تحت بند الاستخدام الطارئ، ولن يكون هناك أي امتياز لهذا اللقاح المنتظر كونه أنتج في الأردن.

 

الشيطنة المسبقة لجهد علمي قيد الإنجاز هو نوع من أنواع بيع الياس وترويجه في نفوس الشباب الأردني المتعلم الذي ُدفع على تعليمه في أرقى الجامعات بالعالم مئات الملايين من الدولارات، هذا الشباب الذي بات ثروتنا الحقيقية، ولنا أن نتخيل والتخيل هنا ليس وهما، لو أن هذا اللقاح كُتب له الإنجاز والنجاح وجرى تسويقه كم من المال سيدر على الأردن وكم هي القيمة الأدبية والعلمية التي سيتبوأها الأردن؟

 

لا نبيع الوهم ولكن نروج الأمل!..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى