“نبذة عن تاريخ ميلاد “العملة اللبنانية”…. ولدت عام 1939
النشرة الدولية –
(مركز النهوض)
ولدت الليرة عام 1939. ترعرعت برعاية أُمّنا الحنون فرنسا. وعندما بلغت سن الرشد، ربطت قيمتها في ذلك الوقت بالفرنك الفرنسي، ثم بعدما هُزمت فرنسا في الحرب العالمية الثانية، هجرت الليرة حبيبها الفرنك، وربطت قيمتها بالإسترليني البريطاني الوسيم. وعقب رجوع فرنسا الى لائحة الدول العظمى، عادت الليرة الى حبيبها الأوّل، وربطت حياتها بالفرنك مرة ثانية، وذلك حتى عام 1949 عندما تحررت من الفرنك، أسوة باستقلال لبنان عن الانتداب الفرنسي، وودّعت الليرة الفرنك وفرنسا، وقالت لهما “au revoir”، وأصبحت عملة عائمة، قيمتها تتحدد بسوق العرض والطلب.
قبل الحرب العالمية الأولى، كانت الليرة العثمانية (وكانت تسمى “العثملي”أو “العِسملي”) هي المتداولة في لبنان. وبعد انهيار الدولة العثمانية، اعتمد الجنيه المصري، ولذلك، تسمى النقود باللهجة اللبنانية بالـ”مصاري”. وعند الانتداب، أدخلت فرنسا عملة موحدة في سوريا ولبنان وسمتها “الليرة السورية” وارتبطت بالفرنك الفرنسي بحيث كانت قيمة الليرة تعادل 20 فرنكا…..وكانت الوحدات المتداولة هي الغرش والفرنك (ويساوي خمسة غروش) والليرة (ويساوي 100 غرش أو 20 فرنك). وكانت الفئات المعدنية المتداولة هي الغرش (ويسمى بالعمية الئرش المبخوش) و قطعة (الغرشان والنصف) والفرنك (أي ال5 قروش)
وال10 قروش وال 25 قرش (ويسمى “الربع”) وال50 قرشا (ويسمى “النص”). وصكت الليرة المعدنية في السبعينات من القرن العشرين. أما العملات الورقية فكانت من فئات الليرة، الخمس ليرات (وتسمى الخمس ورقات) و10 و25 و50 و100 ليرة ولاحقا تم إضافة الـ 250 ليرة منذ العام 1978 ثم الـ 500 ليرة والـ 1000 ليرة عام 1988 ثم الـ 10000 ليرة عام 1993 ثم إضيفت الفئات 5000 و 20000 و 50000 و 100000 عام 1994.
تلك الفترة إعتُمد في العملات اللبنانية والسورية نوعان أساسيان من الرسوم والصور. النوع الأول هو الرسوم النقشية (Gravure)، وهي رسوم موجودة في كتب الرحّالة والمستشرقين، وتنسخ عن صور حقيقية أو عن رسومات باستخدام قوالب خشبية أو فولاذية.
أمّا النوع الثاني فهو البطاقات البريدية التي كانت منتشرة بشكل كبير في تلك الفترة، خصوصاً بعد افتتاح عدد من الأوروبيين استديوهات للتصوير في بيروت، حيث يعتبر الكاتب والمصوّر الفرنسي فيليكس بونفيس، الذي استُخدمت بعض صوَره في العملات اللبنانية، من أشهرهم.
أُضيف تعبير “الجمهورية اللبنانية” للمرة الأولى على العملات في العام 1942، وتحديداً على ورقة الخمسة قروش. شهدت تلك الفترة إضافة رموز جديدة على العملات اللبنانية، لا تدلّ على حضارة سابقة بقدر ما تدلّ على “الحضارة اللبنانية” المولودة حديثاً. يمكن الحديث هنا بشكل رئيسي عن استخدام الأرزة وصورة الجبل المكلّل بالثلوج وقصر بيت الدين وصخرة الروشة، واستِذكار الأمير بشير الشهابي في العلامات المائية، وغيرها من الرموز التي استُعيدت مع تكريس الإستقلال اللبناني. كما توثّق تلك الفترة لتغيير في زخارف العملات والبدء بالتعامل مع فنّاني عملات جدد…..
بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية، صدرت العملة في إنكلترا لتَعذُّر طباعتها في فرنسا. وفي سنة 1945 تميّزت ورقة الـ100 ليرة اللبنانية كـ”أَحلى عملة” في فترتها، وعرفت بـ”السجادة” لجمال تصميمها، فحازت جائزة تكريمية.