باحث أردني: داعش يطور أدواته ليعيد تأثيره على الساحة ونشر إرهابه

النشرة الدولية –

كشف الباحث الأردني الخبير في الجماعات المتطرفة الدكتور محمد أبو رمان، إن تنظيم داعش الإرهابي قد يطوّر أدواته ليعيد تأثيره على الساحة لا سيما وأن عوامل نشأته ما زالت موجودة في المنطقة ولم تعالج بصورة جذرية.

وتشارك أبو رمان مع مجموعة من خبراء التطرف والإرهاب في ندوة نقاشية عقدها معهد السياسة والمجتمع في عمّان والمجلس الأطلسي في واشنطن في أهمية الوقوف على السبل المستجدة في استعادة الجماعات المسلحة المتطرفة حضورها على الساحة وبناء تحالفات جديدة واستحداث طرق للوصول إلى الشباب وتجنيدهم من خلال ما قد يسمى بـ”الخلافة الافتراضية”.

فيما أشار الباحثان أندرو بيك وبورزو داراجاهي من المجلس الأطلسي إلى أن ضعف الاستقرار السياسي والأمن في العراق وسوريا يشكلان أرضية خصبة لعودة تشكل تنظيم داعش على الأرض، متفقان مع أبو رمان أن فئات واسعة من سكان المنطقة تعاني من اضطهاد وتهميش خطط التنمية لا سيما وأن الاستقطابات المذهبية ما زالت تسيطر على المشهد.

في حين قالت مارا ريفكن من مركز جامعة جورج تاون للقانون إن الشعور بالظلم لدى الكثير من الشباب في المنطقة بسبب السياسات القمعية تدفعهم للعودة إلى خانة الناشطين الجهاديين، كما أن حكومات المنطقة لم تقدم حلولاً للعائدين من ساحات القتال ولم تشجعهم على إعادة الإدماج مجدداً في مجتمعاتهم الأصلية وتأهيلهم من الممارسات المتطرفة والإرهابية.

من جانبه، أكد رئيس معهد السياسة والمجتمع الدكتور جعفر حسان، على أهمية التبادل المعرفي والبحثي بين مراكز الأبحاث دولياً، فيما يخص القضايا الراهنة، لما له من أثر كبير على تطوير السياسات ومكافحة بذور النزاع، مشدداً على الدور الذي يجب أن يلتزم به الخبراء في تقديم التشخيص الدقيق وحلول للمشكلات من منطلق علمي ومنهجي. حيث أدارت الندوة الباحثة الأردنية-الأميركية بنان ملكاوي، التي بينت بدورها أن رسم خارطة محدّثة لما تحاول كل دولة من دول المنطقة على حدة أن تقدمه سلباً أو إيجاباً في هذا الملف ضروري لفهم مستقبل نشاط هذه الجماعات.

إلى ذلك، قال أبو رمان إنه يجب تفعيل استراتيجيات مكافحة التطرف في المنطقة والعمل بجد على معالجة أزمات الثقة مع الشباب – الهدف الرئيسي للجماعات المتطرفة- بصورة جذرية تمس المسببات الأيدولوجية لديهم، كما أن المدعين بأن “خلافة” داعش انتهت أو أن دولتهم سقطت عليهم أن يتنبهوا إلى أن هناك مفهوماً جديداً عابراً للحدود وهو “الخلافة الافتراضية” وهو ما يعني تأثيراً مباشراً وخطراً على الشباب وتجنيدهم ليكونوا أعضاء ناشطين في دولة غير موجودة مبنية على إرهاب الآخرين.

ويذكر أن معهد السياسة والمجتمع يعقد سلسلة من الجلسات البحثية المشتركة مع عدد من مراكز الأبحاث الدولية لتقديم مقاربات لتمكين الشباب بالحماية والوقاية والمشاركة من تبعات التطرف والإرهاب، من خلال تحليل واستشراف المخاطر والتغيرات وطرح الأفكار الخلاقة والحلول العملية التي تساهم في معالجة التحديات المحلية والإقليمية في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية وخاصة المرتبطة بالتحولات الديمغرافية ودور الشباب في السياسة والمجتمع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button