عديد الدول تعلق استخدام “أسترازينيكا” وسط مخاوف من تسببه بتجلط الدم وأخرى تتمسك بـ”نتائجه الآمنة”
النشرة الدولية –
علقت العديد من الدول استخدام لقاح أسترازينيكا المضاد لفيروس كورونا وسط مخاوف من تسببه بتجلط الدم ما دفع بوكالة الأدوية الأوروبية للمسارعة إلى طمأنة الناس لعدم وجود أي مخاطر صحية معروفة مرتبطة بجرعات اللقاح.
وجاءت الضجة المحيطة باللقاح بالتزامن مع مرور سنة على إعلان منظمة الصحة العالمية كوفيد-19 وباء عالميا.
وفي أحدث تصريح، أعلن مسؤول تايلاندي اليوم الجمعة أن بلاده قررت إرجاء بدء حملة التلقيح ضد فيروس كورونا باستخدام لقاح أسترازينيكا بعد أن علقت دول أوروبية استخدامه.
وقال بياساكول ساكولساتايادورن، مستشار اللجنة الوطنية للقاحات المضادة لكورونا إنه “على الرغم من أن نوعية أسترازينيكا جيدة، إلا أن بعض الدول طلبت إرجاء استخدامه، ونحن أيضا سنرجئ استخدامه”.
وكان مقررا أن تنطلق حملة التطعيم بواسطة لقاح أسترازينيكا أكسفورد في تايلاند اليوم الجمعة بتلقي رئيس الوزراء برايوت تشان أوتشا الحقنة الأولى.
الخميس، أعلنت الهيئة الناظمة للأدوية في أوروبا أن “مخاطر تجلط الدم ليست على ما يبدو أعلى لدى الأشخاص الذين تلقوا اللقاح ضد فيروس كورونا”، وذلك بعدما علقت كل من الدنمارك والنرويج وآيسلندا استخدام لقاح أسترازينيكا.
وقالت الهيئة الناظمة للأدوية في الاتحاد الأوروبي الخميس إن الدول الأوروبية يمكنها الاستمرار في استخدام لقاح أسترازينيكا فيما يجري التحقيق في حالات جلطات الدم التي دفعت بعض الدول لتعليق استخدامه.
وقالت وكالة الأدوية الأوروبية في بيان إن “موقف لجنة السلامة الوكالة هو أن فوائد اللقاح ما زالت أعلى من مخاطره ويمكن الاستمرار في إعطائه فيما يجري التحقيق في حالات الجلطات”.
وكانت النمسا أعلنت يوم الإثنين الماضي تعليق استخدام مجموعة جرعات محددة من أسترازينيكا بعد وفاة ممرضة عمرها 49 عاما جراء “مشكلات تخثر دم حادة” بعد أيام على تلقيها اللقاح.
كذلك علقت دول أوروبية أخرى، هي إيطاليا وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا ولوكسمبورغ، استخدام اللقاحات من تلك المجموعة التي أرسلت إلى 17 دولة أوروبية وتضم مليون جرعة.
لكن الدنمارك علقت استخدام لقاح أسترازينيكا بالكامل وليس مجموعة من جرعاته، وحذت آيسلندا والنرويج حذوها في وقت لاحق يوم أمس الخميس، مشيرتين إلى مخاوف مشابهة.
وأوقفت هذه الدول مؤقتا استخدام اللقاحات للتحقيق في حالات وفاة، بعد أن ذكرت وكالة الأدوية الأوروبية أنه تم الإبلاغ عن 30 حالة من تجلط الدم بين 5 ملايين شخص تلقوا اللقاح في أوروبا.
انضمت كل من النرويج وإيطاليا إلى قائمة الدول التي علقت استخدام لقاح “أسترازينيكا” المضاد لفيروس كورونا المستجد، إلى جانب مجموعة دول شملت إستونيا ولاتفيا وليتوانيا ولوكسمبورغ وآيسلندا، في خطوة سبقتهم بها النمسا والدنمارك، وذلك لمخاوف متعلقة بالسلامة.
وقالت هيئة الصحة الدنماركية في بيان إن هذه الخطوة تأتي “عقب تقارير عن حالات خطيرة لجلطات دموية لدى أشخاص حصلوا على لقاح أسترازينيكا”. لكنها أوضحت أنه “حتى الآن، لم يتم تحديد أي صلة بين اللقاح والجلطات الدموية”.
وبعد هذه الضجة، سارعت المملكة المتحدة لإصدار بيان أكد أن اللقاح “آمن وفعال”، وقال المتحدث الرسمي باسم رئيس الحكومة بوريس جونسون للصحافيين “قلنا بوضوح إنه آمن وفعال … وعندما يُطلب من الناس التقدم لتلقيه، يجب أن يفعلوا ذلك بثقة”.
وأعلن تحالف اللقاحات غافي المشارك في قيادة آلية كوفاكس الهادفة إلى ضمان الوصول العادل إلى اللقاحات، إنه سينتظر رأي منظمة الصحة العالمية.
وقالت متحدثة باسم تحالف اللقاحات “نعلم أن السلطات الوطنية ومنظمة الصحة العالمية يراقبون الوضع عن كثب وسوف نتبع توجيهاتهم وتوصياتهم”.
من جهته، طمأن رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون مواطنيه بأن لقاح أسترازينيكا “آمن”، وقال موريسون إنه ناقش التقارير الأوروبية حول تجلط الدم مع سكرتير وزارة الصحة بريندان ميرفي الذي “لا يعتقد أن هناك حاجة لتغيير تصنيف أستراليا للقاح أسترازينيكا”، وفقا لصحيفة “الغارديان” البريطانية.
وأكد موريسون أن “إدارة السلع العلاجية الأسترالية نظرت في البيانات الواردة من الخارج، وهي تجري اختباراتها الخاصة لدفعات اللقاح التي يتم توزيعها في جميع أنحاء أستراليا”.
كما قالت كندا الخميس إن لقاح شركة أسترازينيكا “آمن”، وأشارت إدارة الصحة في بيان إلى أنها “على دراية بالتقارير عن عوارض جانبية في أوروبا، وتود أن تطمئن الكنديين بأن فوائد اللقاح ما زالت تفوق مخاطره”.
وأضافت “لا يوجد في الوقت الحالي ما يشير إلى أن اللقاح تسبب في تلك العوارض”.
أسترازينيكا ترد
وقالت شركة الأدوية أسترازينيكا، الخميس، إن سلامة المرضى هي “الأولوية القصوى”، مؤكدة في بيان لها أنه “تمت دراسة سلامة اللقاح على نطاق واسع في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية وتؤكد البيانات التي راجعها النظراء أن اللقاح جيد بشكل عام”.
حصر اللقاح للكبار
وكانت لجنة اللقاحات الألمانية أعلنت الشهر الماضي أنها توصي بحصر التلقيح بواسطة جرعات أسترازينيكا لمن هم دون الخامسة والستين من العمر، وذلك لعدم توافر بيانات كافية حول فاعلية هذا اللقاح لدى المسنين الذين تتخطى أعمارهم 65 عاما.
وسبق أن أوصت وكالة الأدوية الأوروبية، الهيئة الناظمة لهذا القطاع في الاتحاد الأوروبي، بإعطاء جرعات أسترازينيكا للبالغين والمسنين من كل الفئات.
جرعات لقاح أسترازينيكا تشكل الغالبية العظمى من الجرعات التي تنوي آلية كوفاكس توزيعها بداية العام
منظمة الصحة العالمية تصرح بالاستخدام الطارئ للقاح أسترازينيكا
وفي فبراير الماضي أعلنت منظمة الصحة العالمية موافقتها على الاستخدام الطارئ للقاح أوكسفورد أسترازينيكا، وذكرت المنظمة في بيان أنها أعطت “الضوء الأخضر للقاحات ليتم طرحها عالميا من خلال آلية كوفاكس”.
وقالت لجنة تابعة لمنظمة الصحة العالمية إن فوائد لقاح كورونا الذي طورته أسترازينيكا وجامعة أكسفورد تفوق أي مخاطر ويجب التوصية باستخدامه، بما في ذلك لمن تبلغ أعمارهم 65 عاما أو أكبر.
وفي توصيات أولية بشأن الجرعة، قالت لجنة مجموعة الخبراء الاستشارية الاستراتيجية المعنية بالتطعيم إن اللقاح يجب أن يعطى على جرعتين، مع فترة تتراوح بين ثمانية أسابيع و12 أسبوعا بين الجرعتين الأولى والثانية.
وأضافت اللجنة أنه حتى مع إثارة تساؤلات حول مدى فاعلية اللقاح لمواجهة سلالة فيروس كورونا التي ظهرت في جنوب أفريقيا، فإنه “لا يوجد سبب لعدم التوصية باستخدامه”.