“محطة القطار القديمة في طرابلس” (مرفق صور)
النشرة الدولية –
فكرة السكة تعود إلى الكونت إدمون دو برتوي، وهو ضابط سابق في البحرية الفرنسية كان يقيم في بيروت عام 1889، وقد نال رخصة إنشاء مرفأ بيروت وسكة الحديد بين دمشق وحوران.
في العام 1811، أي قبل الحرب العالمية الأولى بثلاث سنوات، بدأ تشغيل محطة طرابلس، وربط خط الحديد بينها وبين حمص في سوريا.
أنشئت المحطة الطرابلسية بمبادرة محلية، خلافا لمحطة بيروت المركزية التي أنشأها الفرنسيون سنة 1895، وبسبب خلافات مع الجانب الطرابلسي، منع الفرنسيون متابعة الخط باتجاه طرابلس، مما أثار حفيظة الطرابلسيين، فأنشأوا شركة خاصة على حسابهم.
“المحطة الطرابلسية” قامت على أكتاف المجتمع الطرابلسي، حيث أنشئت شركة طرابلسية خاصة مساهمة، اكتتبت فيها بلديتا طرابلس والميناء، وساهم بها الطرابلسيون من مختلف الفئات الاجتماعية، ولم تكن مقتصرة على الأثرياء، وقد تراوح الاكتتاب بين ليرة الذهب والخمسة آلاف ليرة ذهب”.
أصيبت المحطة الطرابلسية بأضرار كبيرة أبان الحرب العالمية الأولى، وبعد انتهاء الحرب، وسيطرة فرنسا وانكلترا على المنطقة، أمم الفرنسيون المحطة، حيث جرت إعادة تأهيلها، وأعيد ربط الخط بين طرابلس وحمص، كما ربطت انكلترا المحطة جنوبا ببيروت، فالناقورة، ففلسطين، وانقطع الخط بسبب نكبة فلسطين.
في العام 1908 اتخذ عدد من العائلات الطرابلسية قرارا بإنشاء محطة قطار بأموالهم الخاصة، تربط مدينتهم بأوروبا عبر حمص وحلب وإسطنبول وصولا إلى باريس.
وقام ممثلو هذه العائلات بتكليف شركة «شوسيه» الفرنسية بتنفيذ المشروع لأن الفرنسيين هم الذين كانوا ينفذون سائر الخطوط الحديدية في لبنان. ونفذ المشروع وفق طراز يجمع ما بين التراث العثماني والحضارة الفرنسية، وانطلق القطار من ميناء طرابلس للمرة الأولى باتجاه حمص في منتصف العام 1911 وسط احتفالات عمت أرجاء المدينة احتفالا بالانجاز، خصوصا أنه بات للعائلات التي ساهمت بإنشاء المحطة أسهم فيها، في العام 1920، وبعد الحرب العالمية الأولى، قامت سلطة الانتداب الفرنسي بتأميم خط سكة الحديد ووضعت يدها عليه، بحجة أن السكة الحديد يجب أن تكون ملكا عاما، ثم انتقلت ملكية المحطة إلى الدولة اللبنانية بعد الاستقلال في العام 1943.
وتناولت الكاتبة آغاتا كريستي في روايتها محطة القطار في طرابلس من خلال قطار الشرق السريع الذي كان ينطلق من طرابلس إلى باريس.