من تراها* ميشال دمعة
النشرة الدولية –
خَطَرَتْ طَيفاً بِليلٍ فَاجْتلاها…
نَجمَةً وَضَّاءَةً…
أَضفَتْ على الدُّنيا سَناها.
هَمَسَ البَدرُ خَجولاً…
إِذْ رآها:
مَنْ تُراها؟
هذهِ القادمَةُ السَّمراءُ…
مِنْ بَين الدَّواجي السَّاهراتِ…
السَّارياتِ على المَدى الأَبديِّ…
ما مَلَّتْ سُراها.
تَحمِلُ الحُبَّ…
وَدِفءَ العِشقِ…
وَهْجَ العِشقِ…
أَحلامَ صِباها.
وَسِراجاً…
مِن خُيوطِ الفَجرِ…
مِن نَسجِ الأَماني الخُضرِ…
ضَمَّتهُ يَداها.
مَنْ تُراها؟
بَسمةُ الصُّبحِ…
تَراتيلُ العَذارى…
وَشوَشاتُ الشَّجرِ الحاني…
تَرانيمُ السُّكارى…
أَم أَريجُ الياسَمينِ البِكرِ!…
كُلُّ الزَّهرِ…
كُلُّ العِطرِ…
كُلُّ الحَورِ واللَّبلابِ…
مِنْ نَشوى رُؤاها.
وَجهُها…
مازالَ صَيفِيَّ العَناقيدِ…
رَبيعِيَّ البَشائرْ…
وَعلى أَهدابِها…
قدْ سَجَدتْ أَطيافُ ساحِرْ…
فَإِلى أَينَ…
سَتَمضي كَغريبٍ وَتُسافِرْ…
وَمتى تُلقي عَصا التَّرحالِ…
ياقلبي المُغامِرْ…
فَأَنا البَدرُ…
ـ وقَبلَ اليَومِ ـ
لَمْ أَحفلْ بِساريَةٍ…
وَلَمْ تَسرَحْ بأَعطافي المَشاعِرْ…
لَوْ ضِيائي…
وَشُعاعي…
نَسَجتْهُ مُقلَتاها.
إِنَّها القادِمَةُ الآنَ…
على أَشرِعةِ الرِّيحِ…
بِأَحضانِ الغُيومِ…
خُبِّئَتْ في وَجنَتَيها…
كُلُّ أَسرارِ النُّجومِ…
عُتِّقَتْ في شَفتَيها…
لُؤْلُؤاتٌ…
مِنْ عَناقيدِ الكُرومِ…
وَلَعَمري…
ليسَ أَزكى مِن خُمورٍ…
عَتَّـقَتْها شَـفتاها.