أخطر ما قاله الملك عبدالله الثاني .. لغة هاشمية صارمة* صالح الراشد

النشرة الدولية –

وضع الملك عبدالله الثاني بن الحسين النقاط على الحروف، ووضع الشعب والمسؤولين أمام الصورة الحقيقية المؤلمة لما يجري على أرض الواقع، ويبدو أن الملك قرر على أن يُكاشف الجميع بحقيقة الأمر الصعبة، وفي مقدمتها أن إدارة الدولة الأردنية ليس مجرد رفاه إجتماعي بل عمل حقيقي ومن لا يجد في نفسه الكفاءة على القيام بدوره فعليه المغادرة، وهذه رسالة هامة جداً بأن المرحلة تحتاج للرجال الحقيقين وليس لمجرد أرقام يعتقدون أن وجودهم شيء هام لمجرد أسمائهم التي لا تغني ولا تُسمن من جوع، وبالتالي فإن الرسالة كانت قوية بقوة الحدث الجلل الذي يؤرق الأردنيين وفي مقدمتهم الملك والذي يسعى على مدار الساعة لتقديم أفضل الخدمات للشعب، لكنه للأسف لا يجد من يقوم بتنفيذ السياسيات الملكية بكل دقة وقوة وحرفية إلا من قبل مجموعة قليلة أثبتوا أنهم ينوبون عن أعداد ضخمة.

 

الملك كان واضحاً بأن الأردن يمر بخطر، وهناك العديد من القضايا التي تهدده وفي مقدمتها الفساد والمحسوبية إضافة إلى وجود اشخاص خارج الوطن لا يبحثون عن خيره، ويدعم هؤلاء مجموعة ممن يروجون للأكاذيب أو بزيادة تضخيم الحقائق وتحويلها إلى إشاعات متزايدة كون الوطن لدى لهؤلاء مجرك “لايك” في صفحات قاتمة السواد، لذا فعلى الجميع اليوم أن يفكر بكل كلمة قالها الملك أمام مجلس السياسات الوطني، فالملك قالها ومن لا يفهم معانيها لا يستحق أن يكون في منصب، فالإهمال والفساد ليس ثقافة أردنية وليست هي الأصل بل عابر طاريء على وطن الأجداد، لذا فإن كل من يحاول التأكيد بأن الفساد جزء اصيل في الثقافة الأردنية ما هو إلا عدو لوطن الأشراف، وهنا على المجتمع أن ينبذ هذه النوعية من الأشخاص والإنجياز إلى صف الوطن، وأن يدافعوا عن المُثل والقيم العليا بأن المجتمع سليم يعاني من وصول بعض الجهلة لمناصب قادتهم إليها الصدفة وأن رسالة الملك ستكون الطريقة لإبعادهم.

 

الغضب الملكي كان واضحاً حد الحزن والقهر على ما جرى في الوطن، وليس ما جرى في مدينة السلط الأبية فقط، فالوطن يعاني وتراجعنا خطوات كبيرة للوراء بعد أن كنا الدولة رقم واحد على صعيد العالم في التعامل مع جائحة كورونا، مما يبين أن هذا التراجع سببه العاملين في المناصب العليا في الدولة الذين اتخذوا قرارات نفذها الشعب، وحتى إن تراجع تنفيذ الشعب لقرارات الدفاع فإن السبب يعود على الدولة التي عليها أن تدرك أهمية دورها في الحفاظ على حياة المواطنين، لذا جاء الغضب الهاشمي ليتوازى مع الحزن الاردني وإستهتار البعض من المسؤولين الذين قالها لهم الملك لكل وضوح، بأن من لا يجد القدرة على القيام بدوره بكل إخلاص أن يُغادر منصبه، وهذه ليست مجرد معلومة بل هي رسالة واضحة بأن من يبقى على “كسله” سيجد نفسه أمام القضاء الأردني الذي بدوره لن يتساهل مع أي مسؤول بعد الرسالة الأخطر التي وجهها الملك، فاليوم الأردن سيكون للرجال الرجال وليس لمن يعتقدون “أن المناصب تزهوا بهم”.

زر الذهاب إلى الأعلى