لو كنتُ (2 + 3 + 4 )* الشاعرة اللبنانية رانيا مرعي

النشرة الدولية –

” لو كنتُ أملًا ”

 

لحملتُ الفرح إلى كلّ قلبٍ أطفأه وعدٌ خائن ، أنفخُ الحياةَ في نبضه البائس ليعزفَ لحن القيامة ..

 

لسكنتُ أحداقَ الغرباء الذين تاهت ملامحهم في زحام العابرين ، أمسحُ عن غبار المرايا سنيّ العتمة ليلمعَ الفرحُ في نظراتهم الناعسة ..

 

لكتمتُ أفواه الآهاتِ المجروحة ، أضمّدُ جراحاتها الغائرة وأخفي ندوبها التي تنكأ ذاكرة الوجع الصامت ..

 

لحلفتُ للضعف أنني لن أتركه في براثن الخوف ، أعيدُ على مسامعه حكايات العائدين من برزخِ الضياع ..

 

لاختبأتُ في أنفاسِ الصباح الرماديّ الذي خلع عنه اللون في لحظة خذلان ، أعيد له قوس قزح الذي نال منه المتلوّنون ..

 

لعانقتُ أيتام الصدق وأرامل الحبّ ، الذين نبذهم زمنٌ تمادى في تشويه وجه الحقيقة التي تغتاله بكبريائها ..

 

لغفوتُ كلَّ حلمٍ في أحضان العاشقين الذين يصاحبون القمر ، أعدهم بلقاء قريب في عنوانٍ نزل فيه قلبهم ذات لقاء ..

 

لتعطّرْتُ بالغاردينيا والياسمين ، أمرُّ على نوافذ الانتظار وأتركُ على ستائرها العتيقة رائحة العودة ..

 

لو كنتُ أملًا .. لتكوّرتُ في أرحام النساء ليلدنَ الحياة ..

لو كنت (3 )

” لو كنتُ حبًّا ”

 

لهمسْتُ لكلّ القلوب بسرّ الخلود ، وأفتيتُ للنبضِ أن يعزفَ لحنَ الأمل في كلّ لقاء كي يتعمّدَ السلامُ بالعطر ..

 

لتدلّلتُ على الشفاهِ  العاشقة ، أقطفُ من لهيبِ أشواقها قبلاتٍ تنطقُ بآيات الغرام ..

 

لتسلّلتُ إلى النظرات المتحجرة ، أفتّتُ جليدَ قسوتِها وأداوي رموشها المتجعّدة التي هجرها اللون ..

 

لعانقْتُ كلّ العاشقين الذين يجاهرون باسمي ، أفرشُ لهم درب الحلم بقوس قزح وأهديهم حضنًا آمنًا ..

 

لأقنعتُ عابري السبيل أن يمزقوا جوازات سفرهم المزوّرة ، أقرأ على غربتهم تعويذة الانتماء ..

 

لرويتُ يباسَ العمر الهارب من الحقيقة ، أزرعُ على مفارق الصدفة ربيعًا لا يذبلُ يختالُ بسحرٍ ملائكيّ ..

 

لحكمتُ على البغض بالمحبّة المؤبّدة ، أقبضُ على شيطانه وأرمي به في مجاهل الغياب ..

 

لو كنتُ حبًّا لأسميتُ الورود بأسماء النّساء ليصيرَ الجمال حكاية الوجود ..

لو كنت ( ٤ )

 

لو كنتُ لحنًا

 

لعزفت في ليلِ الخائفين أنشودة الأمل ، أسابقُ الصّدى إلى مسامعهم ليغفوَ حلمهم مطمئنًا ..

 

لسكنتُ في أناملِ الحالمين ، أعانقُ الوترَ مع آهاتهم ، أراقصُ الكلمات المختنقة بأشواقٍ من عمر اللهفة ..

 

لكتمتُ دويَّ الألم المتفجّر في عروق الأيام الصابرة ، أضمّدُ أنينَ الانتظار الذي فتّت دهشة اللقاء ..

 

لسكنتُ ذاكرة الفرح ، أتدفّقُ في نبضه الفتيّ شلالًا من البسمات التي تطمسُ التجاعيد البائسة ..

 

لصادقتُ حناجر الطيور التي عرفت أنّ الفضاء لها ، أتدلّلُ معها على الحياة ، أوقظُ الصباحَ بحفيف الأمنيات ..

 

لبعثرتُ أزمنةَ الضياع الموحشة ، أدندنُ لدروب المغامرة

أغاني الأبطال الذين اكتشفوا موطن الحقيقة ..

 

لتعلّمتُ لغة المطر الهابطِ زهوًا من سماء صادقة ، أتغلغلُ في مسامات الأرض لأشهدَ على سر الولادة ..

 

لو كنتُ لحنًا ، لتعتّقتُ في أنفاس العاشقين ، أحقّقُ

نبوءة الحبّ المقدّسة ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى