أمي ربيع البيت وحب العالم* د. مارسيل جوينات

النشرة الدولية –

إن تزامن عيد الام والذكرى الثالثة والخمسين لمعركة الكرامة والمئوية الاردنية، وفي ظل هذه الظروف التي تمر علينا، تمنحنا فسحة امل ان المستقبل سيكون افضل، في ظل وجود امهات قدمنا الشهداء ومازلنا يقدمنا العطاء والمحبة لوطنهن بتربية اولادهن وبناتهن على المواطنه التي تخدم مصلحة الوطن.

يا أمي ان شاء الله كل ايامك أعياد، لن يقتصر عيدك في هذا اليوم.

انت الشمعة التي تضيء حياتنا، ومنك بعد الله نستمد نور الحياة، لنسير في خطى رسمتيها لنا مفعمة بالحب والدف والحنان والاهتمام والخوف علينا.

أمي حملتنا في صلاتها يومياً وفي عقلها وقلبها، فمهما تكلمنا وعملنا لا نكفيك على ما بذلتيه لا جلنا. كرستي حياتك وعمرك لنا.

تربينا على مخافة الله في كل لحظة من حياتنا وعلى الانتماء لتراب هذه الارض المقدسة، كنتِ تجمعينا في المساء لصلاة المسبحة الوردية، وما زلت تواظبينا على صلاة المسبحة الى يومنا هذا.

نعم انت حب العالم، لا مصلحة بين الام وابنائها وبناتها، إلا الحب والاعتناء ببعضهم البعض.

سامحينا ان قصرنا بحقك ان كان بقصد او بغير قصد، سامحينا إذ لم نطيعك يوما، وحينها تقولين « يلي بريحك، يلي بدك إياه».

كل ام تريد في ان يكون أولادها وبناتها يتمتعون بالصحة ويشعرون بالسعادة وان تشهد نجاحاتهم في مسيرتهم العائلية والعلمية والعملية. ومن واجبنا ان نجعل امهاتنا يشعرنا أيضا بالسعادة والطمأنينة والسلام الداخلي.

كم من الأمهات يخافنا من الوصول الى الشيخوخة، وان لا يجدنا فلذات اكبدهن حولهن، وللأسف الأمثلة عديدة. وخاصة في ظل الانشغالات والاعمال التي تأخذ منا وقتنا، واخذت منا حياتنا، ومرت من دون ان نشعر بالزمن، والوقت الذي داهمنا. ومع ذلك ما زال هناك فرصة للعودة الى ربيع البيت.

دعونا نتعلم من دروس وحياة غيرنا التي نسمعها من بعضنا البعض، ولنكن مبادرين باستمرار في التواصل مع امهاتنا واهلنا والاعتناء بهم، ولنعبر لهن عن حبنا.

استغرب مع كل هذا التطور في شبكة الاتصالات والجميع يمتلك هاتفا نقالا يغيب عن امه بالأيام، وأحيانا بالأسابيع ولا يتكلم معها ولو دقيقة باليوم. أمن المعقول وصلت قساوة بعض قلوب الأبناء والبنات الى هذا الحد؟!

لنعيد التفكير، ولنرتب حياتنا على رضى الله ورضى الوالدين.

أمهاتنا يحملنا في صلاتهن وفي عقولهن وقلوبهن، لنحملهن بدورنا.

أتمنى لكل الأمهات موفور الصحة والعافية وطول العمر. ورحم الله من سبقنا الى ديار الحق.

الدستور الأردنية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى