صحيفة: صناعة السينما بدأت تخطو خطوات كبيرة مع تتويج عدد كبير من الأفلام وترشيح أول فيلم تونسي لجائزة الأوسكار
النشرة الدولية –
أظهر تقرير نشرته صحيفة ”لوبوان“ الفرنسية أنّ صناعة السينما في تونس، بدأت تخطو خطوات كبيرة مع تتويج عدد كبير من الأفلام وترشيح أول فيلم تونسي لجائزة الأوسكار.
وأشار التقرير الذي نشرته الصحيفة الفرنسية يوم الأحد، إلى أنّ سنوات بناء الديمقراطية ترافقت مع ازدهار صناعة السينما في تونس.
”هذا هو أول ترشيح لتونس“ بهذه الكلمات رافقت أكاديمية الأوسكار ترشيح فيلم ”الرجل الذي باع ظهره“ في فئة أفضل فيلم أجنبي.
وللمرة الأولى في 93 احتفالا سيعرض فيلم تونسي، وهو إعلان أنهى أسبوعا مزدهرا للفيلم التونسي إذ فاز سامي بوعجيلة للتو بجائزة ”سيزار“ لأفضل ممثل عن أدائه في فيلم ”الابن“، وهو أول فيلم لمهدي برصاوي.
وعلّق التقرير بالقول ”من الآن فصاعدا لا تصدّر تونس زيت الزيتون والفوسفات فحسب بل تصدر الأفلام أيضا“.
ويشير التقرير إلى أنّ السينما التونسية بدأت تشد انتباه الصحافة العالمية منذ مايو / أيار 2011 حين قدم الفيلم الوثائقي ”لن تتكرر مرة أخرى“ لمراد بن الشيخ الذي شكل صعودا سياسيا بارزا وهو يروي المسيرات الشبابية التي أطاحت بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، ومنذ ذلك الحين برز جيل الديمقراطية وقفز على المحظورات.
ويروي التقرير كيف فاز فيلم ”نسمة حرية“ لمحمد بن عطية عام 2016 بجائزتين في مهرجان برلين (بما في ذلك الدب الفضي للممثل مجدي مستورة) ثم جائزة أفضل عمل فرنكوفوني في عصر التنوير التي منحها مراسلو الصحافة الأجنبية المتمركزة في باريس.
وفي 2017 كانت السجادة الحمراء في ”كان“ والعرض العالمي الأول لفيلم ”الجميلة والباقة“ لكوثر بن هنية، وتروي المخرجة في سلسلة من اللقطات المتسلسلة الساعات التي أعقبت اغتصاب مريم على يد ضابطي شرطة من المرسى (الضاحية الشمالية لتونس العاصمة) وهي ساعات تكون الضحية خلالها مذنبة في نظر الرأي العام.
ويمضي التقرير متحدثا عن مظاهر ازدهار الإنتاج السينمائي في تونس مشيرا إلى افتتاح ثمانية مسارح في نهاية عام 2018 في ضواحي تونس العاصمة ثم ستة مسارح في سوسة.
ويضيف التقرير ”في مشهد سياسي اقتصادي كارثي تعد الصحة الجيدة للسينما التونسية أخبارا ممتازة لمواهبها وللبلد وصورته في العالم بأسره، وهو قطاع يستحق الاستثمار والاندماج وليس الدعم الفرنسي والأوروبي فقط“.
ويتابع ”الأمر متروك للقادة لوضع صناعة واعدة على رأس اهتماماتهم.“
ويشير التقرير إلى أنه ”في عهد بورقيبة وبن علي كانت تونس مكانا لتصوير الأعمال الأجنبية (قراصنة لبولانسكي، ومغامرو الفلك المفقود لسبيلبرغ) وليس أرضا للحريات وحينها تم اختيار نوري بوزيد فقط (الذي دفع ثمن حريته في السجن) ومفيدة التلاتي مخرجة فيلم ”صمت القصور“ للمشاركة في مهرجان كان السينمائي، إذ تلد الأنظمة الاستبدادية في أفضل الأحوال صانعي الأفلام الرسميين الذين يدفع لهم المال من القصر أو الحزب“.
ويختم التقرير قائلا ”في ليلة الـ26 من أبريل/ نيسان سيتم ترشيح خمسة مخرجين لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي بما في ذلك فيلم كوثر بن هنية، وسواء فازت أم لا يمكن للمخرجة أن تفتح آفاقا واسعة لمستقبلها“.