كيف تفاعل مغردون عرب مع وفاة نوال السعداوي؟
النشرة الدولية –
الحرة –
نعت شخصيات عربية بارزة على وسائل التواصل الاجتماعي وفاة الطبيبة والكاتبة والناشطة النسوية المصرية نوال السعداوي، بينما انقسمت الآراء بين من وصفها بـ”الرائدة التي طبعت اسمها في سجل الخلود”، ومن تبرأ من كلامها “الفاسد السَّمِج”.
وتوفيت السعداوي، الأحد، عن عمر ناهز 90 عاما، بعدما ألهبت الأوساط الفكرية، على مدى عقود، بالآراء والكتابات المدافعة عن حقوق المرأة التي أثارت جدلا واسعا.
ولا يزال نبأ وفاتها يتصدر الأخبار المتداولة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، مع تواصل الجدل بشأن أفكارها ومواقفها التي دائما ما كانت تصطدم بالعادات والأعراف الاجتماعية وتزعج المؤسسة الدينية.
“المناضلة دوما”
وقال الكاتب والمحلل السياسي السعود تركي الحمد: “رحم الله الدكتورة نوال السعداوي.. كانت رائدة في مجالها، وطرحت المسكوت عنه سواء في تراثنا، أو عاداتنا الاجتماعية، أو وضع المرأة في بلادنا”.
وأضاف “تختلف أو تتفق معها ليست هي المسألة، المسألة أنها نحتت في صخر، وطبعت اسمها في سجل الخلود.. وداعا سيدتي الجميلة”.
وقال الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط: “يا له من قدر غريب أن ترحل نوال السعداوي في يوم الأم وفي عيد الربيع”.
ومضى يقول: “فلا الأم تحررت من قيود الظلم وضنك التقليد في العالم العربي، ولا الربيع تحقق في الحرية والحداثة لأهل هذه المنطقة المحطمة والممزقة تسود فيها العصبيات والقبليات النتنة المنبعثة من كهوف الجهل والظلامية والاستبداد”.
فيما قال الكاتب والروائي المصري يوسف زيدان على فيسبوك: “وداعا.. الوديعة الهادرة، المناضلة، الباسمة دومًا.. دكتورة نوال السعداوي”.
وغرد الممثل المصري نبيل الحلفاوي: “رحم الله الدكتورة نوال السعداوي.. بأمثالها تقل المساحات المظلمة، وتقطع المجتمعات خطوات نحو النور والعدل مهما كان الثمن الذي تدفعه”.
وتابع “جازاها الله خيرا بقدر حسن نواياها، وبقدر ما تحملت من سهام لم تثنها عما وهبت له عمرها، سعيا لإعلاء القيم الإنسانية”.
وفي بيان، قالت وزيرة الثقافة المصرية إيناس عبد الدايم إن الكاتبة الراحلة “اهتمت بالكثير من القضايا الاجتماعية ووضعت مؤلفات تضمنت آراء صنعت حراكا فكريا كبيرا”.
“كلام فاسد”
وفي المقابل انهالت التعليقات الحادة على أي تغريدات تترحم على الناشطة النسوية الراحلة، وغرد الشيخ عبد الله رشدي الذي سبق وأن منعته وزارة الأوقاف المصرية من الخطابة وأحالته للعمل الإداري، قائلا: “انتقلت نوال السعداوي للقاء الإله الذي كانت تطالبُ بتغيير قرآنه وتنتقد منهجَه”.
ونقل عنها حديثها في أحد اللقاءات التلفزيونية، فكتب مغردا: “الأديان مليئة بالتناقض والعنصرية والتسلط والطبقية واضطهاد المرأة ويجب تغيير القرآن، والصلاة والعبادات ليست مهمة، والإسلام ليس هو الحقيقة المطلقة!”.
وعلق قائلا: “اللهم إنا نبرأ إليك من هذا الكلام الفاسد السَّمِج. أعتذر عن تلويث أسماعكم بهذا الكلام لكن أحببتُ مشاركتكم المعرفة”.
وكان كتابها “المرأة والجنس” الذي نشر عام 1972، واجه عاصفة من النقد والإدانة من المؤسسات الدينية والسياسية المصرية، وبسببه فقدت وظيفتها بوزارة الصحة. لكنها استكملت مسيرتها في محاربة الأفكار التي كانت ترى أنها تعمل على تجهيل المجتمع.
وشارك العديد من المستخدمين السعوديين واللبنانيين بتغريدات على وسم (هاشتاغ) نوال السعداوي الذي حقق انتشار واسعا.
وقالت سلمى العضوان: “هل علينا أن نترحم ونطلب الرحمة والمغفرة لمن لم يؤمن يوماً بالله وكانت رسالته على الأرض الطعن في الاسلام وأركانه والسخرية من الحجاب؟!!!”.
وقال علي الفاضل: “هلكت نوال السعداوي عن 90 عاما وهي من سخّرت قلمها ولسانها للطعن في الحجاب والاستهزاء به، نعوذ بالله من الخذلان .يا رب ثبتنا على الإسلام حتى نلقاك به”.
وعارضت السعداوي خلال مسيرتها ارتداء الحجاب وتعدد الزوجات وعدم المساواة بين حقوق الرجل والمرأة في الميراث. كما نالت شهرة كبيرة لانتقادها الصريح لظاهرة ختان الإناث الذي تعرضت له حين كان عمرها ست سنوات فقط.
وينظر الروائي المصري والكاتب بصحيفة واشنطن بوست عز الدين فشير إلى التعليقات الهجومية والدفاعية عن نوال السعداوي باعتبارها “مشكلة عامة في النظر للكتَّاب”.
وقال: “أي كاتب يعبر خلال حياته عن آراء كثيرة بعضها قد يكون مفيدا وبعضها لا، لكنه ليس زعيما تصوت له أو ضده، وليس صديقا أو عريسا تقيمه. خذ المفيد من الآراء واترك الباقي، واترك الشخص لحاله”.