ديربورن الأميركية.. وأم النمل الكويتية* أسرار جوهر حيات
النشرة الدولية –
مدينة ديربورن بولاية ميشيغان الأميركية، يقال انها كانت قرية صغيرة ذات مناخ قاري رطب، الى أن قرر هنري فورد أن يؤسس فيها شركة ومصنع سيارات فورد، فتحولت إلى مدينة مزدهرة بالعمل والفرص، ومدرة اقتصادياً، وجاذبة للراغبين بالاستثمار وكسب المال.
تذكرت هذه المدينة، التي مررت بها أثناء جولتي التدريبية الخاصة بمبادرة ابتكار لتمكين المرأة سياسياً في الولايات المتحدة، وأنا أطالع موقع كويت جديدة، الذي يضم مشاريع خطة التنمية وتعريفات عنها، ولكن، أصابتني خيبة أمل ربما، وأتمنى أن أكون مخطئة هذه المرة.
خطة التنمية تضم 7 ركائز أساسية، ضمت نحو 126 مشروعاً الا أن مشاريع عديدة في الخطة الانمائية صبت باتجاه بناء وتطوير خدمات، ولم تذهب باتجاه تنمية اقتصادية حقيقية، باستثناء مشاريع تطوير الميناء ومشروع الشقايا للطاقة المتجددة وبعض المشاريع الأخرى.
وبرغم أن جميعها مشاريع جميلة، ونطمح أن نراها منفذة على أرض الواقع، فإننا نطمح كذلك أن تتضمن الخطط الانمائية السنوية، مشاريع تهدف الى تطوير الاقتصاد، وخلق منافذ للاستثمار، والدخل، كمشاريع حاضنات اقتصادية للشباب، أو حاضنات حرفية، أو مصانع جديدة، خصوصاً اننا استطعنا أن ننجح بفكرة مطاحن الدقيق وشركة الألبان الكويتية، هذا فضلاً عن طموحنا جميعا بتطوير السواحل الممتدة، التي ما زالت غير مستغلة بالكامل، ونتمنى بالفعل أن يتم استغلالها وتحويلها الى مصدر دخل للدولة.
اليوم، نحن بحاجة لأن نضمن دخلاً اضافياً يوفر لنا الميزانية اللازمة للصرف على هذه الخدمات، وهذا لا يتحقق الا بتنمية اقتصادية فعلية، بمشاريع متنوعة، من شأنها أن تحولنا من دولة مستهلكة، تبيع نفطها وتصرفه، الى دولة منتجة.
وهبنا الله إلى جانب النفط موقعاً استراتيجياً هائلا، علينا استغلاله في خطة التنمية، حتى نحقق الكويت الجديدة.
وهنا، استذكر كيف حول شبابنا جائحة كورونا الى فرصة لاستكشاف الكويت، فكانت الجزر أو الصبية وجهتهم، ونظموا رحلات سياحة داخلية، واستثمروا الاراضي الممتدة مساحات لمشاريع «الفود تراك» وغيرها، فلماذا لا نستثمر في عقول شبابنا، ونحول أفكارهم الى مشاريع دولة؟
ولا أنسى هنا، أن أذكر أننا ما زلنا نحلم بأن نرى مشروع الشمال وتطوير الجزر واقعاً.
وفي الختام.. اؤكد أن لدينا عقولا شابة، تستطيع أن تحول الجزر والصحارى الى مدن مزدهرة بالاستثمار، فاذا سنحت لهم الفرصة سيحققون شيئاً شبيها بما تحقق في ديربورن الأميركية، في أم النمل الكويتية.