صناعة الجدل الأحمق مقبرة العالم
بقلم: صالح الراشد

النشرة الدولية –

تتزايد بصورة جنونية صناعة الجدل التي يبدع في تصديرها للمشاهدين صُناع الإعلام، وبالذات العربي كونه قادر على صناعة الوهم المتلازم مع إحتياجات المجتمعات، وزاد من حجم الجدل الحوار والنقاش والتحليل الرياضي، وقد أصبح يأخذ الحيز الأكبرمن قيمة إهتمامات الشاب العربي، وبالتالي دخل الشباب العربي في نفق الغيب وزيادة الجهل التي قد تقودهم للأمية، كون الحوار والتحليل الرياضي ليس غاية المشاهد الطبيعي سليم الفطرة والذي يبحث عن مشاهدة المتعة دون فلسفة أو الدخول في نفق الحوار البيزنطي، وهو حوار لا تنتهي به قضية ولا مشكلة، فلغاية الآن لا نعرف من جاء أولاً الدجاجة أم البيضة حسب الجدل البيزنطي، وهذه هو محور الخطورة سواءاً في التحليل السياسي المبني على مصالح المتحدثين، والإقتصادي الذي يقف لدعم إقتصاد معين على حساب آخر فيما الكل يعاني، والدليل الكوارث الإقتصادية التي نشهدها في الوطن العربي من زيادة حجم المديونية وتراجع مستوى الدخل وزيادة عدد خبراء الحديث والفلسلة الإقتصادية التي لا تتحول إلى أرقام .

وطبعا كما السياسة والإقتصاد والحروب سيكون للرياضة نصيب كبيرة من علم الجهل والخرافات، فالرياضة العربية بالإرقام متخلفة قرون عديدة عن العالم، بل نحن كعرب نُعتبر الأضعف في شتى البطولات سواء كرة القدم أو السلة أو ا لطائرة وحتى في مجال الألعاب الفردية، ونستثني هنا قطر حين قامت بتجنيس منتخب كرة اليد، وهذا يعتبر تجارة ولا شأن له بصناعة مستقبل اللعبة، والمصيبة أنه يظهر على الشاشات بعد كل لقاء أو بطولة متحدثون لا يفقهون ما يقولون،  بل يطلون علينا من خلال أحداث البطولات والدروات والمباريات لتحليل النتائج والقدرات وللحديث عن الطموح والعربي والآمل، لنجد في نهاية الأمر أن ما يقومون به مجرد وهم وخداع، فالعالم يتقاسم الرياضة ونحن نكتفي بالحديث الأنيق الذي يهدم ولا يبني، والسبب ان عملية التحليل والنقد ناقصة ومشروخة حين لا يجرؤ محلل على قول الحقيقة الأليمة بأن معضلة العرب إدارية، وأن أصحاب القرار الإداري هم في غالبيتهم مثال للجهل وعدم المعرفة، لذا تتواكب النتائج بين صُناع الجهل.

وهنا تبرز خطورة المشهد، فنحن في أمة العرب لا نكتفي بوجود جهلاء على قمة الرياضة حيث نعاني من قيام المحللين بدعم هؤلاء الجهلاء والتصفيق لهم، حتى غدا هؤلاء يعتقدون أنهم خبراء حقاً، لتكون النتائج كارثية بحيث تتلاحق الكواث الواحدة تلو الأخرى وسط صناعة جهل متزايد بفضل صناعة الجدل الأحمق الذي يعتبر مقبرة العالم، لكن نحن كعرب غُصنا في هذه المقبرة التي تجاوزها الغرب المعتمد على أصحاب الخبرات في مجالات التحليل والعمل والتخطيط والبناء والإدارة، لذا فحتى ننجو علينا أن نتخلص من أكوام المحللين في القنوات الفضائية الذين لا يعرفون عن ماذا يتحدثون ولا بماذا يهرفون، فالطريق واضح لمن اراد إليه سبيلا ولا عوج فيه، لكن حتى يصل الجهلاء ويستمرون في مناصبهم ينعق الكثيرون خارج السرب مصفقين لهم حتى يحتفظوا بدورهم بالجهالة، ليصبح الأمل سراباً وتتحول الأحلام إلى كوابيس.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى