مو اختصاصنا!* د. نرمين يوسف الحوطي
النشرة الدولية –
بداية يجب علينا تقديم الشكر لجميع الأطباء والممرضات سواء العاملون في القطاع الحكومي أو الخاص على كل ما يقومون به دون النظر أو الانتظار لأي مقابل، فشكرا لهم.
وبعد الشكر والثناء لفئة هي ليست بمحدودة بل مظلومة! نعم تلك هي إضاءتنا إلى وزير الصحة الشيخ د.باسل الصباح، رسالتنا اليوم موجهة لكم ونعلم أنك قبل التوزير كنت ضمن فريق الأطباء «فأهل مكة أدرى بشعابها» ومن تلك المقولة تبدأ رسالتنا لكم:
٭ رواتب ضعيفة سواء الممنوحة للأطباء أو الممرضات!
٭ عدد ساعات العمل إذا قمنا بتفكيكها ومن ثم تجميعها نجد أن الطبيب أو الممرض يعمل أكثر من ساعات العمل المتعارف عليها دوليا وطبيا!
٭ الخفارات وما أدراك ما الخفارات، لا يوجد مكان مرتب ونظيف للاستخدام الآدمي! بدل الخفارة هل تعتقد بأنها مجزية لمعدل أيام الخفارات وساعاتها؟
٭ وأخيرا وليس بآخر ما رأته عيني وما سمعته «مو اختصاصنا»! شر البلية ما يضحك! الموقف لم يحدث لي أنا فقط بل للعديد من أبنائنا وإخواننا سواء أكانوا كويتيين أو وافدين وأخص «الأطباء» الكل يعلم أن الجهة المسؤولة عليهم هي «K.I.M.S» ورغم هذا إلا أننا نجد أن تلك المعلومة غير صحيحة. نعم خليني أقول لكم قصتي والتي لم تحدث لي أنا فقط بل للعديد ممن قابلتهم في هذا اليوم حصل معهم نفس الشيء وقد يكون أسوأ! ذهبت لاستخراج ورقة التقييم السنوي لأحد المقربين لي وكان معي كتاب رسمي بهذا موجه للجهة في وزارة الصحة «معلومة معاي توكيل طال عمرك يعني شغلنا قانوني»، المراد توجهت للجهة المسؤولة عن هذا وإذا بي أفاجأ بأن الموظف يقول لي للأسف الطبيب المذكور في الأوراق «مو داخل السيستم من 2018»! وهو في بعثة!
طبعا هذا الحوار والانتظار أخذ من الوقت ساعة لأن «السيستم واقع» وهذا ليس بجديد! فكم من مرة أبلغنا معاليكم بهذا الشيء بأن السيستم لا يعمل في العديد من الإدارات والمستشفيات التابعة لوزارة الصحة!
المهم نرجع لموضوعنا.. قلت للموظف ماذا أفعل الآن؟ فقال لي راجعي الإدارة «الفلانية».. وبالفعل ذهبت لتلك الإدارة وعند خروجي شاهدت منظرا «يحزن» طابور طويل يحوي العديد من الأطباء والممرضات ينتظرون الدخول، وقد يكون البعض منهم انتهى من خفارته وتوجه للوزارة على الفور والبعض الآخر سينهي معاملته ويذهب لعمله، ومن أين عرفت ذلك؟ من ارتداء زيهم، الله المستعان يا معالي الوزير.. المهم قعدت أدور من إدارة لإدارة وكل موظف يقول اذهبي للإدارة الأخرى إلى أن توجهت لمكتب معاليكم، وقام أحد موظفي مكتبكم الموقر باستقبالي وشرحت له الموضوع وأعطيت له الكتاب فقام بالاتصالات وبعد عدة اتصالات قال لي «مو اختصاصنا»، معالي الوزير إذا مكتبكم مو اختصاصه عيل اختصاص منو؟!
مسك الختام: معالي وزير الصحة.. القضية ليست بقضية شخصية بل هي قضية عامة تحت مسمى «إلى أين مصير الأطباء والممرضات؟ هذا القمع الإداري إلى متى؟ كتابنا وكتابكم؟».
معالي الوزير المفترض أننا دولة متقدمة ومن المفترض بأننا دولة تملك من الخير الكثير، فعلى الأقل المفترض سيستم الوزارة يعمل على مدار 24 ساعة.. وعيالنا وإخوانا الأطباء والممرضات سواء أكانوا كويتيين أو وافدين ترحمونهم من المراجعات التي تهدر من الوقت الكثير وتقتل من نفسيتهم وتجعل طاقتهم سلبية.. وحضرتك طبيب وتعرف عندما تصبح طاقة الطبيب سلبية أشلون يكون انعكاس هذا الشيء على أداء عمله.. والله من وراء القصد.