عندما يقف وليد جنبلاط وحيداً في عين العاصفة* خليل مديرس
النشرة الدولية –
في ظل الأزمة التي يشهدها لبنان وبينما يسارع أهل السياسة الى التنصل من مسؤولياتهم تجاه من منحوهم ثقتهم ويرمون التهم على الآخرين، وفي وقت بات اللبنانيون على شفير مجاعة حقيقية، وحده رئيس الحزب الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط يقف في وسط الميدان مواجهاُ على اكثر من جبهة متحملا مسؤولياته تجاه اللبنانيين جميعاً، وليس فقط تجاه ابناء الجبل، فلا يكاد يخلو يوم دون ان نسمع خبرا عن دعم هنا او مساعدة هناك قدمها جنبلاط.
ومنذ بدء جائحة كورونا كان وليد جنبلاط الحاضر الأولى لدعم المستشفيات في اكثر من منطقة، كذلك لم يبخل على البلديات ودور الأيتام والجمعيات والروابط بالدعم من خلال تقديم الأموال لها وتأمين حاجياتها انطلاقا من شعوره بالمسؤولية تجاه اللبنانيين دون حصر المساعدة بمنطقة او طائفة.
كذلك كان زعيم المختارة أول من نبه من خطورة الوضع الاقتصادي الذي سيواجهه لبنان واللبنانيون، حيث دعا للعودة الى الزراعة من اجل الحد من الازمة، ما يعكس إستشرافه للمرحلة التي وصل اليها اللبنانيون، فهو كان يستبق الخطر ويعمل على التخفيف من حجم المعاناة.
ليس وليد جنبلاط مجرد سياسي وحسب يتولى ادارة شؤون سياسية وحزبية بل أثبتت التجارب انه زعيم بكل ما للكلمة من معنى، لا يجد حرجا يالإعتراف بأخطائه في نقد ذاتي لا نجده في شخصية اي سياسي لبناني او زعيم آخر، يخاصم بشرف ويصالح بشرف أيضاً ويعيد قراءة التاريخ من اجل تصويب البوصلة، ما يعكس عن رؤية وبصيرة رجل سياسي يتقن فن ادارة اللعبة بكثير من الصبر وقليل من الضجيج.
وبالأمس القريب كان وليد جنبلاط يحذر من خطورة الفراغ الحكومي الحاصل وينبّه من تبعات هذه المراوحة، وسأل في تغريدة له عن العقبات او الالغام التي تمنع تشكيل الوزارة في لبنان، تغريدة جنبلاط ليست تعبيرا عن وجهة نظر بقدر ما هي ناقوس خطر في مرحلة بالغة الخطورة والحساسية.
ورغم كل الأزمات خرج وليد جنبلاط ليعلن عدم تمسكه بحكومة الـ 18 وزيرا او حصر الحصة الدرزية بحزبه، لأنه يدرك حجم الخطر المحدق وللغاية قام بزيارة رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس المكلف سعد الحريري، كما زار زعيم الاشتراكي قصر بعبدا والتقى الرئيس عون واضعا كل الخلافات السياسية جانبا، وكل ذلك من اجل العمل على تذليل الصعوبات والوصول الى بر الأمان سياسيا واقتصاديا، لأن الوضع لم يعد يحتمل المزيد من المساومات والشروط والشروط المضادة.
وسط هذه العاصفة الهوجاء التي باتت تخيم على لبنان وشعبه، لا تكاد ترى سوى وليد جنبلاط يقف في عين العاصفة، طارحا الحلول والمبادرات من أجل الخروج بأقل الخسائر الممكنة رغم ان لبنان دخل في المحظور؟