«الأردن – مصر- العراق».. ومشروع «المشرق الجديد»* عوني الداوود

النشرة الدولية –

هذا الحراك غير المعهود أو غير المألوف في أعمال اللجان العليا الثنائية التي تربط الدول العربية بعضها ببعض، حتى جعل من اللجنة العليا الاردنية المصرية المشتركة الاكثر نشاطا على صعيد اللجان العربية المشتركة، وما تلاه من نشاط متسارع على صعيد اللجنة العليا الاردنية العراقية المشتركة، وكذلك اللجنة العليا الثنائية بين العراق ومصر..كلها مقدمات لما تلاه من زيارتين مهمتين لرئيس وزراء الاردن الدكتور بشر الخصاونة الى بغداد ثم القاهرة..كل ذلك دليل ومؤشر على وجود ارادة سياسية عليا بين قادة هذه الدول جلالة الملك عبد الله الثاني وفخامة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ودولة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، للاسراع ببلورة وترجمة هذه العلاقة الى واقع اقتصادي ملموس.

هذا الحراك المتسارع ربما يسفر عنه قريبا ما كشف عنه المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أمس أحمد الصحاف عن اهداف « مشروع المشرق الجديد « – بحسب « صدى البلد المصرية « – وآلية التنسيق الثلاثي بين الاردن والعراق ومصر.. حيث اكد الصحاف ان « مشروع المشرق الجديد» يكرّس لشراكات اقتصادية تستهدف العديد من القطاعات تحقيقا لاستجابة فاعلة للمتطلبات الوطنية العراقية «… تصريحات الصحاف أشارت الى ان التنسيق الثلاثي « هو تنسيق اقتصادي وليس موجها ضد طرف ويأتي ضمن السياسة الخارجية لتحقيق شراكات اقتصادية متعددة.

أهمية التنسيق الثلاثي ( الاردني – المصري – العراقي ) المشترك والذي سيتوّج قريبا بقمة ثلاثية في العاصمة بغداد استمرارا لقمم سبق واستضافتها الاردن ومصر، تأتي في توقيت تحتاج فيه هذه الدول لتوطيد العلاقات وترجمتها على أرض الواقع في مواجهة جائحة كورونا التي تتطلب استمرارية التنسيق للحد من آثارها على اقتصادات هذه الدول، اضافة الى موجبات المتغيرات السياسية المتسارعة في الاقليم والعالم والتي تفرض مزيدا من المواقف المشتركة لمواجهة التحديات المشتركة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وأخطار التطرف والارهاب،اضافة لملفات المنطقة سواء المتعلقة بالشأن السوري أو اليمني أو الليبي وحتى قضية « سد النهضة «.

على الصعيد الاقتصادي هناك مشاريع مشتركة على الارض بين هذه الدول الثلاث وفي مقدمتها شركة الجسر العربي في العقبة وهي شراكة ( أردنية مصرية عراقية ) اضافة الى شركة فجر الاردنية المصرية للغاز في العقبة ايضا، اضافة لمشروع الربط الكهربائي بين مصر والاردن وسوريا ولبنان والاراضي الفلسطينية المحتلة،ومؤخرا كانت هناك اتفاقات بين الاردن والعراق حول تصدير فائض الطاقة الكهربائية ومذكرة تفاهم اخرى بين الاردن والسعودية.

مشروع خط النفط بين « البصرة والعقبة « مشروع اقليمي طموح ستستفيد منه دول أخرى حال تنفيذه ومنها مصر بالتأكيد، علاوة على مشروع المنطقة الاقتصادية بين العراق والاردن، و الكثير من المشاريع المشتركة بين هذه الدول الثلاث التي تتمتع بـ :

– حضور سياسي مهم على صعيد الاقليم والعالم، وهي دول ثلاث تعد لاعبا رئيسا في اهم الملفات السياسية في المنطقة اولها القضية الفلسطينية وقضايا مواجهة الارهاب في الاقليم ومعنية بصورة او باخرى بقضايا الملف النووي الايراني وملف سد النهضة والملف الليبي والسوري وغيرها من الملفات الساخنة في المنطقة.

– موقعها الجيوسياسي الممتد بين قارتين « آسيا وافريقيا « والمتاخم لبؤر سياسية ساخنة يزيد من قوة واهمية هذا التعاون الثلاثي.

– كل دولة تتمتع بمميزات تضيف قوة الى التعاون السياسي والتكامل الاقتصادي، فمصر ثقل وقوة سكانية هي الاكبر عربيا، والعراق واحدة من اهم دول اوبيك ولديها واحدة من اهم احتياطات النفط في العالم، والاردن رغم صغر حجمه السكاني والاقتصادي لكن ثقله السياسي في القضية الفلسطينية والوصاية الهاشمية ومواجهة الارهاب والسلام والوئام في المنطقة وملف اللاجئين وغير ذلك، اضافة للطاقات البشرية المدربة، علاوة على موقع الاردن كبوابة اقتصادية للسوق الخليجية والعراق كبوابة لاسواق غرب آسيا، ومصر كبوابة للسوق الافريقية، وغيرها من المميزات تزيد من اهمية التعاون السياسي والتكامل الاقتصادي والتجاري بين هذه الدول سواء تحت مسمى « مشروع المشرق الجديد « او حتى بدون مسميات لأن المحتوى أكبر بكثير.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button