الليث حجو يُكمل مسلسل “سفر برلك” بدأه الراحل حاتم علي

النشرة الدولية –

دارت عدسة المخرج السوري الليث حجو أخيرا في مصر لتصوير المشاهد الأولى من مسلسل “سنوات الحب والرحيل” أو “سفر برلك” قبل تغيير عنوانه، والذي كان من المفترض أن يتشارك في إخراجه حجو مع المخرج الراحل حاتم علي (1962 – 2020).

والمسلسل بطولة أربعة شبان عرب وهم السعودي عبدالرحمن اليماني، واللبناني وسام فارس، والسوري أنس طيارة، واللبناني بيو شيحان، ومن المقرّر أن يصوّر 70 في المئة من مشاهده في مصر، أما بقية المشاهد فستكون بين سوريا ولبنان.

والعمل العربي المشترك تدور أحداثه في فترة “سفر برلك” الأكبر في المنطقة العربية بما فيها الحجاز وسوريا والأردن وتهجير الناس من المدينة المنورة، ويضم مجموعة كبيرة من الفنانين العرب.

وذكر المخرج الشاب عمرو حاتم علي في تصريحات صحافية أنه سيستلم كاميرا “سفر برلك” في دمشق، ليكون مخرجا للمشاهد التي ستصوّر في العاصمة السورية، المشروع الذي كان يحضّر له والده مع المخرج الليث حجو لآخر ساعات حياته، والذي شارك عمرو في كتابة جزء منه ضمن ورشة كتابة جماعية، ليكون أمام مهمة جديدة ستُحسب لمسيرته الفنية في حال أجادها.

وكان المخرج السوري الراحل يعمل على مسلسلي “سفر برلك” و“الختيار”، ولكنهما لم يبصرا النور إثر رحيله المفاجئ، الأمر الذي دعا مواطنه وصديقه الليث حجو لاستكمال “سفر برلك”.

وقال حجو “لن يغيب اسم حاتم علي عن مشروعه التاريخي”، حيث سينطلق العمل بتحية لروح المخرج السوري الراحل الذي غاب قبل أن تدور كاميرات التصوير.

أما صفاء أبورزق رئيسة المحتوى في “أستوديو أم.بي.سي”، فقالت “حاتم علي، كان شريكا فعليا لـ’أم.بي.سي’ وكانت لدينا مجموعة أعمال في المرحلة القادمة لم يُكتب له العمر أن تُنفّذ.. منذ عامين كنا نعمل على مسلسل، ‘سفر برلك’ والنص جاهز، كما كان من المفترض أن ينطلق في تصويره أياما قبل رحيله، إلاّ أنه لم يُبصر النور”.

وأضافت أن الراحل كان الخيار الطبيعي للمشاريع الدرامية التاريخية، موضحة أن مسلسل “سفر برلك”، وهي النفير العام الذي صدر بأمر سلطاني عثماني عام 1914 عند دخول الدولة العثمانية الحرب العالمية الأولى إلى جانب دول المحور. لكن لا أحد يعرف أن السفر برلك حينها كانت له تداعياته الكبيرة جدا في المدينة المنورة والحجاز. وتقول “في المسلسل نحن نتحدث عن السفر برلك الأكبر في المنطقة العربية بما فيها الحجاز وسوريا والأردن وتهجير الناس من المدينة المنورة”.

والمسلسل التاريخي يستوحي أحداثه من مرحلة سفر برلك، وهي المرحلة التي صدر فيها “فرمان” من السلطان العثماني محمد رشاد في العام 1914، الذي دعا فيه الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 15 حتى 45 سنة من رعايا الدولة العثمانية، ومن بينهم رعايا البلاد العربية إلى الالتحاق بالخدمة العسكرية الإجبارية، وما تسبّب ذلك من مجاعات وتهجير وفقر وجوع في البلاد العربية، من جرّاء ممارسات وجرائم الاحتلال العثماني خلال تلك الفترة.

ومن المتوقع أن يثير العمل جدلا من قبل الإعلام والنقاد عند عرضه، إذ سيتناول بالنقد فترة حكم الدولة العثمانية للعالم العربي لأربعة قرون متتالية.

وكان علي قدّم لمجموعة “أم.بي.سي” العديد من الأعمال الدرامية التي نالت شهرة كبيرة منها مسلسل “عمر”، وآخرها كان “سفر برلك” الذي تأجّل مرتين الأولى بسبب فايروس كورونا المستجد والثانية بسبب وفاته.

أما عن مسلسل “الختيار” الذي كان مقرّرا أن يعمل على إخراجه علي، قال إياد النجار صاحب شركة الإنتاج “كلاكيت ميديا” المنتجة للعمل “اتفقت مع حاتم على بدء تصوير المسلسل بعد شهر رمضان مباشرة، وهو مسلسل اجتماعي على شاكلة مسلسل ‘العرّاب”، مضيفا “لكن الختيار مات”، في إشارة إلى إلغاء المشروع بعد رحيل المخرج السوري.

وعرضت مؤخرا مجموعة قنوات “أم.بي.سي” السعودية وقناة “أبوظبي” الإماراتية على شاشاتها العديد من الأعمال الدرامية التي تصدّى لإخراجها علي مثل “عمر” و“الزير سالم” و“أوركيدا” و“العرّاب”، وذلك تكريما له وتقديرا للإرث الثقافي والحضاري الذي أنتجه للعالم العربي.

ومثّل المسلسل المصري “أهو ده اللي صار” والذي عُرض في فبراير 2019، آخر أعمال علي في الدراما التلفزيونية، وشارك في بطولته كل من روبي ومحمد فراج وأحمد داود وسوسن بدر وهشام إسماعيل وأروى جودة، وهو من تأليف عبدالرحيم كمال.

وتوفي علي في التاسع والعشرين من ديسمبر الماضي عن عمر الـ58 عاما في أحد الفنادق بالقاهرة بسبب نوبة قلبية مفاجئة، وبدأ مشواره الفني في الثمانينات ممثلا، وفي منتصف التسعينات تحوّل إلى الإخراج وكان شغوفا بالأعمال التاريخية والسير الذاتية. وقاده طموحه إلى تخطي الحدود الجغرافية لبلده فامتدت أعماله إلى أرجاء المنطقة العربية كلها.

وتروّج أخبار في الآونة الأخيرة عن إمكانية تقديم السيرة الذاتية للراحل في عمل فني يُخلّده بعد أن ترك إرثا فنيا كبيرا، وهو ما أكّده الممثل عابد فهد، بقوله “حاتم شخصية إشكالية بالمعنى الإيجابي، يمكن تحويلها إلى دراما تلفزيونية ناجحة وهو الذي نذر حياته خدمة للشاشة الصغيرة التي أحبها فأحبته، وسنعمل على تحقيق هذا المشروع مع إبراز الجوانب الخفية في حياته، لأن حاتم علي أمام الكاميرا شيء وخلف الكاميرا رجل آخر”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى