المهلة النهائية لانسحاب الأميركيين من أفغانستان تقترب!* ذي دبلومات

النشرة الدولية –

صرّح سهيل شاهين، عضو فريق التفاوض التابع لحركة “طالبان”، أمام الصحافيين في موسكو: “يجب أن يرحلوا”! كان يتكلم عن الولايات المتحدة التي وضعت في فبراير 2020 خطة لتنفيذ انسحاب كامل من أفغانستان بحلول 1 مايو 2021.

أضاف شاهين: “بعد ذلك التاريخ، سيخترقون بنود الاتفاق إذا لم ينسحبوا، ذلك الانتهاك لن يحصل من جانبنا… ولا مفر من الرد على انتهاكهم”.

جاءت تعليقات شاهين بعد يوم على اجتماع أعضاء “طالبان” مع ممثلين من الحكومة الأفغانية ومن روسيا والولايات المتحدة والصين وباكستان لتفعيل عملية السلام الجامدة، حيث أصدر المراقبون الدوليون الأربعة بياناً مشتركاً حددوا فيه 10 نقاط اتُّفق عليها، منها الدعوة إلى تقليص أعمال العنف، ومناشدة “طالبان” عدم إطلاق عمليات هجومية في الربيع، وموقف صارم حول عدم تأييد الدول الأربع لإعادة ترسيخ “الإمارة الإسلامية” في أفغانستان، فشجّع ذلك البيان جميع الأطراف المعنية على السعي إلى إقرار تسوية سلمية يتم التفاوض عليها لإنهاء الصراع القائم وإيجاد “حل سياسي مستدام”.

رحّبت كابول بذلك البيان، لكن شاهين أعاد التأكيد على مطالبة “طالبان” بقيام حكومة إسلامية في أفغانستان، وهي واحدة من نقاط خلافية متعددة بين الطرفَين، فبدأت المحادثات الأفغانية الداخلية في سبتمبر 2020، لكنها تباطأت بعد وقتٍ قصير، وحتى الآن، اتفق الطرفان على القواعد والإجراءات التي تُوجّه المحادثات، لكنهما لم يتفقا بعد على أجندة واضحة المعالم، إذ تعطي كابول المدعومة من الولايات المتحدة الأولوية لوقف إطلاق النار ثم إجراء محادثات عميقة حول الترتيبات السياسية المستقبلية في أفغانستان، أما “طالبان”، فهي تتوقع طرح صيغة سياسية معيّنة قبل الاتفاق على وقف إطلاق النار.

في غضون ذلك، تبدو المراجعة التي تقوم بها إدارة بايدن لاستراتيجيتها تجاه أفغانستان واتفاق فبراير 2020 شائكة، يُحدد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في رسالة جديدة الخطط والاقتراحات الأميركية في محاولة منه لإعادة إحياء المحادثات، وتشمل الأفكار المطروحة ما يلي: بذل جهود دبلوماسية رفيعة المستوى لإحراز تقدّم حقيقي والتوجه سريعاً نحو عقد تسوية واتفاق دائم وشامل لوقف إطلاق النار، على أن يشمل الاتفاق إجراء محادثات بين وزراء من روسيا والصين وباكستان وإيران والهند والولايات المتحدة؛ تكليف السفير زلماي خليل زاد بتقاسم اقتراحاته مع الحكومة الأفغانية وحركة “طالبان” لإطلاق مسار واضح نحو عقد تسوية ووقف إطلاق النار؛ مطالبة تركيا باستضافة اجتماع رفيع المستوى لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق السلام؛ مضاعفة الجهود لتخفيف مستويات العنف في أفغانستان، علماً أن بلينكن ذكر اقتراحاً يقضي بتقليص مظاهر العنف طوال 90 يوماً، ومن المنتظر أن يحمل خليل زاد هذا الاقتراح إلى الطرفَين لمناقشته.

أثار اقتراح السلام الذي طرحه خليل زاد ضجة في كابول، فاعتبرت أفغانستان حكومة “السلام” الانتقالية مطلباً مفروضاً عليها، لكن الإصرار الأميركي على تخفيض مستويات العنف عبر الحل السلمي المقترح في رسالة بلينكن والمذكور في البيان المشترك يتماشى مع رغبات كابول.

لطالما دافع الرئيس الأميركي جو بايدن عن سحب القوات الأميركية من أفغانستان لكنه يجد نفسه، على غرار أسلافه، عالقاً في مستنقع شائك من المشاكل الموروثة والواجبات ويشعر بالقلق على المستقبل. ذكرت شبكة “إن بي سي” تعليق مصدر مطّلع منذ أيام مفاده أن بايدن يريد الانسحاب من أفغانستان، لكن القادة في البنتاغون يحاولون إقناعه بالبقاء لفترة قصيرة أخرى على الأقل، وتفيد التقارير بأن نطاق الاقتراحات المطروحة تشمل الانسحاب في 1 مايو أو موعد قريب من هذا التاريخ، أو البقاء في أفغانستان إلى أجل غير مسمى، أو السعي إلى تمديد فترة البقاء ستة أشهر، مما يعني تأجيل تاريخ الانسحاب إلى نوفمبر.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى