“الى امي ..في عيد ميلادها السادس في عالمها الثاني…”* فلك مصطفى الرافعي
النشرة الدولية –
أنتظم قبيل الغروب قبالة إرتصاف ما تبقّى من رؤية عناق الموج مع الشاطئ ،،،،
أرقب يوميا مسارك سيدتي وشمسي في رحلة نحو الافق عند نهاية المدى …..
تبدأ الغوص في اللونين القرمزي واللازوردي، تفرد الدفء في الملوحة ليرتقي بخار ماء نمير، عذب ونقي، ويأخذني سحر انامل ضخ الماء الطالع من الأجاج في خواصر الغيوم لريّ الجفاف والقحط.
انت كالشمس تعطي بصمتٍ، وكالغمام يَهبُ بدون صخب ولا منّة، مشوارك اليومي ثم إحتجابك إستعدادا لولادة جديدة في يوم آخر .
…. سنوات ستٌ يا غالية،، وشال البعد يطوّقني بعدما كانت يداك تضمني ،،،،،
ما هذا الحضور الآسر الذي يتمرد على التعب والملل ؟؟؟.
..اُغادر المكان الى منجم ذكرياتي معك ،استحضر تفاصيل يومياتي في كنفك وحضانتك وأمنك وطمانينة مستولدة من حنانك ….
اُذاكر مرابطتي اليومية عند بوابات مفترضة لمحطة السفر في مقاربة وتماهٍ للحياة الفانية ….،
اجلس على كرسي خشبي يواجه المسارات المختلفة ،تصل المركبة الكبيرة الاولى لتفرغ حمولتها من مسافرين التقطتهم من اماكن مختلفة ،،
وتصل العربة الثانية وتنتظر مقصوراتها استقبال لنقل المغادرين بعد إنقضاء ضيافتهم، كل الى مقصده ،البعض عند شبابيك التذاكر الى عنوان مقامه ،،،،،
هذه لعبة الحياة، ناس تولد وناس تهاجر الى ما وراء برزخ هو سكن الأرواح والأنفس…. وما مكث في جوف الأرض مجرد اسماء وتواريخ وحجارة صمّاء كمأوى ليوم موعود…..
اليوم اشعل فتيل ست شمعات من رحيق العنبر وقيافة الزنبق بذكرى إنتقالك الى واحتك الآمنة في ما ورائيات حياتنا الهشة الى امان من تيه الصحراء والغابة والخوف ،،،،،
ياشمسي التي تحمل سلة من غلال البيادر وحبك رغيفي ورئتي ورطبي في ايام الصوم عن رؤياكِ.
كلنا سيدتي عابر سبيل وكلنا نحمل حقيبة الهجرة فيها اعمالنا فرحلة الإقتراب من حياة الخلود لا تشترط حقائب مالٍ وشهادات والقاب .
سيدتي ،اعشق الإبحار على متن ذاكرة ما زالت وستبقى هي تفاصيلك وجهادك وصبرك وإيمانك ،ومن العبث ان نقول لمن يغادرنا وداعاً بل هو الموعد عندما تُزَفُ كل ورقة استوفت عمرها والى التحليق نحو علياء وسناء ،اضمك الى صدري المتكئ على فيء ظلك المرافق لي ضوءاً إذا ادلهم غاسق اذا وقب .
سلام عليك عند ولادة كل شروق..
سلام عليك في مسار الغمام التي تمشي بدون قوائم لتبقى سجادة السماء طاهرة ….
وسلام عليك فكلمة العالم تبدأ بالألف وتنتهي بالميم ” اُم”
وطيب الله ثرى اول من قال ان الدنيا اُمّ.
في الذكرى السنوية السادسة لرحيل السيدة الفاضلة “فدوى جميل ملحم الرافعي”