يا كورونا .. متى تطلع الشمس؟* صالح الراشد

النشرة الدولية –

كلمات في غاية الروعة حملتها نهاية الفيلم الأمريكي “I am legend” حين ظهرت تلك الكلمات بعد معاناة الإنسانية مع وباء فتاك كاد أن يفني البشرية، لكن عالم الفايروسات الذي قام بدوره الممثل المُبدع ويل سميث استطاع بعد صراع طويل وتجارب كثيرة من إكتشاف اللقاح الذي أنقذ البشر من الموت لكنه دفع حياته ثمناً لإنقاذ البشرية، ليخرج الناجون من مخابئهم ويشاهدوا الشمس من جديد، وهنا أنهى المخرج فرانسيس لورانس الفيلم بجملة ” أخيراً طلعت الشمس”، وهنا قد تصيبنا الحيرة ، فهل هي الشمس الحقيقة أم شمس البشر التي خرجت من المخابئ ؟

الفيلم يمثل الواقع الحالي للحياة البشرية في عصر الكورونا حيث تعيش المجتمعات في عزلة وتحت حصار الكمامات والتباعد الاجتماعي، ويحاول الجميع  التقوقع في أضيق الأماكن بحثاً عن الحياة والنجاة من كورونا متعدد الأوجه والأشكال والتطورات والجينات، فأصبحت المصافحة جناية والأحضان جريمة والقبل قتل مع صفق الإصرار، وأصبحت النجاة بالتزام البيوت بل الغرف للابتعاد عن جميع الكائنات، والبحث عن اللقاح الذي أصبح نادراً كالخل الوفي ليسير على طريق الكمامات والمعقمات في بداية الجائحة، لكن جميع هذه التدابير لا تحمي المريض من مضاعفات الإصابة وخطورة الموت ، مما يعني أننا بحاجة للعلاج واللقاح .

وهنا نقف ننتظر كلمات الأمل في عصر الإغلاقات والحظر والكمامات ومطاردة العيون للألم والأمل بحثاً عن مستقبل آمن، لكن في الفيلم من صنع الأمل مختص في علم الأوبئة فيما نحن في الاردن يقوم بإدارة الأزمة أشخاص ليسوا من أصحاب الإختصاص، مما يعني أن الشمس لن تشرق بعد وأن الخروج من المخابيء الحقيقية والوهمية لم يحن بعد، وعلينا أن ننتظر إشراق الشمس في العالم حتى نشعر بالأمل وبأن الغد أفضل.

لقد كنا أفضل دولة في التعامل مع الوباء ثم جاء السقوط السريع المريع حيث الأموات بالمئات والإصابات بالالاف ولا حلول في الوقت المنظور، مما يعني ان خطط القائمين على مكافحة الوباء قد فشلت، ولعلنا نبدأ البحث عن ويل سميث في الاردن بين الخبراء وأهل المعرفة حتى ننتهي من الوباء أو التعايش معه بأمان ليهتف ذلك الخبير ” وأخيراً طلعت الشمس”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى