مصر تنزف ونحن نتألم.. وأم الدنيا ستبقى سيف العرب * صالح الراشد

النشرة الدولية –

حزن كبير طاف بالبيوت الاردنية التي تعلمت وتخرجت من مدرسة القومية بأن بلاد العرب أوطاني، وأن جرح العرب  جرحهم  ومصيبتهم واحدة، وكان الوجع مؤلماً فهو في الكف وفي مصر الأخوة التي لها مكانة كبيرة في قلب كل عربي ذو قلب نابض، فمصر العروبة شيعت عدد من أبنائها لمثواهم الأخير بعد حادث قطاري الصعيد المؤلم والذي فتحت الدولة فيه تحقيق ضخم لمعرفة الاسباب وكيف تفاديها في المرات القادمة، وبدا واضحاً من لهجة الرئيس والمسؤولين أن الحساب سيكون بحجم الكارثة.

 

حادث القطارين جاء في وقت عصيب حيث الملاحة متوقفة في قناة السويس لجنوح  سفينة الشحن العملاقة “إيفر غيفين”، وتحاول الدولة بكافة أجهزتها وخبرائها من إعادة السفينة لمواصلة طريقها دون طائل، لتتدخل العديد من دول العالم وتحاول تقديم خبراتها لعودة الملاحة إلى قناة السويس التي تعتبر مفتاح التجارة العالمية، وكأن القدر يأبي أن تمر هذه الأيام على مصر العروبة بخير فقط مات عدد من المواطنين تحت أنقاض عمارة، وكأن الأوجاع تتلاحق في البلد الصابر الناهض.

 

وهنا قد يذهب بنا الشك ونظرية المؤامرة بأن ما حصل في الصعيد والسويس ليس وليد الصدفة، ففي الوقت الذي يتم تطوير ميناء حيفا المحتل بمليارات الدولات تجنح سفينة وتغلق القناة وتنتظر السفن على طرفيها نهاية الأزمة للعبور، وهذا أمر يشكل دعاية مجانية لميناء حيفا المحتل لنعود إلى نظرية المؤامرة التي يعتقد البعض أنها تعشعش في عقولنا ونتساءل؛ هل كان الجنوح مقصوداً أم هي الصدفة في عصر أصبحت فيه الصدف شبه معدومة؟، ثم جاء حادث الصعيد بفضل عبث أشخاص مجهولين بالمكابح، فهل هذه صدفة أم هي رسالة بان مصر غير قادرة على إدارة شؤونها وأن قطار حيفا الخليج سيكون الأكثر أمنا في النقل، وهذا يعني الضرب في منظومة العمل والإدارة المصرية.

 

 

وندرك ان الحكومة المصرية تسابق الزمن لتجديد شبكة قطاراتها التي تعتبر ثاني أقدم سكة حديد في العالم بعد بريطانيا، وتحارب الدولة على عدة إتجاهات من معركة المياة مع اثيوبيا إلى غاز المتوسط ومراقبة ما يجري في ليبيا والعمل على تطوير قناة السويس حتى لا تمنح ميناء حيفا القدرة على التقليل من دورها، وتسعى الدولة على بناء سليم للمنظومات الغذائية والصحية والتعليمية في عصر كورونا الذي يهدد العالم، ورغم كل ذلك فقد استطاعت مصر  ان تبني شراكات عالمية مع دول متعددة في مقدمتها تركيا وروسيا والصين والعراق والاردن.

 

لقد فتح حادثي الصعيد والسويس الباب على مصراعيه للحاقدين على مصر للعودة لمهاجمة النظام والسخرية من الجميع حتى من دماء شهداء الصعيد،   ليعود إعلاميوا تركيا وبريطانيا للظهور من جديد متهكمين ساخرين من وجع القلب، محاولين إقناع المشاهدين أنهم غيورين على شعب أم الدنيا فيما قلوبهم وعقولهم تقطر السم الزعاف، ليثبت للجميع بأن هؤلاء ليسوا بأوفياء لتراب مصر وشعبها حيث كان عليهم التكافل بالوجع والألم والأمل مع أبناء مصر.

 

ورغم ما حصل في  مصر  فإنها ستبقى التاريخ والحضارة والنهضة والعلم والمعرفة وقلب العرب النابض،  وسيفه الذي يخشاه جميع الأعداء، فهي أم الدنيا ونافذة العالم الإقتصادية، فيما حادث الصعيد أحزننا لكننا نثق بقدرة الدولة على تجاوز المرحلة والاستمرار في البناء حتى الانتهاء من تطوير سكة حديد مصر ، فيما قناة السويس ستعود للعمل بأضعاف طاقتها وستبقى القناة قلب العالم ولن يستطيع ميناء حيفا المحتلة من مجاراة القناة، لتستمر مصر بإذن الله على طريق التطور.

 

رحم الله شهداء مصر في كل مكان وزمان .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى