السعودية.. والمطلوب عربياًّ!!* صالح القلاب

النشرة الدولية –

ثبت وبالأدلّة القاطعة أنّ هؤلاء “الحوثيّين” لا قرار لهم، وأنهم وحتى وإنْ هم أرادوا العودة إلى أشقائهم وإلى “عروبتهم” اليمنية الأصيلة فإنهم غير قادرين على الإقدام على هكذا خطوة، وأنّ “الفرس”.. الإيرانيين هم أصحاب القرار ليس في الجزء اليمني الذي يتواجدون فيه فقط وإنما في كل الدول العربية التي إستطاعوا إختراقها كسوريا التي يسيطر عليها نظام بشار الأسد وكلبنان وللأسف وبالطبع كالعراق الذي تكابد قيادته الوطنية الأمرّين في مواجهة التمدّد الإيراني والهيمنة الإيرانية وتآمر المؤلفة قلوبهم الذين يعْدون مع الذئاب ويظهرون غير ما يبطنون.

كان على “الحوثيّين” أنْ يطالبوا بحقوقهم إذا كانوا يعتبرون أنهم أصحاب حقوقٍ منقوصةٍ وأنْ لا يتحوّلوا وهم أبناء اليمن العظيم إلى أتباع حسن نصرالله وإلى “الفرس” الذين يصفهم الذين هم أشدُّ كراهيةً لهم بأنّ بعضهم، حتى بعد هذا التاريخ الطويل، لا زالت لديهم بعض تصرفاتٍ “ماجوسية” وهذه أمورٌ من المفترض أنّ أهل اليمن يعرفونها بحكم عوامل كثيرة، وأنّ الحوثيّين منهم الأكثر معرفةً بها وأنه إذا ترسخت السيطرة الفارسية في هذا البلد صاحب التاريخ المجيد فإنهم سيتحوّلون وبالتأكيد إلى غرباء في وطنهم.

ثم وأنه على هؤلاء “الحوثيّين” أنْ يدركوا أنه عندما تتصدّى المملكة العربية السعودية لهذا التمدّد الإيراني “الفارسي”.. العسكري والسياسي والمذهبي، في بعض الدول العربية ومنها اليمن فإنّ دافعها هو ألاّ تصبح هذه الدول تحت الهيمنة الإيرانية وحقيقةً أنّ بعضها قد أصبحت إيران لها الهيمنة عليها وإنْ بمشاركة روسية مثل سوريا التي من قبيل: “الوقاحة” السياسية لا تزال ترفع شعار: “أمة عربية واحدة.. ذات رسالة خالدة”.

إنه كان بإمكان المملكة العربية السعودية أنْ تفعل ما يفعله البعض، بعض العرب، الذين ينطبق عليهم ذلك المثل العربي القائل: “يعْدون مع الذئب و”يجْفَلون” مع الغنم” لكن تمسكها برسالتها التاريخية جعلها تتصدّى لهذا الإستهداف الإيراني (الفارسي) للعرب كلهم، وهذا من المفترض أنّ “الحوثيّين” يعرفونه ويدركونه ويقيناً أنه إذا واصل الإيرانيون (الفرس) تغلغلهم في اليمن وفي الدول العربية التي تغلغلوا فيها فإنّ أول من سيدفع الثمن غالياً هم هؤلاء الذين حاولوا “الإنفتاح” على أشقائهم السعوديّين لكن الإيرانيين كانوا لهم بالمرصاد وكأن هذا البلد ليس بلدهم وكأن صاحب القرار فيه هو المبعوث الإيراني وموفد الولي الفقيه.

وعليه وفي النهاية فإنّ المفترض أنه معروفٌ أنّ المستهدف بهذا التمدّد الإيراني (الفارسي) السافر في بعض الدول العربية هو المملكة العربية السعودية، وأنها عندما تتصدّى لهذا التمدّد إنْ في اليمن وإنْ في العراق وسوريا ولبنان فإنها وبالطبع تدافع عن نفسها ومكانتها وعن ريادتها الطليعية في الوطن العربي كله، وهذا يتطلّبُ ألاّ يبقى بعض العرب “يتفرّجون” .. يدبّون الصوت عالياً ولا يفعلون شيئاً حقيقياً.. إنه لا يجوز أنْ يبقى بعض العرب يلعبون دور “السماسرة” الذين يقولون في العلن شيئاً ويفعلون في السر أشياءَ أخرى فدولة الولي الفقيه هذه عندما تخترق بعض الدول العربية كل هذا الإختراق العسكري والسياسي والأمني وأيضاً والمذهبي فإنها تستهدف العرب كأمة.. وهذا يعني أنه يجب أن يكون هناك إصطفافاً عربياً فعلياًّ وجدياً إلى جانب الأشقاء السعوديين الذين يخوضون معركةً قوميةً مصيريةً دفاعاً عن هذه الأمة التي كانت ولا تزال مستهدفةً بمكانتها وحتى بدورها وبوجودها!!.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى