بين ضرب الجيش وزعزعة الامن اللبناني… هل من مستفيد؟
النشرة الدولية –
لبنان 24 – هتاف دهام –
تختلف أسباب الهجوم على قيادة الجيش بين فريق سياسي وآخر في لبنان، فحتى القوى التي لا تتعرض للمؤسسة العسكرية بالمباشر تجد من يتكلم باسمها ليصوب سهام الاتهامات والتخوين ضد قائد الجيش العماد جوزاف عون لا سيما منذ نهاية العام 2019 حتى اليوم، فلم يعد هناك من خطوط حمراء امام التجاوزات و الاستقواء على مؤسسة تقاتل باللحم الحي في ظل ازمة اقتصادية ومالية دفعت الرئيس ايمانويل ماكرون الى تقديم المبادرة الفرنسية التي لم ياخذ بها بفعل التناتش السياسي على تحقيق المكاسب، وهو الامر الذي دفع بالموفدين الغربيين والسفراء المعتمدين في لبنان الى التركيز في مواقفهم وبياناتهم على ضرورة دعم الجيش بصفته الحامي الوحيد لاستقرار لبنان وامنه في ظل الازمات التي يعاني منها .
تخفض موازنة الجيش في كل سنة بحيث اصبحت الأموال لا تكفي حتى نهاية العام. وفقد راتب العسكري قيمته اسوة برواتب كل اللبنانيين وجاع العسكريون اسوة بالشعب، ورغم خطورة الوضع على المستوى الاجتماعي ثمة من لا يأبه من القوى السياسية من انفجار البلد، لا بل يتعمد اقحام الجيش في الخلافات والصراعات السياسية لغايات مشبوهة ويتململ من إيكال المنظمات الدولية والدول الغربية والعربية الى الجيش تسلم المساعدات الدولية وتوزيعها إلى اللبنانيين بعد كارثة انفجار 4 اب الماضي.
هذا سبب الحملة على الجيش!
حذر العماد جوزيف عون في 9 من اذار الحالي، مع عودة التظاهرات وقطع الطرقات ، من محاولات توريط الجيش في مشاحنات سياسية. وقال “إذا كان البعض عم يهدف لضرب الجيش وفرطه، هم يعرفون أن فرط الجيش يعني نهاية الكيان، هذا الشيء مستحيل أن يصير. الجيش متماسك وتجربة الـ75 لا ولن تتكّرر”.
اذا يدرك قائد الجيش الدوافع الضمنية لاي تعرض للمؤسسة او لشخصه سواء في مسألة قطع الطرقات وحماية المتظاهرين والتي تعود الى 17 تشرين 2019 او في مسألة مفاوضات ترسيم الحدود البحرية او في قضية تفجير مرفأ بيروت، وكأن هناك من ينتظره “ع الكوع” للانقضاض عليه بدوافع محض سياسية وان كانت الرئاسة التي لا يضمر عون تقديم نفسه كمرشح لها،حقا مشروعا له في مرحلة لاحقة مثله مثل اي شخصية مارونية تطمح لرئاسة الجمهورية، او يعتبرها البعض مرشحا تلقائيا وطبيعيا.
في بلد مشلول ومؤسساته تتخبط واقتصاده ينهار، ثمة من يريد الهاء الجيش وزعزعة الأمن بذرائع مختلفة وبحجج واهية، ولا يتردد هؤلاء في التصويب على العلاقات الدولية للعماد عون وزيارات المسؤولين العسكريين الاميركيين له فضلا عن نظرائه الاوروبيين لا سيما المسؤوليين العسكريين البريطانيين، الى حد وصل الامر الى تلفيق روايات عن فحوى زيارة قائد القيادة الوسطى في الجيش الأميركي الجنرال كينيث ماكينزي والسفيرة الأمريكية بلدة “غزة” البقاعية وانها تحمل في طياتها بناء قواعد عسكرية اميركية، علما ان قيادة حزب الله تدرك وتعي بحسب مصادر مقربة منها، ان تلك الاتهامات بحق العماد عون باطلة ولا صحة لكل ما قيل عن وضع اجهزة او انشاء قواعد اميركية، عطفا على ان الموفدين السابقي الذكر يحطون في المقارات الرسمية وفي عدد من الوزارات ويزورون رؤساء أحزاب من دون ان يتلفظ احد بكلمة في حق من يستقبلهم.
يصر المقربون من حزب الله على التأكيد أن العلاقة بين حارة حريك واليرزة إيجابية وليست سلبية على الإطلاق، وأن بعض المطبات التي حصلت بعد 17 تشرين جرى تجاوزها، وأن اللقاءات بين الحزب وقيادة الجيش مستمرة ولم تنقطع على الاطلاق، وأن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله خلال لقاءاته مع كوادر من حزب الله يواصل التأكيد أنه لن يحقق الهدف الأميركي بايجاد شرخ بين المقاومة والجيش. ومع ذلك ثمة من يظن أن استياء حزب الله من مواقف العماد عون واضح، وعبّر عنه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في اطلالته الاخيرة، وان هذا الهجوم ترك اثرا إيجابيا عند النائب جبران باسيل الذي يقلقه الدعم الخارجي لعون.
لكن هل من مصلحة الحزب خلق توتر مع الجيش؟ لا شك ان معادلة الجيش والشعب والمقاومة تفتقد، بحسب المتابعين إلى متانة ركائزها بفعل أن الشعب امام الانقسامات الحاصة والاصطفافات السياسية ليس موحدا حول المقاومة، ولذلك فإن أي تصادم بين الجيش والمقاومة سوف يلحق كارثة بلبنان، وأي تطاول على الجيش من حلفاء الحزب أو مناصريه أو المقربين منه سوف تطال تبعاته المقاومة قبل سواها، هذا فضلا عن أن زعزعة الأمن ليست في مصلحة أحد من المكونات السياسية لأن شظايا أي انفجار اجتماعي – أمني لن تكون بمنأى عنها.