ثقافة العبودية تسود.. وقلة يرفضون طوق العم سام* صالح الراشد

النشرة الدولية –

تاريخ أسود مكتوب بالدم والذل والمهانة، فالولايات المتحدة الأمريكية الدولة الاعظم في العالم لا تزال ترسم في ذاكرتها كيف ساقت العبيد منذ أربعة قرون من القارة الافريقية ليعملوا في مزارع التبغ والقطن، ومن يخرج عن نهج العبودية كان يتم ربطه بالسلاسل وطوق يتدلى من رقبته، ويتم تعذيبه بأقسى الطرق ولا ضير إن مات فالعبيد كُثر والسفن تنقلهم إلى عاصمة العبودية العالمية، لذا نُشاهد ارتفاع نسبة العنصرية والاعتداء على السود من قبل العنصريين البيض، مما ساهم في غرس التنمر ونبذ الآخر، وأصبحوا يتعاملوا مع البشرية على أنهم عبيد ينقصهم طوق العم سام.

هي ثقافة العبودية  التي تطغى على الحياة الأمريكية، هي ثقافة العبودية التي تجعلهم يفكرون بإستعباد البشرية بأكملها تحت نظريات متعددة مرنة كاذبة يتغنون بها، من إطلاق الحريات وحماية المجتمعات ونشر الديموقراطية وحرية الرأي وتقاسم السلطة، كما يسيطرون على عديد البلاد بطرق متنوعة من إرهاب عسكري واقتصادي واجتماعي ونشر المفاهيم التي تتناسب مع فكرهم وأهدافهم والتي تصب دوماً في مصالح واشنطن، فيما لا قيمة لاحتياجات الشعوب الأخرى كونهم مجرد أتباع حسب النظرة الأمريكية..

هي ثقافة العبودية التي تمارسها الولايات المتحدة الأمريكية في التعامل مع الجميع فلا شركاء حقيقين لها بل تابعين يُنفذون قرارات واشنطن ويسيرون في ظلها، فهذه الدول تُحارب وتهاجم بأمرها، وتلك توقع معاهدات السلام وتقبل أيادي أعدائها بأمرها، وأخرى تحرس لها منبع ثرواتها وأٔموالها بكل أمانة، فلا كبير عندهم إلا المواطن الأمريكي الذي تعتبرة الحكومات محور العالم والبقية الباقية من سكان الأرض مجرد أتباع يعملون لرفاهيته ويدورون في فلكه.

هذه الثقافة التي لم ولن تصنع لأميركا أصدقاء بل تزيد من أعدائها، فالعالم يرضى مُجبراً بدور التابع، لكن لم ولن يرضى أن تتدلى الحبال من رقابهم إرضاءاً للسيد الأمريكي، وهذا أمر لا يُعجب بعض دول العالم وترفض أن تضع في رقبتها طوق العم سام فتخرج عن النهج وتطالب بالحرية الحقيقية، وعندها تقوم واشنطن بإطلاق حراسها وزبانيتها للفتك بهذه الدول وإعادتها إلى عصور ما قبل التاريخ، ففي العالم ذو القوة الواحدة والقطب الأوحد هناك خيارين لا ثالث لهما، فإما أن ترضى بدور العبد التابع أو الحي الميت سريرياً، وعلى الدول أن تختار طريقها القادمة فإما المُر أو الأمر، كون سياسة القطب الأوحد تتمثل بمن ليس معي وتابع لي فهو عدوي، وهذا أمر يُشير إلى أن العديد من دول العالم ستخرج في لحظات عن الحلم بالحرية المطلقة على طريقة النهج الأمريكي، وعندها ستكون المواجهة الصعبة، والبداية كانت بالصين فمن يلحق بها؟، اعتقد ان عديد الدول قد تعبت شعوبها من طوق العبودية لكن غير قادرة عن إنتزاعه بسبب القيادات المستفيدة من العطايا الأمريكية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى