ليلة ساخنة في الأردن.. و”ضابط موساد” دخل على الخط محاولا تهريب الأمير وعائلته لدولة أجنبية
النشرة الدولية –
النهار العربي – راشد العساف –
بعد ساعات طويلة من الانتظار والترقب، كشف نائب رئيس الوزراء الأردني وزير الخارجية أيمن الصفدي بعض تفاصيل الاحداث التي حصلت، السبت، والتي فصّلت نشاطات للأمير حمزة بن الحسين، الأخ غير الشقيق للملك عبدالله الثاني، وباسم عوض الله رئيس الديوان الملكي السابق والشريف حسن بن زيد، تضر بأمن الدولة.
انتظر الأردنيون على أعصابهم معلومات توضح لهم ما يحصل البلاد، بعدما أوردت وكالة الانباء الاردنية “بترا” خبر اعتقال باسم عوض الله والشريف حسن بن زيد، وهو من اشراف بني هاشم ويحمل الجنسية السعودية، بالاضافة الى الجنسية الاردنية. وشغل الاثنان منصب مبعوث الملك عبدالله الثاني إلى السعودية.
وزاد الارباك في الشارع الاردني مع ساعات المساء الأولى، عندما بدأت تتوالى بيانات الدول العربية والاجنبية التي تعلن وقوفها الى جانب المملكة بمواجهة أي مؤامرة، وتأييدها الكامل للملك عبدالله الثاني وولي العهد الحسين بن عبدالله، بعدما أصدرت القوات المسلحة الاردنية بيانا اشارت فيه الى ان قائد الجيش طلب من الامير حمزة التوقف عن تحركات تستهدف أمن الأردن.
وفي غياب أي معلومات مؤكدة عما يحصل، اتجه جزء من الأردنيين إلى منصات ما تسمى “المعارضة الخارجية” والتي أصحابها هم في الغالب من المأجورين لضرب الأردن من الداخل، وقد فتحوا بثاً مباشراً على مواقع التواصل الاجتماعي وراحوا ينشرون معلومات مضلله لتفاصيل ما حدث بناءً على تحليلات خاصة لا مصادر لها، ما خلق حالة من الفوضى في الشارع الأردني وأثار بعض التأييد للامير حمزة دون معرفة تفاصيل الحادثة.
وفاقم الوضع بث الأمير تسجيلين مصوّريين نقلهما محاميه الى هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، واكد فيهما انه قيد الاقامة الجبرية، في “محاولة لكسب تعاطف محلي ودولي معه” كما قال نائب رئيس الحكومة وزير الخارجية أيمن الصفدي.
استمر الارباك في الشارع الأردني إلى أن كشفت الحكومة اليوم أن العملية الامنية اسفرت عن اعتقال 16 شخصاً بالاضافة الى عوض الله والشريف حسن، وأن ليس بين المعتقلين اي قيادات عسكرية. وأكد الصفدي أنه سيتم التعامل مع الامير حمزة ضمن اطار “العائلة الهاشمية” حيث ارتأى الملك عبدالله الثاني ان يتحدث معه، مع الاشارة الى ان لا أحد فوق القانون.
وكانت رفعت توصية امنية الى الملك باحالة هذه النشاطات على محكمة امن الدولة، بعد سلسلة تحقيقات طويلة أجراها الجيش الاردني والمخابرات الاردنية، إلى أن حددت ساعة الصفر مساء امس السبت نتيجة تحركات استوجبت التعامل معها فوراً.
وأكد الصفدي أن التحقيقات اثبتت تورط الامير حمزة بالتواصل مع شخصيات وطنية بغرض تحريضهم، الى جانب وجود مؤشرات تثبت تورط جهات خارجية في النشاطات المشبوهة لاستهداف امن الأردن.
وكثف الأمير حمزة في السنوات الأخيرة نشاطاته الميدانية، من خلال لقاءات مع العشائر وتلبية دعوات توجه إليه. وكانت صور زياراته للمناطق والعشائر الأردنية تملأ منصات التواصل الاجتماعي.
وغالباً ما كانت أحاديثه مع مضيفيه تشمل انتقادات لسياسة الدولة الاردنية والفساد والمحسوبيات، ما أثار تعاطفاً شعبياً معه.
“الموساد”
وعلم أنه بعد ابلاغ قائد الجيش الأمير حمزة بعد ظهر أمس بأن يتوقف عن تحركاته التي تستهدف أمن الأردن، تواصلت زوجة الامير مع ضابط يتبع لجهة أمنية اجنبية عرض عليها المساعدة وتأمين طائرة لها ولزوجها لمغادرة البلاد الى دولة اجنبية.
ونسب موقع “عمون” الأخباري إلى مصادر أن ضابطاً سابقاً في جهاز الاستخبارات “الموساد” يدعى روي شابوشنيك هو من تواصل مع زوجة الامير حمزة مساء يوم السبت.
ويذكر أن العلاقات الأردنية الاسرائيلية تشهد توتراً كبيراً وهي تمر بأسوأ مراحلها منذ توقيع اتفاق سلام بين البلدين.
وكتبت الصحافية الإسرائيلية الخبيرة بالشؤون العربية، سمدار بيري، في مقال نشر بصحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية اليوم إن “عمان، وبكلمات أكثر صراحة، تشتبه بنتنياهو الذي كان يسره جدا أن يتخلص من عبدالله الملك الأخير”.