الحمدُ لله..* حيدر محمود
النشرة الدولية –
الحمدُ للهِ.. زالت عنكَ يا بلدي
سحابةُ الأرقِ المجنونِ، والتنكُّدِ
وعادَ للقلبِ، نبضُ القلبِ، ثانيةً
وعادت الرُّوحُ، بعد الموتِ، للجَسَدِ
كاد القُنوطُ الذي طالت مخالبُهُ
يَقْضي علينا.. ولا يُبقي على أَحَدِ
وأوشكَ الوطنُ الغالي.. لكثرةِ ما
تجبَّروا فيه أنْ يَنْهدَّ من كَمَدِ
لكنَّهُ صاحَ فيهم صيحةً.. خَلَعَتْ
قلوبَهم، فانتهى ليلٌ بغيرِ غَدِ!!
واستَرجع الصَّخْرُ منهم جَمْرَ قَبْضتِهِ
وتابعَ النّهرُ مجراهُ إلى الكَبِدِ
وأذَّنَ الفجرُ فينا: أنَّها انطفأت
عينُ الحسودِ، وذابت مُهجةُ الحَسَدِ!!
وكانَ ليلُ الأسى لَيْلَيْنِ، ما حَمَلَتْ
بِمثْلِهِ عتمةٌ، أو مرَّ في أَبَدِ
تناسلوا فيه، مِثْلَ النَّمْلِ: أوجهُهُم
سودٌ، وأكبادُهُم سودٌ من العُقُدِ
وأمعنوا في الحِمى بَطْشاً، فَرَدَّ إلى
نُحورِهِمْ حَبْلَهُمْ، حَبْلَيْنِ من مَسَدِ
لقد أرادوا عُيوناً لا تَرى، ودماً
لا يُسْتَفَزُّ، وأنفاساً من البَرَدِ
من قال: إنَّا نُبالي أَمْطَرَتْ ذَهَباً
سماءُ أوطانِنا، أو قَطُّ لم تَجُدِ
والحمدُللهِ، تلكَ الغُمَّةُ انقشعَتْ
والثَّلْجُ ذابَ، وزالت كُتْلَةُ الزَّبَدِ!
* إلى الكبير الكبير سمو الأمير الحسن، وسمو الأمير حمزة، وسائر الذين نُحبُّهم من آل البيت الهاشمي الطيبين، وعلى رأسهم عميد الأُسرة والوطن جلالة الملك عبدالله، نقول باسم الأهل جميعاً: حيّاكم الله، وشكراً لكم على عودة النهر إلى مجراه..