بايدن، كن قويًا* د. حازم قشوع
النشرة الدولية –
عندما سئل الرئيس الامريكي من قبل الصحفيين ما الذي قلته للملك عبدالله الثاني عقب اتصالك معه اجاب اجابة تدل عن عميق الحدث وعمق الالتزام السياسي والامني للولايات المنحدة مع الاردن عندما قال الرئيس جو بايدن لقد اتصلت مع الملك عبدالله الثاني لاقول لديك صديق في واشنطن يقف الى جانبك وفي جانب الاردن لذلك كن قويا.
الرئيس بايدن الذي تربطه علاقة صداقة مع جلالة الملك كان من اول زعماء المنطقة الذي تحدث معه بعد استلامه لسلطاته الرئاسية جلالة الملك عبدالله الثاني وكان من اول التواقيع التي دشنها توقيع الاتفاقية الامنية الاردنية الامريكية والتي تم الاعلان عنها في ذات يوم تسليمه لمقاليد الرئاسة وكما يتوقع ان يكون جلالة الملك اول ضيف من المنطقة يلتقي بالرئيس جو بايدن في واشنطن وهذا كما يدل على متانة العلاقة الامريكية الاردنية يدل ايضا على عظيم المكانة التي يتمتع بها جلالة الملك على المستوى الدولي وفي بيت صناعة القرار العالمي.
وفي ذات المكالمة اكد الرئيس بايدن تمسك الولايات المتحدة بحل الدولتين وهذا يدل ان مفتاح الحدث الذي كان في الاردن متعلق بالقضية المركزية للاردن كما للفلسطينيين فالاردن كان قد وقع الاتفاقية الامنية الامريكية من اجل وأد مسالة الترانسفير وانهاء الخيار الاردني الذي كان قد تحدث عنه بيغن منذ تاسيس الليكود عام 1973 ومن بعده شارون ومن خلفه نتنياهو الامر الذي يقود بعض المحللين للوقوف عند هذا المعطى بل وربط هذا المعطى بالحدث الذي ألم بالاردن.
وهذا ما قد يجيب عن استفسار مشروع مفاده يقول من كان المستفيد من وراء استهداف امن الاردن ومن الذي حاول زعزعة الاستقرار فيه ولماذا يتم ذلك بهذا التوقيت الذي جاء بعد الانتخابات الاسرائيلية وبالتزامن مع تاكيدات الخارجية الامريكية أن الاراضي التي استولت عليها اسرائيل عام 1967 تعتبر اراضي محتلة وكما اكدت واشنطن عزمها على انشاء قنصلية امريكية في القدس للدولة الفلسطينية.
وهي معطيات تسقط الفرضيات السابقة التي كان قد راهن عليها تيار صفقة القرن بل وتقود السياسة العامة في المنطقة لضرورة انتاج سياساتها بعد هذه الاستدارة في السياسات الامريكية تجاه القضية المركزية للمنطقة والتي بات واضحا منها ان السياسة الاردنية قد نجحت في اعادة تكوين مسار المنطقة بل وتقوم بالمشاركة في رسم الاتجاهات السياسية فيها وهذا ما ذهب اليه وزير الخارجية الامريكي بلنكن عند اتصاله بجلالة الملك وابلغه بانه الصديق المقرب والحليف الذي لا يقدر بثمن والشريك الذي لا غنى عنه للولايات المتحدة.
وكما ووصف بلنكن جلالة الملك بالقائد الذي اثبت قدرته وحسن ادارته لقيادة الأردن وفي تعزيز السلام والاستقرار في الشرق الأوسط. فهذا يعني ان الحدث الذي حصل في الاردن اراد اضعاف الدور الرئيسي لجلالة الملك في حل عقدة النزاع الرئيسية على مسار حل الدولتين وعرقلة اعادة رسم ايقاع المنطقة من وجهة نظر تعتمد المنظور الاردني وفي التوجه وتحديد مسارات اتجاهاتها لذا جاءت هذه الاتصالات وهذه التاكيدات، فان كان ما تم استنتاجه يشكل معطى فان الرد الاردني سيكون على طريقة كن قويا.