فقاعات “السوشال ميديا” وحديث السراب* صالح الراشد
النشرة الدولية –
حديثهم كسراب يحسبه الجهلاء ماء، وفقاعات لا تفيد ولاتضر سرعان ما تتلاشى، فالحقائق تُظهر حقيقة السراب وهُلامية الفقاعات، وفي عصر “السوشال ميديا” كثُر السراب حتى أصبحنا على يقين بأننا في عصر الكذب والنفاق وصناعة الجهلاء لزيادة الجهل وضبابية الحقائق، فهذا القابع في الولايات المتحدة يؤلف القصص ويكذب حتى أصبح المنافس الحقيقي لعبدالله بن سلول، وآخر في أوروبا حيث الغيوم والمطر فيبحث عن السراب فلا يجده ليصاب بعمى الثلج فتغيب عن عقله المُغيب الحقائق، فيما تزايدت الفقاعات المسيئة للوطن والتي تحض على قتل الحلم وإجهاض المستقبل بفعل الوحدة الصهيونية “Sigint” التي زادت من جهودها وكذبها لإحداث إرباك بين نشامى الوطن، هذا حال أبطال الديجتال الذي يبيعون للشعب الوهم المُصنع في عقولهم البالية فلا يجدوا من يشتريه عدا مجموعة صغيرة تُعاني من عدم القدرة على فهم الواقع كونهم يعيشون في عالم الخرافة المبني على الوهم، فيزدادوا جهلاً وحُمقاً وحقداً على الجميع.
وأستذكر هنا كلمات الكاتب المُبدع أمبيرتو إيكو حين أجاد في وصف فقاعات “السوشال ميديا” حين قال:” إن أدوات مثل تويتر وفيسبوك، منحت حق الكلام لفيالق الحمقى، ممن كانوا يتكلمون في البارات فقط بعد كأس النبيذ، دون أن يتسببوا بأي ضرر للمجتمع، وكان يتم إسكاتهم فوراً، أما الآن فلهم الحق بالكلام مثلهم مثل من يحمل جائزة نوبل، إنه غزو البلهاء”، وهذا وصف دقيق لحالة الضياع التي يتسبب بها البلهاء أو أصحاب الفكر المعروض للبيع في بارات الدول الغربية، لنجد أننا أصبحنا نجد صعوبة في التميز بين تغريدة الأبله والمعروض للبيع كونها تصدر من حقد واحد مبني على مصالح خاصة، فهؤلاء وصلوا حد الإشباع من المال الحرام والجهل المُباح لتكون رسائلهم غاية في البلاهة كونها مكشوفة المصدر الأساسي ومعلوم لدينا غاية الناطقون بإسم أسيادهم أسياد المال.
ويدرك هؤلاء أن فقاعاتهم وخزعبلاتهم وسرابهم سرعان ما يتكشف لشعب مثقف، بل هو شعب يعتبر الأكثر ثقافةً ومعرفة بين شعوب العالم، فالكذب على الشعب الأردني أمر صعب لذا أصبح حديث صُناع الفتنة بلا قيمة رغم تزايدهم لان ارتفاع عددهم واجهه زيادة معرفة الأردنيين بهم، لذا فإن دجلهم يشابه حديث آخر الزمان حيث قال عليه الصلاة والسلام:” يَأْتي الدَّجَّالُ، وهو مُحَرَّمٌ عليه أنْ يَدْخُلَ نِقَابَ المَدِينَةِ، بَعْضَ السِّبَاخِ الَّتي بالمَدِينَةِ، فَيَخْرُجُ إلَيْهِ يَومَئذٍ رَجُلٌ هو خَيْرُ النَّاسِ، أوْ مِن خَيْرِ النَّاسِ، فيَقولُ أشْهَدُ أنَّكَ الدَّجَّالُ، الذي حَدَّثَنَا عَنْكَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حَدِيثَهُ، فيَقولُ الدَّجَّالُ: أرَأَيْتَ إنْ قَتَلْتُ هذا، ثُمَّ أحْيَيْتُهُ هلْ تَشُكُّونَ في الأمْرِ؟ فيَقولونَ: لَا، فَيَقْتُلُهُ ثُمَّ يُحْيِيهِ، فيَقولُ حِينَ يُحْيِيهِ: واللَّهِ ما كُنْتُ قَطُّ أشَدَّ بَصِيرَةً مِنِّي اليَومَ، فيَقولُ الدَّجَّالُ: أقْتُلُهُ فلا أُسَلَّطُ عليه”.
نعم هذا هو حالنا مع دجالي العصر الحديث حيث لا يزيدنا كذبهم إلا بصيرة بهم وبحمقهم، لذا لا سلطان لهم على كل أردني يؤمن بعزة الوطن ومكانته ويرفض أن يُحول وطن النهضة والبنيان إلى خراب وركام، لذا موتوا بغيظكم وطوفوا بلاد الله وابحثوا عن قطعة أرض تأويكم ، فيما نحن صامدون على أرض النشامى نسعدُ بهوائها وعندما نفارق الحياة يحتضننا ترابها، فيما أنتم تتنفسون هواءاً عفناً يكرس فيكم الضلال والحقد وعند موتكم ستُدفنون في أرض تلفظكم كونكم غربان شؤم وليسوا من أبنائها، فالفارق بيننا وبينكم كبير فنحن الحقيقة وأنتم السراب ونحن الماء الجاري ليروي الأرض وأنتم الفقاعات.