هل يمضي «أطراف» الأزمة الأوكرانية.. إلى «الحرب»؟* محمد خروب

النشرة الدولية –

«مُعجزة» ما, هي التي ستحول دون أصحاب الرؤوس الحامية وخصوصاً حزب الحرب في واشنطن كما حلف الأطلسي وخصوصا كييف, والذهاب بعيداً في تصعيد مُبرمَج للأزمة المُتدحرجة التي لم تعد, مُجرد خلاف ممتد بين كييف وجمهوريّتي دونيستك ولوغانسك/ دونباس خاصة بعد انتهاء مهلة وقف النار بينهما, بل إنزلقت الى مُربع «التدويل» بنجاح إدارة بايدن في سحب «الناتو» الى جانبها وتبنّي خطابها, الذي يرى ما يحدث في تلك المنطقة الإستراتيجية والحساسة بأنه عدوان روسيّ, وإعلان إنحيازه للرواية الأوكرانية التي تتحدّث عن إجتياح روسي وشيك, بدليل الحشود العسكرية الروسية على حدودها.

ضمُّ أوكرانيا الى حلف الأطلسي هو الهدف الأميركي الأول الذي يتقدم على كل شيء, وما يتم ضخه من أخبار وتحليلات وما تستبطنه التصريحات العنترية التي يُدلي بها مسؤولو البنتاغون كما دوائر الناتو، لا تعدو كونها غطاء لهذا الهدف الذي تستكمل فيه واشنطن إحكام دائرة الإغلاق على الفضاء الروسي(البرّي) بعد ان أدارت ظهرها بازدراء للوعود «الكلامية» التي بذلتها لميخائيل غورباتشوف (الطريف في تفسير الأخير لعدم إصراره الحصول على تعهّد مكتوب بعدم تمدّد الناتو الى دول حلف وارسو هو ان ذلك كان سيعني عدم المضي قدماً في تطبيع العلاقات مع الغرب), ولم يتبقّ سوى جورجيا وأوكرانيا كي يكون الأطلسي أقام معسكراته/مطاراته كما أساطيله على حدود روسيا وتخومها الغربية.

تدرك موسكو ذلك بعمق وهي مستعدة لإحباط هذا المسعى مهما كان حجم المخاطر وأكلافه, وما تجربتها في العام 2008 مع جورجيا سوى «المثال» الذي ما يزال الغرب يتذكّره, خاصة أن سكاشفيلي…رئيس تلك الدولة المشاطئة للبحر الأسود, لم يكن أقل حماسة للإلتحاق بالغرب على قاعدة كرهه العميق لروسيا, عن تلك المشاعر التي يكنها الرئيس الأوكراني الحالي زيلينيسكي (ومَن سبقوه) لموسكو وقيادتها الحالية. وباقي القصة تدركه واشنطن كما باريس ولندن وبرلين, دع عنك وارسو وبوخارست وصوفيا.

تحريض ادارة بايدن كما بوريس جونسون في بريطانيا وميركل في ألمانيا وماكرون في فرنسا وأمين عام الأطلسي, ومطالبتهم موسكو سحب قواتها من الحدود مع أوكرانيا/دونباس قابله الكرملين بصرامة وتشدّد على قاعدة ان موسكو صاحبة الحق الوحيد في تحريك قواتها داخل أراضيها وفق ما ترتأيه ويحقق أمنها القومي، بل زادت على ذلك بالقول:نتائج اندلاع حرب أهلية في أوكرانيا ستكون تفكيك تلك الدولة, وخلق أوضاع غير مستقرة لن تقف روسيا حيالها مُتفرِّجة.

هي اذا طبول حرب تُقرع.. لكن «الحذَر» يفرض نفسه على الجميع, فلا مصلحة لأحد بخروج الأمور عن السيطرة, رغم ما يقال ويتم طرحه من شروط وارتفاع نبرة التهديدات وعرض القوة التي تقوده واشنطن بارسالها سفينتين حربيتين الى البحر الأسود, فضلاً عن ضخ المزيد من الأسلحة والمعدات لإوكرانيا وظهور مستشارين عسكريين أميركيين في الحدود مع دونباس, إضافة لإعلان كييف ان جيشها سيشارك هذا العام في «سبع» مناورات عسكرية مع الناتو، الأمر الذي أشعل المزيد من الأضواء الحمراء في الكرملين, خاصة طلب بايدن من الكونغرس تخصيص 715 مليار دولار لمواجهة «التهديد الصيني», واحتواء «السلوك المُزعزِع للإستقرار من قِبل روسيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button