من “أمّ الكروم” الى “أمّ الدراهم” .. دراما أردنيّة ممنوعة من العرض لأسباب سياسيّة
أبريل 14, 2021
النشرة الدولية –
النهار العربي – راشد العساف –
رفضت لجنتان رقابيتان في مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الأردنية عرض المسلسل الأردني الكوميدي “أم الدراهم” على شاشة التلفزيون الأردني في موسم رمضان الحالي. وجاء قرار الرفض بعد ما بدأ التلفزيون الرسمي الترويج للمسلسل عبر شاشته ومنصات التواصل الاجتماعي، من دون الإعلان عن أسباب المنع.
يحكي المسلسل قصة مختار في قرية ما، ظالم ويستولي على أراضي الناس وأموالهم، ما دفعهم الى الثورة ضده وعزله.
ويجسد دور المختار نقيب الفنانين الأردنيين السابق ساري الأسعد الذي قال لـ”النهار العربي” إن في العمل إسقاطات سياسية موجودة في أي مجتمع وفي كل قرية وفي أي زمان، ولكنه تفاجأ بأن التلفزيون الأردني رفض عرض المسلسل.
وبعدين كورونا علينا…. والحكومة … تم استبعاد مسلسل… ام الدراهم من دورة رمضان…. علما ان التلفزيون على مدار عشرة…
ويسأل الأسعد: “الى متى ستبقى الرقابة تمنع عرض المشكلات المجتمعية، سواء كانت اقتصادية أم متعلقة بالعنف المجتمعي أم البطالة، وإبعاد الأعمال الدرامية عن هموم الشارع، وحصر الموافقات بالدراما الاعتيادية والمحصورة بالعبارة المشهورة في التراث الأردني “ابن العم ينزل بنت العم عن ظهر الفرس؟”.
كاتب العمل زكي المارديني قال إن المسلسل يناقش قضايا تلامس الوجدان العربي ملامسة حقيقية، وأنه عمل على أن يكون سقف الحرية منخفضاً جداً لكي يجاز العمل، وأضاف: “يبدو أن الهمس أصبح ممنوعاً”.
الوطن الذي يخشى مسلسلا ويحاكم فتاة تعتز بابيها ليس وطنا بل سجن كبير
ولفت الى أن الأعمال التي تنسج قصصها من وحي الخيال ولا تعالج أي قضية، وله أعمال منها تباع بسرعة كبيرة وتلقى صدى كبيراً، متسائلاً: “الى متى سنبقى محكومين بالتفاهة؟”.
أم الدراهم مسلسل من إنتاج أردني وفنانين وفنيين من أبناء هذا البلد الذي نعشق تم إجازته رقابيا فنيا وموضوعيا وتم الاتفاق…
سابقة مشابهة لمسلسل “أم الدراهم” حصلت للجزء الثاني من مسلسل “أم الكروم” الذي كُتب قبل 14 سنة ومُنع من الإنتاج بحسب كاتبه الدكتور مخلد الزيدوي، أستاذ الدراما في كلية الفنون في جامعة اليرموك.
الجزء الأول من المسلسل أنتج عام 1998 وكانت رسالته قطع قدم وكالات بيع أراضي الأردنيين لمن “هب ودب”، وقطع يد عملاء الوكالة اليهودية داخل الأردن، أما الجزء الثاني فتبدأ حوادثه، وفق الزيدوي، عام 1992 بعد انتهاء حرب الخليج وتنتهي عام 1999، ومنها إعلان وفاة الملك حسين، عندها يتجاوز أهل أم الكروم مشكلاتهم وتتحول بيوتهم بيوت عزاء بالملك. وأكد الزيدوي أن العمل لا يتناول في الجزء الثّاني البعد السّياسي بل التأثيرات على الوضع الاقتصادي والاجتماعي الأردني، ومن بينها هجرة عام 1992 واستقبال العراقيين، وتنوع توجهات أبناء القرية ما بين المؤمن بحزب البعث أو الليبرالي وغيرهما، وقد حمّلوا آباءهم مسؤولية ضياع القرية، كما حمّلوا الدولة المسؤولية الأكبر، ليبدأ الصراع بين الشباب وأجهزة الدولة المختلفة.
الكاتب قال إن مدير التلفزيون الأردني فيصل الشبول طلب منه كتابة الجزء الثاني عام 2007، وبعد ذلك غادر الشبول منصبه وبقي المسلسل في أدراج مؤسسة الإذاعة والتلفزيون لغاية اليوم، مشيراً الى أنه لا يعلم سبب الرفض، لكن الرسائل وصلته بصورة غير مباشرة من المؤسسة بأنها لا تريد المسلسل بهذه النسخة.