متوردةٌ لكل سيرٍ* رزان أبو مازن
النشرة الدولية –
احملُ القولَ على سحابةٍ تنقلني بكلماتٍ تطيِّبُ خاطري وتغيبُ لتقيمَ الكسورَ بطرفة عينٍ.
اتساءل عن غفوةٍ واترك القلم يدندن… هل ينير المتجولون على ضفاف طريقنا نحو المدينة، الشمعة المطفاة من ليالٍ اسودّت على الاكتاف؟ ابقيت كلماتي بيضاء في ورقة مسودة، ولا ادري ان كنت على صواب في المعنى ام لا.
نهضتُ عند سماع اذان الفجر.. يا ترى ماذا اقلقني بعدما انهيت صلاتي؟! كلمة لم اودع بها نفسي بعد السوال.
بعثرتُ مذكرتي عن كلماتي المحببة وناديت نفسي بصوتي لعلّي افيق.
الساعة الان السابعة والنصف في اليوم الحادي والعشرين من رجب ورايحة نسيم الهواء تحتويني بدفيها مع شمس الصباح.
بان يومي بعدما اطل عليّ حميم وغرّد الي بكلمات رددتُها علي بكرة واستشعرت حكمة الله في اقرار حسن ظني به، بحّة صوتي بدت باكية ضاحكة، لم اودعْ من زمن انف اي انسان بالاحضان قط، وان الاوان ان اعطي الصادق محبتي، حملتُ الرسالة على وجنتي لعلّ كل من يراني يزيدني سعادة.
تحية: «نحن هنا.. من المكان كذا»، كان القول اشبه بجملة «نحن هنا لاجلك».. انطلق في عرضه وكلماته التي كنت لا ارغب بانهايها واطيل الااتصال بيننا. والوقت كسفنا بمروره سريعا وكان الوداع بقول: «هكذا هي الدنيا».
عدت الى بيتي ولم تكن عودتي هباءً، انما لاحدث عايلتي عما حدث.
– الثاني والعشرون من رجب
يسعدني وجود جدي الى جانبي في وقت تشدني فيه افكاري ليسمعها غيري، ابقينا الى جوارنا كوبين من القهوة التي كنت ازعم اني لا احبها لأني بجوار جدي اتلذذها. حدثته عن السياسة والعصر والزمن وقرات عليه بعض النصوص التي احب.
اما عن السياسة فقد كنت متمكنة من كل كلمة تخرج من لساني، واحيانا لا ابوح بها، كي لا اقع في سرداب محكم الاقفال ولا مفر منه. عندما وصلنا الى نهاية قهوتنا همس لي: «تعلمين علم اليقين أن هذه المواضيع مغارة اذا ابقيتِ عقلك بها طيلة العمر».
– السادسة من يوم الثاني والعشرين من شعبان
استشعرت مدى قوة الارض بشدّي للفراش وضمر اعينَيّ حتى الانطفاء. البكاء كان المنفذ من كل مهرب، بكيت الى ان تورمت عيناي وتعبت روحي. دعوت ان افيق من غفلتي ورحت نايمة متعبة من اللاشيء سوى البكاء. اخذتُني امضي بين غابات وتلقيت شابّا اسمه حمزة، حدثني عن المدينة وكل ما فيها وبعد مدة وجيزة قال إنه لم يذهب لها بقدر ما ذهب إليها في خياله. صحوت من حلمي وذهبت حيث عملي، تحققت من الأمر فوجدت أنها حرب نفسية يخوضها المرء تجاه الاشياء المرة. بقيت في مكتبي سبع ساعات طوال وانا ابحث واحدث اخرين على الهاتف واكتب الى ان وصلت للنهاية. بهرت بها قبل عرضها على مواقع التواصل الااجتماعي والصحف. وفي غضون ساعات قليلة حققت نجاحاً فائقاً وتوردت نفس كل من مرت عليه بسلام واطميئنان. نهضت الامة من جديد على حسب ما وصلني.
طرقتُ الابواب وانطلقتْ بي الطرق من السوال ثم الحب، الشك، المرارة ثم النجاح.