“العالم رح تاكل بعضا… والمسؤولون يتفرّجون”* نايلة المصري

النشرة الدولية –

على وقع الانهيار الكبير الحاصل في البلاد، بات المواطن يعيش يومياً حالاً من الذل المتمادي على أكثر من صعيد. وباتت “الوقفة بالصف” من أبرز مقومات النهار، سواء على محطات البنزين أو بانتظار ربطة الخبز، أو بانتظار الحصول على مبلغ مالي، وحتى بانتظار الحصول على سلع مدعومة.

اكثر من مشكل وقع في أكثر من منطقة لبنانية حول المواد المدعومة و”كراتين الاعاشة” حتى أن قتيلاً سقط نتيجة خلاف على عملية توزيع في طرابلس، ولم يحرك أحد ساكناً. كيف لا والدولة تستغل هذا الوضع وجوع المواطن، لتذله و”تربحو جميلة” من كيسه بعدما سرقت ماله ودولته وركعته يستجدي كسرة الخبز.

“أبيع مكونات علبة الاعاشة لأشتري الحليب والحفاضات لابني”، هذه العبارة التي قالها أحد المواطنين الموجوعين كافية لأن تهز أعلى العروش وأن تقلب أكبر الكراسي، ولكن طبعاً ليس في لبنان. ففي بلدنا، الذي يتغنى بالديمقراطية، لا يسمع مسؤولوه صوت المواطن الموجوع، على اعتباره صوت نشاز، بل يركزون سمعهم على أصوات المناصرين وهتافات “بالروح بالدم” كونها السينفونية الأحب الى قلبهم.
تبجحت الدولة وتنظحت وزيرة الطاقة السابقة ندى البستاني، و”ربحت المواطن مئة جميلة”، أنه لن ينذل بعد اليوم أمام ما اسمتهم يومها كارتيلات النفط ولن يقف أمام محطات البنزين ليملأ صهريج سيارته. الاّ ان هذا الوعد مثله مثل غيره من وعود تيارها ذهب أدراج الرياح والمواطن يدفع الثمن.
أما ذل الخبز، فحدث ولا حرج، كيف لا ووزير اقتصادنا متخصص في الفتك بربطة الخبز، وكأن الأزمة الاقتصادية اللبنانية قائمة على ربطة الخبز. يرفع سعرها يوماً وينقص وزنها يوماً آخر، ثم يعود ويثبتها، وفجأة يقرر أصحاب الأفران حصر توزيعها في محالهم، فينقطع الخبز وينذل المواطن مرة أخرى أمام أبواب الافران ليحصل على ربطة اذا وجدها، وما من وزارة تسأل او تحاسب.
هذا من دون أن ننسى ذل المستشفيات، والتي بعد عام على جائحة كورونا لا تزال غير جاهزة، والذل أمام الضمان والمصارف والصرافين الخ….
صحيح أننا ما زلنا “نعيش باللوج” على ما يقول أحد المتابعين، الذي يتوقع أياماً صعبة، الاّ أن ما ينتظرنا بتنا نعرفه خصوصاً وان الدولة التي تهوى السقوط لم تحرك ساكناً حتى لحظة كتابة هذا المقال، ولن تحرك، ولا حتى بعد كتابة مئات المقالات تجاه هذا السقوط المدوي للدولة. بل هي ستسعى جاهدة الى تركيع المواطن، لأنه في يوم من الأيام تشجع وقال لهم “انتم فاسدون”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى