حكومات كورونا أضاعت كرامة الشعوب وألغت الإنسانية!* صالح الراشد

النشرة الدولية –

سور الصين العظيم، سلك الحدود الليبية، جدار برلين ، جدار الفصل العنصري في فلسطين المحتله وانتهاءاً بسور كورونا الأعظم في تاريخ البشرية، هذه مجموعة من الجدران والحدود التي صنعتها الدول حتى تحمي نفسها من الغزو أي غزو، وكانت حكومات هذه البلاد تتقوقع داخل مساحات تحددها لنفسها وللشعوب التي تحكمها، وداخل هذه الجدران تفتك بالبشر وتحاول تحويلهم إلى عبيد او تابعين بفضل قرارات تصنعها وتحولها مع مرور الوقت إلى عادات وثقافة شبيه بثقافة العبودية، ولكنها في نهاية الأمر فشلت في تحقيق أهدافها فالسور العظيم لم يحمي الصين  من الاحتلال عدة مرات، والسلك الحدودي الممتد لمسافات طويلة حول ليبيا لم يحولها الى مدينة ايطالية فخرج الإحتلال الإيطالي منها صاغراً ذليلا، وحائط برلين تم تحطيمه بأيدي الشباب الرافضين للتفرقة بين الشعب الواحد وتحول إلى أطلال، فيما جدار الفصل تحول لسجن كبير لمن بناه من صهاينة.

ويبقى سور كورونا المرعب الذي حول العديد من دول العالم إلى قلاع منفصلة كل منها تبحث عن النجاة بنفسها، وتفرض قانونها الصارم لتحويل مواطنيها من نساء ورجال إلى الالات تنام بقرار وتصحوا بقرار، وتخرج من بيتها بقرار وتتواصل مع ربها في صلاتها بقرار، وتتسلح هذه الدول بما اعتبرته الرغبة الصادقة في حماية السكان، لكنهم لم يتنبهوا إلى أن هذه الحماية القائمة على الصرامة حولت عديد الدول إلى معتقلات شبيه بمعتقل عوانتامو الشهير، وجعلت من الشعوب أسرى لقمة العيش والهواء والماء، فضاعت كرامتهم قبل حريتهم لأنهم أصبحوا لا يملكون من أمرهم شيئا في زمن لا يعرف أحد هوية صاحب قرار الحظر ومكانه، فهل هو قرار خارجي من الدولة العميقة التي تحكم وتتحكم بالعالم وتسعى لبسط نفوذها المُطلق على العالم أم قرار لأشخاص في داخل الدول لا يعرفون من كورونا سوى الإسم.

لقد نجح هؤلاء في تحويل العالم إلى قلاع والمدن “لكنتونات” مغلقة الابواب وحولت من في البيوت إلى أعداء لا يأمن أحدهم الآخر، فانتشرت صورة العداء والبغضاء والعنصرية، حتى أصبحنا نشعر ان برميل البارود الذي تجلس عليه الكرة الارضية ينتظر جاهل أحمق أو عالم يُدرك غايته، لإشعال عود الثقاب حتى يفني غالبية سكان الارض، ثم يقوم من بقي من البشر “الجنس المميز” ببناء عالمهم الخاص بهم على طريقة المسلسل الكرتوني “عدنان ولينا”، بعد ان نجح بطل مسلسل “عائلة سامبسون” في نشر الوباء والتحكم بقرارات العالم لسنوات قادمة حتى إن خسر مكانته أو مات، حيث ترك إرثاً كارثياً بصناعته للجهل والجهالة في عالم مليء بالفوضى الخارجية والداخلية، ليتحول في يوم وليلة جهلاء العالم إلى عباقرة وأصحاب قرار سياسي سيادي اقتصادي، ليقترب العالم الذي نعرفه من الفناء رويدا رويدا.

إن من يقوم العالم الآن إما رجل خفي أو تابع ينفذ الأوامر، لنجد ان طريقة حياة العالم لا تناسب رجال الإقتصاد الباحثين عن نهضة العالم وزيادة أرباحهم، كما لا تتناسب مع رجال الفكر الساعين لنشر مباديء الحرية والديموقراطية، وينضم إلى جوار هؤلاء الأطباء أصحاب الفكر السليم الذين يؤكدون على ضرورة فتح الأبواب المغلقة ويرفضون تذرع الحكومات بإنهيار النظام الصحي، لنجد ان المستفيد من قرارات الحظر ما هم إلا مجموعة من السياسيين الساعين لزيادة الجهل السياسي عند البقية، ويبحثون عن فرض وجودهم بنشر الخوف والرعب بين الشعوب، وبالتالي يعتبرون الحظر طريق لإغلاق الفكر عن البحث في قضايا أكثر أهمية، وفي مقدمتها إنسانية الوجود وحرية التعبير ومعرفة أسرار الوباء ومن صنعه وكيف نشره، وهذا أمور يحرمها أصحاب السياسة على الشعوب ليبقى الحال على ما هو  عليه بإنتظار الوباء الجديد والذي قد يقضي على الجميع بسبب نشر ثقافة الجهل والتجهيل.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى