بايدن وإيران والذكريات الخمينية* صالح القلاب
النشرة الدولية –
لم “يبقَ” على الرئيس الأميركي جو بايدن لشدّة غرامه المفاجئ بإيران إلاّ أنْ يقطع العلاقات مع إسرائيل ويعتبر بنيامين نتنياهو إرهابياًّ لا يُقعقع له بشنان، أي كما هو فعلاً وعلى حقيقته، لأنه واصل تهديداته الصوتية والكلامية لدولة الولي الفقيه التي كانت هناك قناعةً راسخةً منذ مجيء ديموقراطيي الولايات المتحدة إلى الحكم أنّ تهديدات واشنطن لطهران الخامنئية هي مجرّد إستعراضات كلامية وأنّ الصحيح هو ما كان قاله الجمهوريون وقاله الرئيس السابق دونالد ترامب أنه إذا فاز الديموقراطيون بالحكم فإنهم سيستعيدون العلاقات السابقة وربما أكثر منها مع الإيرانيين وكما هو منذ أن إنتزع آيه الله الخميني من الشاه محمد رضا بهلوي السلطة في عام 1979 .
إنه غيرُ مطلوبٍ لا من جو بايدن ولا من الولايات المتحدة ولا من أي دولةٍ في الكرة الأرضية قطع العلاقات مع إيران الخامنئية وهذا ينطبق حتى على الدول العربية كلها ولكن بشرط أنْ: “تكفَّ شرها” عن الدول العربية التي لا تتماشى مع مواقفها وسياساتها وأنْ لا تتدخّل كلَّ هذا التدخل العسكري وبالتالي الأمني والسياسي في شؤون خمس دول عربية من بينها أربع رئيسية هي العراق وسوريا واليمن.. وأيضاً على إعتبار أنّ حسن نصرالله “صاحب ضاحية بيروت الجنوبية والجنوب اللبناني.. والبعض يقول لا بل ولبنان كله.
كان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، رحمه الله، ومعه محمود عباس (أبو مازن) أطال الله عمره أول مسؤولٍ عربي وصل إلى طهران بعد إنتصار الثورة الإيرانية بأيامٍ معدودات قليلةٍ وحقيقةً أنّ العرب كلهم قد رحبّوا بهذه الزيارة على إعتبار أنها بدايةٌ لإقامة علاقاتٍ عربية ومن إنْ ليس كلِّ فمعظم الدول العربية مع دولةٍ من المفترض أنها شقيقة وأنّ ما يجمعها بهم هو الإسلام العظيم وحيث أنّ عهد الشاه لم يكن مريحاً وأنه دائم المشاغبات على من المفترض أنهم أشقاءه الذين تربطه بهم وتربط بلده بالوطن العربي كله روابط متعددة وتاريخية.
ولعلَّ ما تجدر الإشارة إليه هنا هو أنّ “أبو عمار” قد تنازل عن قضايا تهمه وتهم العرب جميعهم عندما قبل بزيارة منطقة عربية محتلة من إيران وعندما خاطب عربها بأنّ عليهم أن يلتفوا حول الثورة الإيرانية: “التي هي ثورتهم” وحقيقةً أنّ هؤلاء وأن العرب جميعهم قد تفاءلوا بتلك الثورة التي ما لبثت أن كشفت عما كان مستوراً والتي أثبتت أنها، وليس الشعب الإيراني الشقيق، أكبر مصيبةٍ حلّت بهذه المنطقة والدليل هو حرب الثمانية أعوام وهو ما تبعها من تدخّلٍ سافرٍ في الشؤون العربية وكما عليه واقع الحال الآن من اليمن إلى العراق إلى سوريا وإلى لبنان الذي تسيطر عليه ضاحيته الجنوبية.
ولعلّ ما تجدر الإشارة إليه أيضاً، أن (أبو عمار)، وكنت أحد الذين رافقوه في هذه الزيارة، كان يعتقد جازماً عندما كانت الطائرة التي أقلته تقترب من الوصول إلى طهران أن “آية الله العظمى” روح الله الخميني، الذي أقام في العراق “لاجئاً” لسنوات طويلة وكانت حركة “فتح” دائمة التواصل معه ومنذ البدايات المبكرة، لن يبخل عليه بإعادة الجزر العربية الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى إلى أهلها لكنه عندما “فاتح” الخميني بهذه المسألة قبل عودته إلى بيروت مروراً بـ “أبوظبي” كان جوابه حازماً وحيث قد قال والشرر يتطايرُ من عينيه: ” إنّ هذه الجزر إيرانية وهي ستبقى إيرانية إلى الأبد”.. وهكذا فقد قطعت “جهينةَ قول كلِّ خطيب” وهذا من المؤكد أن هذا الـ “جو بايدن” لا يعرفه وإلاّ لكان تريّث على الأقل في كل هذا “الإندلاق” على إيران!!.