بحث جديد: أثاثك قد يحتوي على مواد كيماوية مضرّة

النشرة الدولية –

كشف بحث جديد أن الأولاد الذين يعيشون في منازل فيها أرضيات أو كنبات من الفينيل تحتوي على مثبطات لهب يحملون في بولهم ودمهم آثار سموم قد تكون مضرة.

يسلّط عدد متزايد من الدراسات الضوء على مصادر واسعة الانتشار على نحو مفاجئ لمواد كيماوية قد تسيء إلى صحة الإنسان.

على سبيل المثال، تشير دراسات إلى أن منتجات تنظيف المنازل، ومساحيق الغسيل، وملينات الأنسجة قد تؤدي إلى تشوهات في النمو العصبي.

قد تتوافر هذه الأنواع من المواد السامة حتى في الشامبو، ومنعم الشعر (conditioner)، وقطرات العين.

على سبيل المثال، ارتبط المبيض الذي نستعمله لتنظيف منازلنا بارتفاع خطر المشاكل التنفسية، كمرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD).

حتى خيط تنظيف الأسنان يحتوي على مواد البيرفليوروالكيل والفليوروالكيل المتعدد (PFAs)، التي ربطها الباحثون بارتفاع معدل الكولسترول، وبعض أشكال السرطان، ومرض الغدة الدرقية.

إضافة إلى ذلك، يكشف بحث جديد أن هذه المواد، التي قد تكون خطرة، أكثر انتشاراً مما نظن. فقد يحتوي الأثاث في منزلنا على مواد كيماوية تسيء إلى صحة الأولاد، وفق دراسة جديدة.

قادت البحث د. هيذر ستابلتون، عالمة كيمياء بيئية من كلية نيكولاس للبيئة في جامعة ديوك في دورهام. وقد عرضت هي وفريقها اكتشافاتهم في اللقاء السنوي للجمعية الأميركية لتقدّم العلم الذي عُقد هذا العام في العاصمة واشنطن.

تحققت ستابلتون وفريقها من تعرض الأولاد لمواد تُدعى المركبات العضوية شبه المتطايرة في 190 عائلة.

المركبات العضوية شبه المتطايرة مواد كيماوية قد تكون مضرة، إلا أنها تتوافر رغم ذلك في كل البيئات الداخلية. فالأثاث، ومواد البناء، والأجهزة الإلكترونية تحتوي كلها على مركبات عضوية شبه متطايرة.

لم تخضع المركبات العضوية شبه المتطايرة لدراسة كاملة ولا نملك الكثير من المعلومات عن تأثيراتها في الأولاد.

في الدراسة الحالية، تفحص الفريق تأثير هذه المواد في 203 أولاد على مدى ثلاث سنوات.

خلال هذه الفترة، حلل الباحثون عينات من الهواء، والغبار، والرغوة في الأثاث أُخذت من داخل منازل الأولاد. كذلك حللوا عينات من دم كل ولد، وبوله، والمواد المتراكمة على يديه.

توضح ستابلتون: «هدفنا الأول التحقق من الروابط بين منتجات محددة وتعرض الأولاد لها، فضلاً عن تحديد كيفية حدوث هذا التعرض: أكان عبر التنفس، أو الاحتكاك بالبشرة، أم تنشق غبار عن غير عمد؟».

تتابع الباحثة: «حددنا عموماً 44 مؤشراً حيوياً إلى التعرض للفثالات، وإثيرات الفوسفات العضوي، ومثبطات اللهب التي تحتوي على البروم، والبارابين، والفينولات، والعوامل مضادة للبكتيريا، والبيرفليوروالكيل والفليوروالكيل المتعدد».

على سبيل المثال، حمل الأولاد الذين عاشوا في منازل احتوت غرفة الجلوس فيها على كنبات نسباً من مثبطات اللهب إثيرات ثنائي الفينيل متعدد البروم أعلى بست مرات في مصل دمهم، مقارنة بالأولاد الذين عاشوا في منازل لم يضم أثاثها مواد مماثلة.

وتشير دراسات سابقة إلى أن التعرض لإثيرات ثنائي الفينيل متعدد البروم أو تناولها قد يسبب الداء السكري، واضطرابات في الكبد، وأمراض الغدة الدرقية، فضلاً عن تأثيرات جانبية في الأجهزة العصبية، والمناعية، والتناسلية.

أما الاكتشاف المهم الثاني الذي قدمته الدراسة، فهو أن الأولاد الذين يعيشون في منازل أرضيتها من الفينيل حملوا في بولهم نسباً من بنزيل بوتيل الفثالات أعلى بخمس عشرة مرة، مقارنةً بالأولاد الذين لم تضم منازلهم أرضيات من الفينيل.

سبق أن ربطت البحوث الفثالات بالربو، والصفير، وخلل وظائف البطانة الغشائية.

تستخلص ستابلتون وزملاؤها: «تشير نتائجنا، عند تأملها معاً، إلى أن بيئة المنزل تشكّل حافزاً رئيساً وراء تعرض الأولاد لشتى أنواع المركبات العضوية شبه المتطايرة».

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button