إذا لم تستح فاصنع ما شئت!* د. نرمين يوسف الحوطي

النشرة الدولية –

إضاءتنا اليوم لا تتعلق بجهة حكومية معينة أو محددة! فسطورها تسلط الضوء على بعـض الذيـــن لا يمتلكون ثقافة «احترام الأديان»!

رغم القوانين واللوائح التي تمنع من «الجهر بالإفطار»! إلا أن البعض لا يراعون لهذا الشهر الكريم حرمة.. نعم هذا ما سمعته من العديد ممن قاموا بالاتصال بي للشكوى وأرسلوا لي الكثير من الصور لأناس يتناولون الطعام والشرب أثناء شهر رمضان! أين؟! في العديد من النوادي الصحية وبالتحديد بعض النوادي التي تقع في أماكن فخمة.. لم أصدق لأنني أعلم أننا بعيدا عن القانون الذي يجرم ويعاقب على المجاهرة بالإفطار، فقد نشأنا على قيم إسلامية نبيلة وعادات كويتية أصيلة وسط مجتمع جبل على الالتزام والاحترام! لكن للأسف عندما رأيت بعيني من يجاهرون بالإفطار أصابتني الدهشة ليس لأن القانون لا يطبق ولكن الدهشة أتت من عدم احترام البعض للآخر! تلك هي قضيتنا.

من دون النظر إلى بعض النوادي الصحية التي قد لا تلتزم بالشروط الاحترازية والصحية.. وبعيدا عن العديد من المؤسسات وأماكن الضيافة التي لا تدقق في فحص درجة حرارة الرواد أو أعضاء النوادي فتلك ليست بإضاءتنا.. نريد أن نضع علامة استفهام على الأشخاص الذين يستعرضون وفي أيديهم زجاجة ماء أو يشعلون السيجارة على حمام السباحة أو من يجلسون في مجموعة ويحضرون معهم أكلهم ويقومون بتناول الطعام والشرب أمام أناس صائمين وهم يمارسون رياضتهم!

قد يقول البعض إنها حرية شخصية! والبعض الآخر قد يسأل: لماذا تذهبون إلى نواد صحية في أماكن من طبيعتها أن بها نزلاء من مختلف الجنسيات والديانات؟! لكن دون الرد على هذا أو ذاك تبقى قضيتنا.. ثقافة الإنسان واحترامه للأديان.

تلك هي إضاءتنا.. القضية ليست قوانين أو عقوبات أو نداء موجها إلى اللجان والجهات الحكومية المسؤولة عن تطبيق القانون بحق من يجاهرون بالإفطار!.. لكن كلماتنا تناشد ثقافة الإنسان واحترامه للآخر.. للأسف أصبح العديد لا يمتلك تلك الثقافة وذلك الرقي.. لأنها بالأساس لم تغرس في تربيته منذ الصغر.

 

أصبحت ثقافة الكثيرين تتركز فقط على الخوف من العقوبة، وتلك ليست بثقافة.. نعم فالثقافة نواتها مشاعر إنسانية، تحيك تلك المشاعر أسس كثيرة أهمها احترام الآخر.. ومن لا يمتلك الثقافة لا يمتلك إنسانيته!

٭ مسك الختام: قالوها أهلنا: «الحياء نقطة لي زل، زل ابن آدم».. عافانا الله وإياكم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى