إنتفاضة فلسطينية على الأبواب* صالح الراشد

النشرة الدولية –

عادت القدس بهيبتها وبهائها لتكون محور الأحداث والمواجهات، لتتنادى مدن فلسطين لتساندها وتدعمها في مواجهات أبنائها ضد الصهاينة الغاصبين والساعين للسيطرة على المدينة المقدسة،  التي لم تركع وإن انحنت فتنحني بنهر من الدماء الزكية الفلسطينية ومن دماء الأعداء العفنة، والتي لا يستسيغ عفونة رائحتها إلا الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول عربية أعلنت صهيونيتها بطريقة فجة ومعيبة، مما يجعل الشعب الفلسطيني وأهل القدس يحاربون ويصمدون دون أن يكون لهم سند، إلا من الأردن التي تُريد من يقف معها في هذا الوقت العصيب، بسبب كورونا والمؤامرات الخارجية التي لم ولن تتوقف حتى تتضح الصورة بكل هيبتها، ويميز الله الخبيث من الطيب وتظهر حقيقة دول المال العربي على حقيقتها.

الإنتفاضة تلوح في الأفق بعد أن تعب شعب فلسطين الأبي والسلطة الفلسطينية من المؤامرات التي تُحاك ضد الأقصى، من صفقة القرن المشبوهة إلى منع السلطة من إجراء الإنتخابات في المدينة المقدسة،  في إشارة صهيونية واضحة بأن القدس عاصمة الكيان كما يروجون وكما يبتغون، ولتحقيق الهدف نقلت عدة دول سفارات بلادها للقدس ومنها سفارة واشنطن الراعي الرسمي للإرهاب الصهيوني في المنطقة والداعم لجميع خططه التوسعية، والتي تبيع الوهم والكذب للفلسطينين وتُصور لهم بأن الحلم القادم سيكون جميلاً بدولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، لكن الحقيقة عكس ذلك كلياً حيث تدعم الصهاينة في قضم الأراضي الفلسطينية المباركة القطعة تلو الأخرى.

وتوقع الفلسطينيون أن يجدوا الدعم والسند من الإتحاد الأوروبي الذي ظهر أيضاً بأنه مجرد تابع لتل الربيع المحتله وواشنطن سيدة القتل، فيما بعض الدول العربية رفعت يدها عن قضية الأمة وأصبحت ضيف ثقيل الدم على اي مفاوضات تتواجد بها، كون وجودها لا يمثل فارق في الصراع الفلسطيني الصهيوني، وهنا تأكد شعب فلسطين الذي عاش النكبات والمصائب وتحدى الصعاب حتى صنع دولة يعتبرها البعض دولة صورية، لكنها دولة ذات سيادة وتمثيل في الأمم المتحدة وجل ما تحتاجة كأي دولة تستقل عن الإستعمار إلى الدعم والسند من الدول المجاورة أو تلك التي تحمل ذات المباديء والقيم، ليجد شعب فلسطين ان الدولة الوحيدة التي تقاسمة هذه القيم هي الأردن المحاصرة بقرار عربي منذ سبع سنوات.

أبناء فلسطين يستعيدون اليوم ذكريات إنتفاضة الأقصى المبارك، وكيف أركعوا الصهاينة ومن يقف معهم بحجارة داود عليه السلام التي تفتك بالأعداء، وقد يخرج علينا أحدهم ويقول بأن اليوم ليس كالماضي وأن السلطة الفلسطينية هي سيف الصهاينة المُسلط على رقاب الفلسطينين، وهنا نقول لهم ان الدم الفلسطيني ينبع من ذات المصدر وستقف السلطة مع الشعب العظيم وستتوحد الفصائل كما فعلت سابقاً، وسيضعون خلافاتهم الخاصة خارج أجندة فلسطين لأن بوصلتهم واحدة وواضحة وهي أرض فلسطين وقدسها المباركة وأقصاها الشريف، فهذه فلسطين لمن لا يعرفها تضم بين جنباتها شعب الجبارين ويجوارهم نشامى الأمة بجيشهم العربي، لذا فإنها ستكون ملحمة الخلود للدول المستهدفة من قبل تيار الإنبطاح وصهاينة العالم، فهل حان وقت الإنتفاضة الجديدة؟, وهل جاء وقت المواجهة؟.

وأستذكر هنا الكلمات الرائعة للشاعرة مي الأرعج في قصيدتها ” القدس تنتفض”..

يلوح المجد

من اصل الزمان

لقدس العز

تحتضن الأماني

وان ضاقت

بنا الاحوال يوماً

تخفف عن قلوب

ما تعاني

تحاور

لا تساوم في حقوق

تنادي بالشهود

على العيان

شهيد الأرض

روض كل صعب

مثال للجلال

وللتفاني

فلسطين العروبة

خير ارض

تخلد ذكرها

في كل آن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى