فرسان البر وأمراء البحار: ليس بذلك البعد* سمير عطا الله

النشرة الدولية –

ماذا يكون شعورك عندما يقال لك إن آخر أخبار الفضاء آتية من منطقة في دبي تدعى «الخوانيج»؟ لكن هذه هي حقاً آخر أخبار الفضاء، وبالتحديد كوكب المريخ، الذي كان مضرب مثل في تراثنا الشعبي. فإذا أراد أحدنا أن يصف مسافة بعيدة، يستحيل الوصول إليها، قال «أبعد من المريخ».

انضم «مسبار الأمل» إلى سباق علمي مذهل في الأجرام الذاهبة لاستكشاف الكوكب الأحمر. وبعد رحلة استغرقت 7 أشهر، وقطع خلالها نصف مليار كيلومتر في عالم الكواكب، اتخذ «المسبار» موقعاً له في مدار المريخ، وراح يبعث إلى «الخوانيج» بما يقع عليه من معلومات يتوصل إليها.

«المسبار» إنسان آلي (روبوت) حل محل الرواد في تلك الرحلات الأبعد من الخيال. وقد أحلت البرامج الفضائية الإنسان المصنوع محل الإنسان المخلوق، بعدما زودته بقدرات هائلة على الصمود وقطع المسافات وإرسال المعلومات إلى الأرض، سواء في «كيب كانافيرال» أو في «الخوانيج».

بدأت الرحلات إلى الكواكب السيارة آلياً عام 1977 مع التوأم «فوياجر 1» و«فوياجر 2». والتقط «فوياجر 1» 19 ألف صورة لكوكب المشتري الذي تبين أنه كوكب غازي ليس له سطح صلب. أما الروبوتات التي أرسلت إلى المريخ فهي تنتقل فوق سطحه مثل كشاف ماهر وترسل انطباعاتها فوراً إلى الأرض.

المريخ هو الهدف الطبيعي الثاني للاستطلاع بعد القمر. وهو الكوكب الأكثر شبهاً بالأرض: صخور وكثبان رملية وحتى عواصف رملية.

إلى فترة مضت كان المريخ يعتبر نحساً على الرحلات الميممة إليه. نصف العربات المرسلة إليه فشلت لسبب أو لآخر. وبعدها بدأت مرحلة إرسال الروبوتات «الجوالة». وأول من بلغ سطح المريخ منها كان الجوال «سبريت» في يناير (كانون الثاني) 2004، محمياً بأكياس هواء تنفصل عنه آلياً لحظة الهبوط. وبعد أسبوع من هبوطه بدأ في استكشاف الأرض الصخرية وإرسال الصور إلى مشغليه. لكن ما إن مضت أيام قليلة حتى بدا أنه تعطل وتوقف عن إرسال المعلومات إلى الأرض. واستطاع الفنيون على الأرض تحديد الخلل في ذاكرته، فكان أن أرسلوا إليه «السوفت وير» المطلوب، على توأمه «أوبورتشونتي» في نهاية يناير. وانهمك الجوالان في استطلاع كل ما وقعا عليه. وظل «سبريت» ناشطاً حتى عام 2012، أما «أوبورتشونتي» فظل يعمل إلى أن ضربته عاصفة رملية هوجاء عام 2018. ولم تتوقف البعثات إلى الكوكب الأحمر. وكانت مهمة الفئات الأخيرة منها رسم خريطة مفصلة لسطح المريخ والبحث عن أدلة على وجود مياه أو آثار مضادات حيوية.

وما زال ازدحام العربات الفضائية يزداد. منها من يسافر إلى «زحل». ومنها ما هو متجه إلى «نبتون». في حين يقل ازدحام حركة الطيران بنسبة لا تصدق هي أيضاً، بسبب الجائحة التي عطلت سير الحياة على الأرض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button