ردود أفعال حول شحنة المخدرات المهربة داخل الرمان من لبنان إلى السعودية
شُغل لبنان، مساء الجمعة، بأخبار شحنة حبوب الكبتاغون المخدرة التي تم تهريبها داخل ثمار الرمان من لبنان إلى السعودية، والتي أدت إلى قرار المملكة منع دخول الخضار والفاكهة من لبنان، وجاءت ردود الفعل من مختلف الجهات مؤكدة على أهمية العلاقات الجيدة والتاريخية بين السعودية ولبنان.
ويبلغ حجم المعدل السنوي للصادرات اللبنانية إلى المملكة حوالي 250 مليون دولار، أكثر من 24 مليوناً منها من الفواكه والخضار المبردة.
دعا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى اجتماع يعقد ظهر الأثنين المقبل، في قصر بعبدا، في حضور رئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب، ووزراء: الدفاع الوطني، والزراعة، والداخلية والبلديات، والخارجية والمغتربين، والمال، والاقتصاد والتجارة، إضافة الى قادة الأجهزة الأمنية والجمارك، وعدد من المعنيين في القطاع الزراعي من مزارعين ومصدّرين.
وسيخصّص الاجتماع لعرض الملابسات التي رافقت القرار السعودي، والإجراءات الواجب اعتمادها لمعالجة تداعياته.
وتعليقاً على الحدث استطلع” موقع سكاي نيوز عربية ” مواقف وردود أفعال أثيرت حول الموضوع، ونقل ما قاله رئيس تجمع المزارعين والفلاحين في البقاع إبراهيم الترشيشي أن شحنة الرمان المعبأة بالمخدرات إنما جاءت من معبر المصنع أي من خارج لبنان، وتم شحنها بشاحنة سورية إلى مرفأ بيروت.
سفير لبنان في المملكة: سنوضح الأمر للسعودية
وعلق سفير لبنان في السعودية فوزي كبارة على المعلومة بالقول: “سوف أرسل كتاباً توضيحياً للخارجية السعودية وأطلب متابعة مجريات التحقيق حتى النهاية”.
فتفت: تهريب الممنوعات لتمويل عمليات حزب الله
بدوره علق الوزير والنائب السابق أحمد فتفت لـ”سكاي نيوز عربية” بالقول: “ما شهدناه من تهريب هو من ضمن المسار الذي يمارسه طرف سياسي معين هو (حزب الله) والهدف منه تمويل الحزب وتمويل النظام السوري”.
وأضاف “مصانع المخدرات موجودة في سوريا وقرابة 100 مليون حبة انكشفت في الفترة الأخيرة وهذا الرقم يتطلب وجود مصانع كبيرة داخل الأراضي السورية، وما يتداخل منها مع الأراضي اللبنانية تحت سيطرة حزب الله حيث يتم تصنيع حبوب الكبتاغون المخدرة محملاً المسؤولية لمن يؤمن الغطاء لهذه المصانع”.
وتابع فتفت: “يدفع لبنان مجدداً ثمن هذه الممارسات وبشهادة أحد رجال الدين التابعين للحزب الذي قال في تصريحات سابقة إن التهريب جزء من تمويل المقاومة.
وختم: “هذا الإرهاب الاقتصادي الاجتماعي من المؤكد أنه سيترك انعكاسات على لبنان”.
الترشيشي: لا علاقة لمزارعي البقاع بشحنة الرمان
من جهته، أكد رئيس تجمع المزارعين والفلاحين في البقاع إبراهيم الترشيشي لموقع “سكاي نيوز عربية” أن “الإنتاج الزراعي اللبناني بريء من تهمة تصدير المخدرات إلى المملكة العربية السعودية”.
وقال: “إن المملكة هي أمنا وأبونا ورائدة منذ 25 عاما في الاستيراد الزراعي من لبنان، وتستورد وحدها ما يزيد عن 50 ألف طن سنوياً من الإنتاج اللبناني الزراعي، وتحتل المرتبة الأولى على هذا الصعيد”.
وأضاف “الشحنة دخلت من معبر المصنع الحدودي مع سوريا بتاريخ 14 أو 15 من الشهر الجاري، ووصلت إلى مرفأ بيروت في حاوية على شاحنة سورية، ثم إلى شركة شحن ولبنان ليس له علاقة بالأمر ولا موسم لثمر الرمان حالياً في لبنان”.
وشدد على “عدم ارتباط الجانب اللبناني من مزارع أو مصدر بهذه البضائع التي ضبطت في السعودية”، وقال: “الكل يعلم هذا الأمر، فالشاحنة التي نقلت المخدرات كانت محملة بالرمان، ونحن ليس عندنا رمان لنصدره بل نستورده ومنذ سنتين نلاحظ دخول شاحنات زراعية غير لبنانية المنشأ على خط التصدير عبر لبنان، وكل ما يتم ضبطه من ممنوعات ومخدرات يتبين أن الشاحنات سورية المنشأ، ولا علاقة لأي مزارع أو مصدر لبناني بهذا الأمر، بل هي شاحنات قادمة من سوريا بشكل ترانزيت وتصل إلى مرفأ بيروت وتحمل بالبواخر وتصدر على خط لبناني، لكن لا علاقة لنا بها، فأوراقها سورية بالكامل، وتستعمل الخط اللبناني فقط”.
وطالب بـ”الكشف وفحص الشاحنات السورية التي تعبر لبنان بشكل ترانزيت عبر مرفأ بيروت، بالتعاون مع الدولة السورية، لأن من تقوم بهذا الأمر عصابات مشتركة بين أفراد سوريين وآخرين، وفق ما أشارت إليه وكالة الأنباء السعودية التي تحدثت عن موقوفين سوريين وغير سوريين، فالجانب اللبناني بريء من هذه العصابات وهذه التهمة، ويدينها بشدة ويجب ألا نظلم بها”.
وأضاف “لقد أبلغنا وزير الزراعة بهذا الأمر، وعلينا التحرك السريع والحفاظ على العلاقات اللبنانية – السعودية ومعالجة الأمر بأقصى سرعة ممكنة، فما يضر بالمملكة يضر بلبنان وبالمزارع اللبناني، وعلى الدولتين السورية واللبنانية مكافحة هذه الآفة والتنسيق في ما بينهما بكل صراحة وشفافية”.
صفير: قرار المملكة سيادي
وفي السياق، قال أستاذ القانون الدولي البروفيسور أنطوان صفير لـ”سكاي نيوز عربية” إن “القرار الذي اتخذته المملكة هو قرار سيادي اتخذ وفق معايير خاصة يحق لكل دولة أن تتخذه، ونحن نعرف أن المملكة العربية السعودية لديها هذه المعايير الأمنية العالية”.
وأسف صفير لما صارت اليه الأمور متوقعاً أن يزداد الوضع سوءاً ما يؤثر سلباً على العلاقات التجارية خصوصاً وأن المملكة هي شريك أساسي للبنان من حيث الاستثمار والدعم وأصبحنا الآن في مكان آخر لم نكن نريده.
وقال إن 40 بالمئة من الشعب اللبناني تقريباً يعيش من هذه الصادرات الزراعية وأخشى من تفاقم الأزمة داعيا الحكومة إلى الإسراع في اتخاذ المواقف الجدية والتحرك السريع”.
وزارة الخارجية اللبنانية
وكانت وزارة الخارجية والمغتربين أبلغت من السفارة السعودية بمضمون القرار السعودي القاضي بمنع دخول الخضار والفواكه إلى أراضيها من لبنان قبل إعلانه، ونقل الوزير شربل وهبه الموضوع إلى كبار المسؤولين.
وأكدت الوزارة أن تهريب المخدرات في حاويات أو شاحنات محملة بالفواكه والخضار من لبنان إلى الخارج عمل يعاقب عليه القانون اللبناني، وشددت على أن تهريب المخدرات وشحنها يضر بالاقتصاد وبالمزارع اللبناني وبسمعة لبنان.
وأضافت “على السلطات اللبنانية العمل بأقصى الجهود لضبط كل عمليات التهريب عبر تكثيف نشاط الأجهزة الأمنية والجمارك على المعابر الحدودية، في ضوء القوانين اللبنانية التي تجرم الإتجار وتهريب وتعاطي المخدرات، لقمع هذه الآفة وتفشيها ولمنع الإضرار بالمواطنين الأبرياء وبالمزارعين والصناعيين وبالاقتصاد اللبناني”.
الكويت والبحرين تؤيدان
أعلنت السلطات الكويتية، مساء اليوم، تأييدها لقرار المملكة العربية السعودية، حظر دخول الخضار والفواكه من لبنان، وذلك نظراً لاستغلالها في تهريب المخدرات، وفق ما ذكرت قناة “العربية”.
وكانت صحيفة “الراي” الكويتية ذكرت إن “هناك توجهاً لدى الكويت لمنع استيراد الفواكه والخضراوات اللبنانية براً وبحراً وجواً”، موضحة إن “اجتماعاً عُقد أمس بين وزارة التجارة وكبار المستوردين بهذا الشأن”.
وفي تقرير لها عبر موقعها الالكتروني، قالت الصحيفة نقلاً عن مصادر متقاطعة في جهات رقابية حكومية وسوق الخضراوات والفواكه قولها إن “هناك تعليمات شفوية صدرت بشأن منع استيراد البضائع اللبنانية، وذلك إثر القرار الذي اتخذته المملكة العربية السعودية أول من أمس بمنع الاستيراد من لبنان، ومنع عبور المنتجات اللبنانية أراضي المملكة”.
وأضاف التقرير: “وبالرغم من دخول قرار المملكة حيز التنفيذ والقاضي بمنع دخول الحاويات التي تحمل الخضراوات والفواكه اللبنانية إلى المملكة أو المرور بأراضيها، اعتباراً من يوم الأحد، إلا أن السوق المحلي منتعش، والخضراوات والفواكه متوافرة من جميع الأنواع، والتأثير محدود جداً، بحسب آراء متقاطعة.
قال مدير عام شركة عبدالله دشتي للخضراوات والفواكه في الكويت، صاحب إبراهيم، أن “نحو 200 إلى 250 طناً من الخضراوات والفواكه اللبنانية تدخل إلى الأسواق الكويتية يومياً”.
ومن جهتها، أعربت وزارة الخارجية البحرينية عن تأييد مملكة البحرين للقرار الذي اتخذته المملكة العربية السعودية الشقيقة بمنع استيراد أو عبور المنتجات الزراعية من الجمهورية اللبنانية إلى أراضيها، بعد أن ثبت لدى الجهات المختصة أنها تستخدم لتهريب المخدرات إلى أراضي المملكة.
وأكدت وزارة الخارجية، اليوم السبت، “دعم المملكة للقرار السعودي الذي يأتي لحماية المجتمع السعودي من أضرار المخدرات، وفي إطار جهود المملكة العربية السعودية في مكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود، تنفيذا للقوانين والمواثيق والأعراف الدولية التي تجرم استغلال حرية التبادل التجاري في تهريب المخدرات، والإضرار بمصالح الدول وسلامة مجتمعاتها”.
نقلا عن سكاي نيوز عربية/إكرام صعب ووكالات