عن التشيُّع والشيعة.. والعروبة!!* صالح القلاب

النشرة الدولية –

حتى لا نغضب الطائفيين المتسترين، الذين يعدون مع الذئب و”يجفلون” مع الأغنام، فإنّ المفترض أنّ الإيرانيين والأتراك أقرب الشعوب الإسلامية إلى الأمة العربية، والمشكلة هنا أن النظامين الإيراني، نظام الوليِّ الأكثر عداوة للعرب، ونظام رجب طيب أردوغان الذي ترفضه رفضاً مطلقاً غالبية الشعب التركي ومعظم الأحزاب التركية وهذه أمورٌ باتت واضحة ومعروفة ولا يحقُّ للذين يقولون في العلن أشياءً كثيرة ويقولون في السرِّ أكثر كثيراً مما يقوله حسن نصر الله وتقوله التنظيمات المذهبية التي ولاؤها لآية الله العظمى الإيراني أكثر بألوفٍ من ولائها لبلادها وشعبها الذي أكثر ولاءً قوميا من أيِّ “مزايدٍ” قومي ليس في الوطن العربي وفقط وإنما في الكرة الأرضية.

ولعلم “المزايدين” الذين “يَعْدون” مع الذئب و”يجفلون” مع الأغنام فإنّ الذين دأبوا على إشباعهم شتماً بحجة معاداتهم لإيران والولي الفقيه من المفترض أن يسألوا شيعة لبنان عنهم وعن مواقفهم الوطنية والعروبية القومية وحيث أنّ هؤلاء أول من وصل إلى إيران بعد الثورة الإيرانية بأيامٍ قليلة وأنهم الآن بعد كل هذه التحولات السياسية الأكثر دفاعاً عن الشعب الإيراني وعن قواه السياسية المعارضة التي على رأسها “حركة مجاهدي خلق” بقيادة المجاهدة الكبيرة مريم رجوي التي كانت قدمت ألوف الشهداء ولا تزال تقدم أفواجاً من المناضلين الذين يضعون إيران حتى في هذا العهد وفي العهود السابقة في حدقات عيونهم.

وعليه فإنّ أيّ نقدٍ آخر وإنتقادٍ للذين يحكمون إيران ويتحكّمون بشعبها، والبعض يقول يتمسّكون بشعوبها نظراً لأنه وإلى جانب الفرس هناك: الأكراد والعرب والبلوش والتركمان والجيلاك والمازنداريون والآذاريون، الذين منهم المرشد الكبير علي خامنئي واللور، وحقيقةً وهذا يجب أن يقال أن 89% من الشعب الإيراني من أتباع المذهب الشيعي الذي له كل التقدير والإحترام ومع العلم أن “الشيعة العرب” إنْ في العراق وإنْ في سوريا وإنْ في لبنان وأيضاً إن في كل الدول العربية الخليجية كانوا ولا زالوا في طليعة رفع الراية العربية القومية.

وهنا فربما أنّ هناك من لا يُميّز بين العرب والعروبة كإنتماءٍ قومي ويفرق بين السنة والشيعة ولذلك فإنّ هؤلاء ينظرون إلى القومية العربية من ثقوب الأنظمة الديكتاتورية التي كانت ولا تزال تتدثّر بالعباءة العروبية وبالإدعاء القومي من أجل إضطهاد الآخرين وهذا كان واضحاً ومعروفاً في العراق في “وصلة” سياسية معروفة وكان واضحاً ومعروفاً وعلى نحو معاكسٍ في سوريا وأيضاً في لبنان في جمهورية ضاحية بيروت الجنوبية وليس في الجنوب اللبناني الذي أعطى للأمة عدداً من الرموز العروبية القومية وحيث أنّ حزب البعث العربي الإشتراكي كان قد عقد أحد مؤتمراته القومية في مدينة “صور” الجنوبية وبرعاية رموز إحدى العائلات التي كانت متنفذة في تلك المرحلة التاريخية وبعد ذلك قبل أن “يركب” موجة المذهبية التي كان قد تم إطلاقها من عقالها وتحويلها إلى قوةٍ سياسيةٍ تابعةٍ لدولة الولي الفقيه وليس لوطنها ولا لأمتها العربية.

وحقيقةً إنّ هذه هي المشكلة التي تواجه العروبيّين في بلاد الرافدين وفي سوريا التي كانت تعتبر: “قلب العروبة النابض” ولبنان.. الذي جميع القوى والأحزاب القومية كانت إما إنطلقت منه أو لجأت قياداتها إليه عندما إشتدت عليهم ملاحقات الأنظمة الديكتاتورية.. وأيضاً اليمن الذي لمن لا يعرف حقائق الأمور أنه كان مثابةً عروبية وقومية أساسية قبل أن يسيطر على جزء منه “الحوثيّون” التابعون لهذه الإيران الخامنئية ولضاحية بيروت الجنوبية.. إنّ هذا هو واقع الحال وإنّ هذه هي حقائق الأمور وحيث أن هذا “التمذهب” الذي بات أتباعه يشكلون “طابوراً خامسا” هو إختراعٌ إيراني “فارسي” لا علاقه له لا بالعرب ولا بالعروبة ولا ببلاد الرافدين… ولا بقلب العروبة سوريا.. وأيضاً ولا بجمهورية ضاحية بيروت الجنوبية ولا بالجنوب اللبناني ولا باليمن الذي كان سعيداً قبل أن يجثم علي صدره الوطني والقومي هؤلاء “الحوثيون”!!.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى