نجاحات كبيرة لبوتين في سوريا.. والدول العربية ستدعمه لهذه الغاية
النشرة الدولية –
لبنان 24 – ترجمة فاطمة معطي –
أكّد مارك كاتز، البروفيسور المتخصص في العلوم السياسية في جامعة جورج ماسون في الولايات المتحدة الأميركية، أنّ السياسة الروسية في سوريا ابتداءً من تدخل موسكو في العام 2015 حققت نجاحاً “لافتاً”، متوقعاً أن يطول أمد النفوذ الروسي في سوريا بل أن يدعمه حلفاء واشنطن في المنطقة “إلى حدّ ما”.
وتحت عنوان “السياسة الروسية في سوريا: مخاطر النجاح”، نشر موقع “ذا هيل” المختص بشؤون أروقة صنع القرار في واشنطن، مقال كاتز الذي ربط فيه النجاح الروسي بعامليْن، قائلاً: “يبدو أنّ حكومة الرئيس السوري بشار الأسد لا تواجه خطر الإصاحة بها على يد أي من خصومها في الداخل فحسب، لكنها تمكنت أيضاً من استعادة مساحات كثيرة من الأراضي التي سبق أن خسرتها لصالحهم”. وأضاف كاتز: “حافظت روسيا على القاعدة البحرية المطلة على الساحل السوري ووسعتها”، متابعاً: “وحصلت على قاعدة جوية أيضاً”.
وعلى الرغم من معارضة واشنطن سياسة موسكو في سوريا، رأى كاتز أنّ إدارتي الرئيسيْن باراك أوباما ودونالد ترامب لم تتحديا الوجود الروسي “بجدية”، قائلاً: “ولا يبدو أنّ إدارة (الرئيس جو) بايدن ستفعل أيضاً”. في ما يتعلق بعدد من حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، بمن فيهم إسرائيل والسعودية والإمارات والبحرين، قال كاتز إنّهم “يرون أنّ الوجود الروسي في سوريا يلجم النفوذ الإيراني هناك”.
وفي مطالعة للخسائر “المتدنية نسبياً” التي تكبّدتها روسيا بالمقارنة مع الولايات المتحدة، كتب كاتز: “حقق التدخل الروسي الضيق النطاق نجاحاً أكبر بكثير من التدخلات الأميركية الواسعة جداً في أفغانتسان والعراق”.
توازياً، تحدّث كاتز عن مواجهة روسيا “بعض المشاكل”، ومنها عجزها عن التوسط بين الأسد وخصومه في الداخل، وعجزها عن إقناع الغرب والدول الخليجية والصين في تمويل عملية إعادة الإعمار، واحتمال تجدد النزاع بين تركيا والجيش السوري. كذلك، حذّر كاتز من انتهاء التحالف الروسي-الإيراني في سوريا، إذا ما بدأت موسكو وطهران التركيز على التنافس في ما بينهما على النفوذ في سوريا “ما إن تتوصلا إلى أنّ خصومهما المشتركين لم يعودوا يشكلون تهديداً”.
في هذا الإطار، رجح كاتز استمرار النفوذ الروسي في سوريا وتأييده من جانب حلفاء الولايات المتحدة “الذين يفضلونه على الوجود الإيراني”، قائلاً: “وإذا يرى حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة مكاسب جراء استمرار النفوذ الروسي، قد لا تكون الولايات المتحدة قادرة على فعل الكثير لمعارضة موسكو هناك من دون إلحاق الأذى بعلاقاتها بشركائها في الشرق الأوسط”.
وعليه، خلص كاتز إلى التالي: “مع ذلك، قد يؤدي انعدام الاستقرار الملازم للنزاع السوري إلى نشوء أزمة ستعجز موسكو عن احتوائها”.