انتصرت القدس .. وآن للقيد أن ينكسر* صالح الراشد

النشرة الدولية –

انتصرت القدس في مواجهتها الأخيرة مع الكيان الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين، إنتصرت دون أن تحملها دول إقليمة أو عربية جميلة النصر، إنتصرت ولم نسمع صوتاً يصرخ لنجدتها إلا من عمان عاصمة بني هاشم، إنتصرت وأجبرت الطغاة على الإبتعاد عن باب العمود وإعادة الحياة الطبيعية، فهي القدس التي لم تركع لغازي ولم تنهزم في حرب رغم أنها قد تتضرر، فهي القدس التي ستبقى الدماء تسيل فيها وحولها إلى أن يرث الأرض ومن عليها، إنها القدس أرض الموت والقتل وأرض الحرية والأبطال، إنها القدس التي لا طريق السماء وقبلة العاشقين لمعاني البطولة والصمود.

إنتصرت القدس ووجهت رسالة لجميع العالم بأن الرجل الفلسطيني والمرأة الفلسطينية لن يضعا السلاح وسيحاربان حتى الرمق الأخير، فالفلسطينيون يحاربون بالصمود  والتصدي والحجر والصوت ورجعه وصدراه، ففي فلسطين الكل يقاتل بحثاً على الأمل الذي دونه تنتهي الحياة، وعن الحلم الذي يعتبر منارة لمسيرة شعب لن يتوقف إلا عندما تُنير منارته العالم بالحق والعدل، ففي فلسطين إرتص الكتف بالكتف وأدرك الصهيوني ان إنتفاضة جديدة في الطريق، إنتفاضة ستختصر طريق الحرية وستكسر القيد إلى الأبد،  فآثر الصهيوني الرجوع إن لم يكن الهروب، كون الحرب غير عادلة بين شعب يبحث عن الحياة بين حروف الشهادة وبين جبناء يبحثون عن حياة وأي حياة.

لقد كان الصمود الفلسطيني والتآخي كبير وأشعر الجميع بأن فلسطين ليست لقمة سائغة، وأن المدن الفلسطينية بجميع من فيها سيقفون دفاعاً عن القدس، وان المواجهة ستختلف وأن الموت عسكرياً وسياسياً سيكون الثمن، وأن الفرقة التي يُبدع زُراع بذورها بنشرها بين الفلسطينين ستموت عطشاً، كون الفصائل ستتوحد وستصبح فصيل القدس والمنظمات تتحول إلى منظمة القدس، فكان لا بد للصهيوني وأعوانه أن يتراجعوا بحثاً عن خطة جديدة لتفريق الشعب والقيادات التي فهمت رموز الدرس وخطورته، مما يعني أن القادم لن يكون صهيونياً إلا في الهزيمة وسيكون النصر للقدس ورام الله والخليل وغزة ورفح ونابلس واريجا وجنين، لذا ستكون الطريق شاقة منذ اليوم على بني صهيون في الإقتراب من القدس.

وصدق الشاعر التونسي ابو القاسم الشابي حين وصف الصمود وكيف يصنع المستحيل، وهذا المستحيل طوعه ابناء القدس ليصبح ممكنا وسهلاً وكيف حول الضعف إلى قوة والهروب إلى هجوم وكيف أصبحت الحرية طريق وكيف القيد سينكسر حين قال:

إذا الشّعْبُ  يَوْمَاً  أرَادَ   الْحَيَـاةَ       فَلا  بُدَّ  أنْ  يَسْتَجِيبَ   القَـدَر

وَلا بُـدَّ  لِلَّيـْلِ أنْ  يَنْجَلِــي          وَلا  بُدَّ  للقَيْدِ  أَنْ   يَـنْكَسِـر

وَمَنْ  لَمْ  يُعَانِقْهُ  شَوْقُ  الْحَيَـاةِ        تَبَخَّـرَ  في  جَوِّهَـا   وَانْدَثَـر

فَوَيْلٌ  لِمَنْ  لَمْ   تَشُقْـهُ   الْحَيَاةُ        مِنْ   صَفْعَـةِ  العَـدَم  المُنْتَصِر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى